القس والداعية.. الأتراك يسددون فاتورة عناد أردوغان
صحيفة فرنسية تشير إلى جزع الأتراك من هشاشة البلاد سياسياً واقتصادياً، وتفسر علاقة القس برانسون وكولن بما يحدث في تركيا.
بدفع الشعب التركي يوميا من قوته فاتورة عناد رجب طيب أردوغان برفضه تسليم القس الأمريكي المحتجز في أنقرة، وتمسكه بإعادة الداعية فتح الله كولن من الولايات المتحدة.
وأشعلت تلك المواقف العنيدة من جانب أردوغان معركة حادة مع الولايات المتحدة، لتتسع دائرة المعارك التي أشعلها الرئيس التركي، والتي يكتوي بها شعبه.
وأرجعت صحيفة فرنسية سبب تدهور الأوضاع في تركيا والانهيار التاريخي لليرة إلى قضية القس والداعية.
وتساءلت صحيفة "لوياريزيان" الفرنسية قائلة:" كيف تسبب القس ( آندرو برانسون) والداعية (فتح الله كولن) بانهيار الاقتصادي التركي؟".
وقالت إن "أزمة اعتقال القس برانسون تسببت في فرض عقوبات أمريكية على أنقرة، إلى جانب أن حملة الاعتقالات الواسعة في تركيا بدعوى علاقتهم بكولن، تثير قلق المستثمرين، الذين فروا من بأموالهم من تركيا ما فاقم من أزمتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الشعب التركي جزع من هشاشة الاقتصاد، كما سئمت أوروبا من تصدير تركيا نحو 4 ملايين لاجئ لأوروبا، ما جعل النظام التركي مصدراً للمشاكل في الداخل والخارج".
وأوضحت الصحيفة أن قيمة الليرة التركية ترجعت تدريجيا منذ محاولة الانقلاب الفاشل، إلا أنها تعرضت للانهيار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية للألمونيوم والصلب، ما أدى إلى سقوط حر للعملة التركية.
وحسب واشنطن فإن العقوبات الأمريكية على أنقرة متعلقة بقضية القس الأمريكي أندرو برونسون، ووفقاً لتوضيحات وزارة الخزانة الأمريكية، فإن وزير العدل التركي عبدالحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويليو متهمان "بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد حقوق الإنسان".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "كيف زعزعت سياسة أردوغان استقرار الاقتصاد التركي؟" أن الرئيس التركي تسبب في انهيار الاقتصاد، قبل مرور 3 أشهر من إعادة انتخابه".
ووفقاً للصحيفة فإن "الأتراك يعيشون في قلب معركة دبلوماسية، بين واشنطن وأنقرة، بسبب قس أمريكي، أندور برنسون، الذي اتهمته تركيا بالتجسس، ووضعته تحت المراقبة بعدما قضى أكثر من عام ونصف في السجن".
وطالبت الولايات المتحدة تركيا بالإفراج عنه، فيما طالبت تركيا تسليم الداعية فتح الله كولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عاماً، ويتهمه أردوغان بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016، إلا أن واشنطن رفضت، وحذرت النظام التركي مراراً من انتهاك حقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن تهديدات ترامب كبدت تركيا ثمناً باهظاً، تلك الخسائر لم تمنع الرئيس التركي من محاولة استجداء الشعب التركي قائلا:"لنا الله"، الأمر الذي أثار إحباط المستثمرين بعدم تحسن الوضع في الوقت الراهن.
وأوضحت الصحيفة أنه "في منتصف أبريل/نيسان 2018، أعلن أردوغان انتخابات رئاسية مبكرة أجريت في 24 يونيو/ حزيران الماضي أي قبل موعدها المقرر بنحو 18 شهراً، واعتبرت المعارضة أن تبكير الانتخابات مناورة لعدم إعطائها الوقت الكافي للتنظيم والاشتراك في الانتخابات.
وعلى الرغم من زعم أردوغان بأن تقديم الموعد جاء كمحاولة لتعافي الاقتصاد إلا أن ما حدث هو العكس تماماً إذ فقدت الليرة التركية ما يقرب من نصف قيمتها خلال شهور قليلة.