مجتمع
"شعرت أنني في الجنة".. رحلة حسام من انفجار لبنان إلى مدينة الشيخ شخبوط
"يقشعر بدني حين أتذكر.. يومها كنت نائماً، عندما طلب مني عمي أن أقود سيارته وأوصله إلى بلدة التليل شمال لبنان".
هكذا بدأت مأساة الجندي في الجيش اللبناني حسام الدين الأحمد، أحد مصابي انفجار خزان الوقود في بلدة التليل في عكار شمال لبنان، والذي تم علاجه في دولة الإمارات، قبل أن يعود إلى وطنه معافى من آثار الحروق التي طالت الجزء الأكبر من جسده.
"الجيش اللبناني كان يعمل على توزيع كمية من البنزين المصادر، لم أكن أرغب في مرافقة عمي إلى هناك، لكن في النهاية توجهت معه، وبعد 5 دقائق من وصولي إلى المكان دوى الانفجار".
وتحدث حسام الدين الذي أصيب بحروق بالغة في يديه وقدميه ورأسه لـ"العين الإخبارية" عن المعاملة الإنسانية الرائعة التي تلقاها في الإمارات، إذ قال: "تم نقلي ومصابين آخرين إلى الإمارات، أحدهما فارق الحياة والآخر ما زال يتلقى العلاج في مركز الحروق التابع لمدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي".
"لا كلمات يمكنها التعبير عن مدى معاملتهم الإنسانية للمريض الذي إن طلب المستحيل يجلبونه له".
وواصل الجندي معربا عن سعادته بما لاقاه من حسن المعاملة في الإمارات: "رغم وضعي الصحي الصعب حينها أعطاني الطاقم الطبي الأمل وإرادة الحياة، وقد تجاوبت معهم.. لا أبالغ إن قلت إنني شعرت وكأني في الجنة إلى درجة لم أكن أرغب بالعودة إلى وطني لولا اشتياقي لوالدتي".
ويعيش الجندي اللبناني حاليا في لبنان من دون كهرباء وبالتالي من دون تبريد يخفف حرارة ما تبقى من جروح طفيفة في جسده.
وقال: "نحن 14 شخصاً في المنزل، الحرارة مرتفعة ولا إمكانية لتشغيل المروحة في ظل غياب التيار الكهربائي عن عكار، فمنذ وصولي لم أرَ الكهرباء، يلجأ أفراد عائلتي للكرتونة للتهوية لي، الأوضاع مزرية هنا، ولا أي جهة من الدولة اللبنانية تواصلت معي للاطلاع على وضعي الصحي وما أحتاجه لاستكمال العلاج، منها ضرورة خضوعي لجلسات علاج فيزيائي".
عبارات الشكر لدولة الإمارات قيادة وشعبا لم تتوقف من فم حسام الدين: "لن أنسى كيف جمّلوا أصعب أيام حياتي، وكيف مسحوا أوجاعي وآلامي، أطلب من الله أن يحفظهم وشعب الإمارات فقد أثبتوا بالفعل أنهم خير أشقاء".
كان خزان للوقود قد انفجر في 15 أغسطس/آب الماضي في بلدة التليل في عكار شمال لبنان، بعد أن كان الجيش اللبناني قد صادره لتوزيع ما بداخله على المواطنين.
وعقب الحادث، قال السفير اللبناني لدى الإمارات فؤاد شهاب دندن إن دولة الإمارات استجابت لنداء لبنان لإغاثة الجرحى بعد وقوع الانفجار، منوّهًا بموقف الإمارات الإنساني في نقل المصابين لأبوظبي وعلاجهم.
وأضاف "الانفجار أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلا و90 جريحاً أصيبوا بحروق بالغة، تم نقلهم إلى المستشفيات المتخصصة في لبنان لتلقي العلاج اللازم، لكن وبسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان والعدد الكبير من الجرحى المصابين بحروق، أطلقنا نداء استغاثة إلى الدول الشقيقة، وكالمعتاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة لبّت النداء، وأرسلت طائرة خاصة إماراتية إلى بيروت لنقل عدد من المصابين وهم في حالة حرجة إلى أبوظبي، حتى يتلقوا العلاج والرعاية الطبية اللازمة في مركز الحروق التابع لمدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTUxIA==
جزيرة ام اند امز