من ميسان إلى صور.. انتفاضة عراقية لبنانية ضد إيران
بدا واضحا أن خريطة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني تمتد من ميسان أقصى شرق العراق إلى صور أقصى غرب لبنان.
أكد تقريران صحفيان غربيان أن الاحتجاجات الحاشدة المستمرة بالعراق ولبنان تعكس تمسك أبناء البلدين بالتخلص من "المحتل الأجنبي الإيراني" ونفوذه في بغداد وبيروت.
ففي العراق، بدأت احتجاجات هادئة في أكتوبر/تشرين الماضي، إلا أنها تحولت إلى أعداد حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف الغاضبين من حكومة بغداد والنفوذ الإيراني بالبلاد، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وباتت خريطة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني ممتدة من ميسان أقصى شرق العراق إلى صور أقصى غرب لبنان.
وقال سعد إسكندر المدير السابق لدار الكتب والوثائق العراقية، إن "الثورة ليست ضد أمريكا، بل ضد إيران؛ حيث تقف في وجه استخدام الدين في السياسة وليس الدين في حد ذاته".
وأوضح إسكندر أن المحتجين العراقيين ضاقوا ذرعا بالفساد والمليشيات الطائفية، التي تحول بعضها إلى عصابات مافيا تدير أنشطة غير مشروعة لكسب الأموال، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عنه.
وفي حين تُعَد إيران هي الهدف المباشر لغضب المحتجين؛ فإن النضال أكبر من ذلك؛ إذ إن صراعا آخر يدور بين الشباب العراقي من جهة وكبار السن (الجيل الأكثر حذرا) أو بين النخبة السياسية وجيل صاعد يرفض قيادتهم.
"نيويورك تايمز" أوضحت أن هذا الصراع يدور بين الذين انتفعوا من وجودهم في السلطة بعد الإطاحة بصدام حسين، وآخرين يكافحون للعيش ويراقبون بغضب بينما توزع الأحزاب السياسية، التي يربط بعضها علاقات بإيران، المكافآت للمقربين منها.
وبعد عام 2009، وسعت الأحزاب المرتبطة بإيران شبكاتها داخل الحكومة العراقية؛ ففي 2014 استغلت طهران اجتياح تنظيم داعش للبلاد للإسراع في التغلغل أكثر داخل دوائر الحكم ببغداد بدعوى إنقاذ هذا البلد وتشكيل مليشيات لمقاتلته، وبحلول 2018، ومع تدعيم نفوذها هناك، أصبحت الأحزاب المرتبطة بطهران هي المسيطرة في الحكومة.
وقال علي جاسم، عامل بناء، بينما كان يغسل عينيه من الغاز المسيل للدموع أسفل جسر الجمهورية ببغداد، إن ميزانية البلاد تذهب لإيران ودعم الحرس الثوري، مشيرا إلى أن جميع الوزارات والمرافق المدنية تديرها طهران، وأنهم يريدون "التخلص من حكومة عادل عبدالمهدي واستعادة بلادهم وانتخاب رئيس وزراء مستقل".
محمد الأمين، طالب طب في عامه الدراسي الثاني كان يعمل في أحد مراكز الإسعافات الأولية، والآن يعالج المحتجين من آثار الغاز المسيل للدموع، تحدث كذلك قائلا: "عندما كنا صغارا قال لنا آباؤنا إن (الحيطان لها ودان) لكن لدينا إنترنت. سافرنا، ورأينا كيف يبدو العالم، نريد حياة مختلفة. نريد أن تكون حياتنا مثل الدول الأخرى، نريد حقوقنا".
ومنذ بداية المظاهرات التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ احتجاجا على الفساد وتدخلات إيران، قتل ما يزيد على 250 عراقيا.
أما في لبنان؛ فيهتف المحتجون ضد التدخل الإيراني في شؤون بلادهم الداخلية، ورغم أن الاحتجاجات ضد الفساد وسوء الإدارة؛ فإنها احتفظت بطابعها السلمي وإن حاول مؤيدو مليشيا حزب الله وحركة أمل قمع المسيرات باستخدام العنف.
وعلقت صحيفة تليجراف البريطانية على ذلك بتأكيدها أن الحكومة اللبنانية المستقيلة كان يهيمن عليها موالون لمليشيا حزب الله، الذين من خلالهم تمارس إيران نفوذا كبيرا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المحللين يرون أن الاحتجاجات في كل من العراق ولبنان هزت إيران، مهددة نفوذها الذي حصلت عليه بصعوبة.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد لبنان مظاهرات احتجاجية عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق "واتساب"، وهي متواصلة رغم إلغاء القرار.
وقادت الاحتجاجات إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد رفض المتظاهرين خطة إنقاذ تم إعلانها من جانب الحكومة تشمل إجراءات إصلاح اقتصادي.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز