«الفتك بالأعداء» أولوية لدى وزير الجيش الأمريكي

بعد شهرين فقط من تعيينه الوزير السادس والعشرين للجيش الأمريكي، جعل دانيال دريسكول من تعزيز قدرة الأسلحة الأمريكية على "الفتك" معيارا أساسيا.
وفي مقابلة هاتفية مع موقع "بيزنس إنسايدر"، أكد دريسكول ، وهو ضابط مدرعات سابق شارك في حرب العراق، أن أي عنصر في الجيش لا يُسهم في تحقيق هذه الغاية - سواء أكان أنظمة قديمة أو برامج تدريب أو هياكل تنظيمية - عرضة للإلغاء.
ويعرّف دريسكول "الفتك" بقدرة القوات أو الأسلحة على إحداث خسائر مدمرة في صفوف العدو ، مشددًا على ضرورة أن تدور جميع القرارات العسكرية حول تمكين الجندي الفردي من تحقيق هذه الغاية.
وأشار إلى أن الإدارات السابقة - سواء في عهد الرئيس دونالد ترامب أو الرئيس السابق جو بايدن - تبنت المفهوم ذاته، لكن بتفسيرات مختلفة.
لكن الإدارة الحالية للبنتاغون، بقيادة وزير الدفاع بيت هيغسيث وبدعم من القيادات العسكرية، تسعى إلى استبعاد كل ما يُعتبر "انحرافًا" عن الجاهزية القتالية، مثل برامج التنوع البيئي والاجتماعي أو المبادرات غير المرتبطة مباشرة بالقتال.
إعادة هيكلة الجيش: من التدريب إلى التكنولوجيا
وكشف دريسكول عن خطط لتقليص متطلبات التدريب غير الأساسية، قائلًا: "سنعود إلى الأساسيات التي تجعل الجنود خبراء في مهامهم".
كما أكد ضرورة التخلي عن الأنظمة العسكرية القديمة التي قد تكون عبئًا في الحروب المستقبلية، مثل المدرعات غير القادرة على مواجهة التهديدات الإلكترونية.
وفي المقابل، سيتم التركيز على تبني تقنيات متطورة كالذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيرة، والروبوتات القتالية، وأنظمة الرؤية الليلية المحسنة، والتي بدأ الجيش في تطويرها مستفيدًا من دروس الحرب في أوكرانيا.
وناقش دريسكول خلال زيارته الأخيرة لأوروبا، كيفية توظيف هذه الدروس لتطوير استراتيجيات المواجهة مع القوى المنافسة.
وفي زيارته لألاسكا لمتابعة استعدادات فرقة الإنزال الجوي الـ11، أشاد دريسكول بجهود الوحدة في تكييف معداتها مع ظروف القطب الشمالي القاسية، قائلًا: "لم ينشغلوا بعروض الباور بوينت، بل ركزوا على ما يحتاجه الجندي فعليًا في الميدان".
وتوقع دريسكول أن يبدأ ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في ساحات القتال خلال 12 شهرًا، وإن كان بشكل محدود في البداية. ويرى أن هذه التقنيات ستُحدث تحولًا في سرعة تحليل البيانات واتخاذ القرارات الحاسمة.
خلفية الوزير ورسالته للجنود
دريسكول، البالغ 38 عامًا، خدم في الجيش بين 2007-2011 ضمن عملية "تحرير العراق"، وبعد إكمال دراسة القانون في جامعة ييل، شغل مناصب مدنية قبل تعيينه وزيرًا للجيش.
وفي رسالته الأولى للقوات، وعد دريسكول بـ"تخليصهم من الأعباء الإدارية والبرامج غير الضرورية"، مؤكدًا: "هدفكم الوحيد هو أن تكونوا القوة الأكثر فتكًا على وجه الأرض".
ورغم الإعلان عن خفض ميزانيات بعض البرامج، لا تزال الرؤية الشاملة لتحول الجيش نحو "الفتك المطلق" غير واضحة المعالم، خاصة فيما يتعلق بالأدوار الداعمة غير القتالية. لكن ما يبدو جليًا هو أن عصر التركيز على "المحارب التقليدي" قد عاد بقوة إلى البنتاغون، مدعومًا بتقنيات القرن الحادي والعشرين.
aXA6IDE4LjIyMi4yMS4yMTgg جزيرة ام اند امز