رؤساء حكومات سابقون بلبنان: مأجورون أشعلوا فتنة طرابلس
حذر رؤساء حكومات سابقون في لبنان من أن "الحاقدين والمأجورين" يحاولون استغلال غضب الناس وأوضاعهم الصعبة لإشعال الفتنة في طرابلس.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر، الجمعة، عن نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، و(السابق والمكلف) سعد الحريري، عقب اجتماع عقده الرباعي عبر الفيديو.
وقال البيان إن "الاحتجاجات الشعبية مفهومة ومعلومة من أبناء المدينة الذين يعانون الوجع جراء الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمؤلم، والذي تفاقم بفعل إجراءات الإقفال والحجر لمواجهة انتشار جائحة كورونا، والتي كان من المفترض أن تبادر الدولة إلى تعويض العائلات المحتاجة والأكثر فقراً في مدينة بقي الحديث عنها كلاماً في الهواء".
وأضاف: "أصبح واضحاً للجميع أنّ التحركات الشبابية والشعبية العفوية التي شهدتها شوارع المدينة جاء من يتربص بها من الحاقدين والمأجورين الذين يستهدفون المدينة وأهلها الأفاضل، عبر استغلال غضب الناس وأوضاعهم المعيشية الصعبة لإشعال الفتنة والإيقاع بين أهل المدينة الصابرة، وكذلك بينهم وبين مؤسسات الدولة وأجهزتها، والتي تقاعست ولم تبادر إلى التصدّي لأولئك المخرّبين المندسّين في صفوف المتظاهرين من أبناء المدينة المحتجّين على تردّي الأوضاع المعيشية".
واعتبر البيان أن "الأيادي الخبيثة التي عملت على تأجيج وغضّ النظر عن أعمال الشغب والاعتداءات المدبرة، باتت معروفة للقاصي والداني وليست بخافية على أحد، خصوصاً عندما أقدم أولئك المخرّبون على الاعتداء وإشعال النيران في المؤسسات الرسمية والبلدية على مرأى من أعين وحدات الجيش".
وتابع: "يأتي فوق ذلك كلّه من أقدم على منع أجهزة الإطفاء، وعطل أعمال الإغاثة والإنقاذ بشكل مريب وإجرامي، لتظلّ النيران مشتعلةً في المبنى التاريخي لبلدية طرابلس، علماً أنّ أغلب من ارتكب تلك الأعمال المستنكرة معروف ومرصود من الأجهزة المخابراتية والأمنية المختصة،بالأسماء والهوية".
وجدد رؤساء الحكومات السابقون رفضهم تهميش طرابلس التي "لم ولن تكون بؤرة لأصحاب المشاريع المجرمة والفاسدة، الذين يحاولون تجريد المدينة من رونقها الوطني وتشويه سيرتها وإلصاق صفة الإرهاب والفوضى بها وزعزعة أعمدتها المتمثلة بقواها الثقافية والاجتماعية والنقابية، كما أنّ طرابلس التي استحقّت لقب 'عروس الثورة' في الشمال لن تكون حقل رماية لقناصي السياسات الغدارة".
واستنكروا وأدانوا "كل أعمال الاعتداء الذي تعرّضت له المؤسسات والأجهزة العسكرية في المدينة"، وطالبوا الأجهزة الرسمية والعسكرية بملاحقة جميع الذين قاموا بالاعتداء المتكرّر على السراي الحكومي وإشعال النيران في مبنى البلدية، و"محاولة إحراق مكاتب المحاكم الشرعية في المدينة من أجل حرق تاريخ المدينة بإحراق سجلاتها، ومحاولة اقتحام جامعة العزم".
وطالبوا "بالقبض على جميع المجرمين وتقديمهم إلى العدالة لإنزال أشدّ العقوبات بحقهم"، مؤكدين على ضرورة المسارعة بتقديم المساعدات للعائلات الأكثر فقرا، وذلك على الأسس التي أعلنت عنها الحكومة، ولم تبادر حتى الآن إلى البدء بتنفيذها في مدينة طرابلس التي هي الأشدّ حاجة وفقراً في كل لبنان".
وجدد المجتمعون تمسكهم بأحكام الدستور وحماية العيش المشترك، مطالبين رئيس الجمهورية ميشال عون بتسهيل تشكيل حكومة الإنقاذ من الاختصاصيين المستقلين الأكْفاء غير الحزبيين، بما يؤهلهم لأن يكونوا أعضاء في حكومة منسجمة ومتضامنة تكون على قدر التحديات التي تواجهها البلاد، وبما يساعد على استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي بالدولة اللبنانية.
ويأتي موقف رؤساء الحكومة تعليقا على الاحتجاجات الشعبية والمواجهات التي شهدتها مدينة طرابلس بالأيام الماضية، تخللتها مواجهات مع القوى الأمنية، في غضب بلغ ذروته، مساء الخميس، بإحراق مبنى البلدية.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز