وفاة شاب باحتجاجات لبنان.. "لهيب غضب" ضد حزب الله
أثارت وفاة شاب متأثرا بإصابته إثر مواجهات مع الأمن خلال الاحتجاجات، غضبا واسعا في لبنان، وسط دعوات لإسقاط المنظومة الحاكمة بالبلاد.
وأدانت جميع الأطراف السياسية العنف في طرابلس، وألمح البعض إلى أسباب سياسية تقف خلف التحركات، بينما أكد آخرون أن الأسباب واضحة وهي المعاناة الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها ليس فقط أهالي المدينة إنما جميع اللبنانيين في مختلف المناطق.
ودعا سياسيون لبنانيون إلى إسقاط المنظومة الحاكمة المتمثلة بحزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه صهر رئيس الجمهورية، النائب جبران باسيل، ومن ثم الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة.
ووفق وكالة الأنباء اللبنانية، توفي، الخميس، شاب من المحتجين (30 عاما) متأثرا بإصابته مساء أمس في احتجاجات طرابلس (شمال).
وجرى تشييع جثمان الشاب، عمر طيبا، من منزله في باب التبانة وسط صيحات غضب وتنديد بالحكام والمسؤولين.
وتشهد طرابلس ومناطق لبنانية أخرى تحركات شعبية؛ احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة والإغلاق العام؛ لمواجهة وباء كورونا الذي أدى لتفاقم الأزمة.
ووفق إعلام محلي، أصيب 226 من المدنيين والعسكريين في مواجهات بين الطرفين بدأت بإطلاق محتجين حجارة ومفرقعات نارية وقنابل مولوتوف على القوات ليعود بعدها ويحاول المتظاهرون اقتحام سراي طرابلس وهي المركز الأمني ومقر قوى الأمن في المدينة.
وتطور الأمر إلى أطلاق الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع من قبل الجيش على المتظاهرين لإبعادهم.
واليوم، أطلقت دعوات للتظاهر في عدد من المناطق اللبنانية ردا على ما يحدث في طرابلس وقمع المحتجين.
وكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السابق، يان كوبيتش، عبر حسابه على تويتر قائلا: "تزايد مستوى العنف، بخاصة أثناء الاحتجاجات في طرابلس، مع سقوط عدد من الجرحى، الذين أصيبوا بعضهم بجروح خطيرة سواء بين المتظاهرين أو القوى الأمنية، هو رسالة أخرى للطبقة السياسية".
ودعا السياسيين إلى تشكيل حكومة فعالة بدون المزيد من التأخير، معتبرا أنه لم يعد باستطاعة الناس تحمل هذا السقوط الحر إلى الهاوية.
وعبر رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، عن أسفه لمقتل الشاب عمر طيبا ولسقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس أمس.
ودعا الله أن "يحمي طرابلس ولبنان من كل من يريد استغلال حاجات الناس لتنفيذ مخطط سياسي وأمني".
وقال: "ما تشهده طرابلس من احتجاجات هو ترجمة لغضب كبير على إهمال الدولة وسياساتها الخاطئة، وما يستفز الناس أكثر، هو اللامبالاة التي تتعاطى بها السلطة مع أوجاع اللبنانيين، لكن في النهاية، المحتجون أهلنا وأبناؤنا والقوى الأمنية والعسكرية هم أشقاؤنا، وبالتالي لا يجوز أن يتحول هذا الغضب المشروع إلى مواجهات، لذلك على الجميع أن يتنبه إلى الجهات التي تحاول حرف الاحتجاجات عن مسارها المطلبي لتحقيق مكاسب على حساب الفقراء".
بدوره، كتب رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل على "تويتر": "أهل طرابلس وعناصر قوى الأمن كما كل لبنان هم ضحية الاستهتار وفقدان الضمير والفراغ في المؤسسات ومحاولات إرساء دولة بوليسية بدلاً من دولة قانون سيّدة منفتحة مزدهرة وقادرة على تأمين حياة كريمة للبنانيين في ظل حجر صحي لا مفر منه لمواجهة الوباء".
من جهته، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان: "مواطن ينتحر يأسا، ومواطن آخر يسقط في طرابلس ضحية أعمال العنف التي اندلعت على هامش التحركات الشعبية في طرابلس وفي مناطق أخرى بالرغم من قرار الإقفال وخوف الناس من كورونا. ثلاثة أشهر ونصف على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ولا بصيص أمل في الأفق لتشكيل أي حكومة، لأنه طالما الأكثرية النيابية الحالية، والتي قوامها حزب الله والتيار الوطني الحر حاكمة ومتحكمة، فلا أمل يرجى في أي شيء، والحاضر المباشر، كما الماضي القريب والماضي الأبعد قليلا، خير دليل على ذلك".
وأضاف: "الأكثرية الحاكمة تسهِّل تكليف الرئيس الحريري ومن ثم تعرقل تشكيل الحكومة. فمع هذه الأكثرية الحاكمة لا حياة لمن تنادي، وسنذهب من سيئ إلى أسوأ، ولا حلّ سوى بالتخلص من هذه الأكثرية، ولا طريقة للتخلص منها إلا بانتخابات نيابية مبكرة، ومن لديه أي اقتراح آخر نحن منفتحون على مناقشته".
وتابع: "الأهم من كل شيء، وبالرغم من كل ما نعيشه، لا يجب أن نفقد الأمل إطلاقا، وعلينا أن نتابع النضال ونواصله كل من موقعه حتى إزاحة هذا الكابوس عن صدر لبنان وصدور اللبنانيين".
كذلك أكد الوزير السابق أشرف ريفي على أن "كل من يتهم أهالي طرابلس بالفوضى والشغب متآمر أو جاهل. هذه انتفاضة الوطن والحقوق والكرامة، وهي ناتجة عن الوضع الكارثي الذي وصل إليه الناس، في ظل هذه المنظومة الفاسدة والفاشلة التي أوصلت الوطن إلى الانهيار. هذه الانتفاضة تعبّر عن كل المدن والمناطق اللبنانية، حيث وُضع اللبنانيون أمام خياراتٍ كارثية اقتصادياً ونقدياً وصحياً ووطنياً".
وأضاف: "معركة اللبنانيين مع هؤلاء ومع المشروع الأكبر الذي حوّل لبنان إلى دولةٍ فاشلة يحكمها فاشلون ومنبطحون وفاسدون.. إنها ثورة وطن، إنها ثورة الوطن والحقوق الوطنية الطبيعية والكرامة".
في المقابل، وضع مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد ما يحدث في طرابلس في خانة الضغوط السياسية.
وكتب عبر حسابه على "تويتر": "الاحتجاجات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة وفوقها قرار الإغلاق العام وجائحة كورونا، تكون مفهومة عندما يكون منطلقها مطلبيا بحتا".
قبل أن يستدرك: "لكن هذه التحركات تصبح غير مفهومة ومستغربة في توزيعها الجغرافي، ما يؤشر إلى رغبة في استغلال الشارع لتوجيه رسائل سياسية ضاغطة في غير مكانها في الملف الحكومي".
وأضاف: "ما يرافق هذه التحركات من أعمال شغب ومن دخان أسود ومن تعد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والممتلكات العامة والخاصة، يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذ كان هناك منتفعون من هذه الاحتجاجات لمصالح سياسية ضيقة من جهة، وإن كانت هناك رغبة دفينة لدى البعض الآخر في زعزعة الاستقرار الأمني ونشر الفوضى التي لا تقود إلا إلى المجهول".
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA== جزيرة ام اند امز