برلمانيون لبنانيون يستنكرون الاعتداء على "يونيفيل": جريمة حزب الله
مسؤولية يحمّلها برلمانيون لبنانيون لحزب الله على خلفية الاعتداء على قوات "يونيفيل" معتبرين أن ما حصل "جريمة جديدة" بسجل المليشيات.
وتشهد منطقة العاقبية في الجنوب اللبناني بين الحين والآخر إشكالات بين دوريات تابعة لقوات الأمم المتحدة "يونيفيل" وأنصار حزب الله في المنطقة الحدودية الجنوبية.
وفي حادث خطير وقع خارج منطقة عملياتها، قُتل عنصر من "يونيفيل" وأصيب ثلاثة آخرون بجروح.
وقالت قوات الدفاع الإيرلندية، في بيان، إن أحد جنودها من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتل في لبنان في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عندما تعرضت قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود وكانت متجهة صوب بيروت، لنيران أسلحة خفيفة.
البيان أضاف أن فردا آخر من القوات الأممية حالته خطرة بعد أن خضع لعملية جراحية بعد الواقعة، مشيرا إلى أن جنديين آخرين يتلقيان العلاج من إصابات طفيفة.
من جانبها، قالت "يونيفيل" في بيان صدر الخميس، إنها تنسق مع القوات المسلحة اللبنانية وتفتح تحقيقا في مقتل جندي إيرلندي بلبنان أمس.
وفي تفاصيل الحادث، أفادت وسائل إعلام محلية بحدوث إشكال في منطقة العاقبية جنوب لبنان مساء أمس، بين أهالي المنطقة وقوّة من "اليونيفيل"، وذلك على إثر اعتراض الأهالي على مسار الدورية.
ولاحقا، سُمع صوت إطلاق نار في المحلّة، فيما تعرّضت آلية تابعة للقوات الدولية لحادث أثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال، ما أدّى إلى انقلابها، وجرح عناصرها.
ولا يزال الغموض يكتنف ما وراء كواليس الاعتداء، فيما يتخوّف اللبنانيون من تداعياته وما إذا كان يعني مزيداً من التعقيد في الملفات السياسية الحساسة، وإقبال البلاد إلى فوضى أمنية.
حزب الله في الصورة
وفي أول ردود الفعل، حمل عدد من السياسيين والبرلمانيين اللبنانيين حزب الله مسؤولية وقوع الحادث بشكل غير مباشر.
وقال النائب اللواء أشرف ريفي في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "الاعتداء على اليونيفيل هو جريمة إضافية يرتكبها حزب الله تحت عنوان الأهالي، بحق لبنان واستقراره، على وقع السلطة الساكتة والعاجزة".
وأضاف ريفي أن "المطلوب التحقيق وجلب المعتدين إلى القضاء، وإلا فإن استمرار هذا المسلسل سيكرّس سطوة السلاح غير الشرعي، وسيؤدي إلى التعطيل النهائي للقرار 1701، الذي يشكّل ضمانة للبنان".
وختم متسائلا: "إلى متى يا حزب الله ستمعن في تخريب لبنان وعزله وتعريضه لأفدح المخاطر؟".
من جانبه، استنكر سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية "الاعتداء السافر" على جنود الكتيبة الإيرلندية، متسائلا: "هل هذا جزاء الدول التي أرسلت أبناءها للمساعدة على إرساء الاستقرار في بلادنا؟".
وأضاف جعجع في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه على الحكومة اللبنانية أن تواكب لحظةً بلحظة الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية، لتحقيق كاملٍ وشفّافٍ ودقيقٍ بالحادثة، والخروج بأسرع وقت ممكن بنتائج واضحة، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان عدم وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
فيما غرد النائب عن قوى التغيير، مارك ضو، عبر حسابه على تويتر يقول: "عزاؤنا لقوات حفظ السلام اليونيفيل بعد مقتل أحد أفراد الكتيبة الإيرلندية في منطقة العاقبية ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وأضاف:" اعتداء العاقبية خطير ومدان ومستنكر، وهو بمثابة توجيه رسائل بالاتجاهات كافة ،والتذكير بأن هناك من يحاول دائما إن يحول الجنوب إلى منطقة نفوذ حصري للسلاح الخارج عن الدولة".
وختم:" يجب تنفيذ القرارات الدولية وضمان سيادة واستقرار لبنان، ونطالب بتحقيق سريع واعتقال مطلق النار".
ورقة ضغط
أما "لقاء سيدة الجبل"، فقال في بيان له، إن الاعتداءات المتكررة على "يونيفيل وأخطرها الاعتداء الأخير، هي برسم حزب الله الذي وبعدما حقق مصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية عقب رعايته اتفاق ترسيم الحدود معها جعل القوات الدولية هدفا له بوصفها ورقة أمنية يستخدمها مع إيران للضغط على الدول الغربية في ظل انسداد الأفق السياسي في كل من إيران ولبنان".
وطالب "اللقاء" الجيش بـ"إصدار بيان شديد الوضوح عبر مديرية التوجيه، يوضح فيه بدقة ما حصل جنوبا".
و"لقاء سيدة الجبل" هو جمعية ثقافية مسيحية تأسست مع إطلاق نداء المطارنة الموارنة عام 2000، واستكملت إطارها القانوني في 2006، وتعرف نفسها بأن "خيارها السياسي هو تعزيز ثقافة العيش المشترك المسيحي الإسلامي"، وتعمل الجمعية من أجل الوصل بين كل شرائح النسيج اللبناني.
وذكرت وسائل إعلام محلية اليوم أن حادث الاعتداء يأتي في سياق حالة من التوتر التي تسود منذ فترة بين حزب الله وقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، على إثر قرار مجلس الأمن بتجديد التمديد لها سنة إضافية تنتهي في أغسطس/ آب 2023، قائلا إن القرار "يمنحها حرية الحركة للاضطلاع بمهامها من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني".