زروال في أول تعليق على أزمة الجزائر: تعقلوا لتجنب أي انزلاق
الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال يصدر بياناً يؤكد لقاءه رئيس جهاز المخابرات السابق ويعلن دعمه للحراك الشعبي.
دعا الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال (1994-1999) أصحاب القرار في البلاد إلى "التعقل تجنباً لأي انزلاق"، وعبّر عن "فخره" بـ"مطالبة ملايين الجزائريين بالديمقراطية".
كما وصف الحراك الشعبي الأخير بـ"استعادة الشعب السيطرة على مصيره".
- الجيش الجزائري يتبنى مطالب الحراك.. ومحللون: الحل الأمثل للأزمة
- الرئاسة الجزائرية: بوتفليقة سيستقيل قبل 28 أبريل الجاري
جاء ذلك في أول تعليق له على الوضع السياسي في الجزائر منذ تسليمه السلطة إلى الرئيس الحالي المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة في أبريل/نيسان 1999، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه.
ويأتي البيان عقب لقائه رئيس جهاز المخابرات السابق محمد مدين المعروف بـ"الجنرال توفيق".
وقال زروال، في بيانه: "ككل الجزائريين شدّتني قوة المسيرات الحاشدة المنظمة من قبل الشعب الجزائري، مسيرات ساندتها منذ اللحظات الأولى، وأنا أيضا مثلكم جميعا قلق من غياب رد سياسي في مستوى هذه المطالب الديمقراطية المشروعة".
وأضاف منتقداً النظام الجزائري: "منذ الاستقلال نظامنا السياسي لم يعرف كيفية الاستماع إلى الشعب والتجدد، وتحديث نفسه والارتقاء لمستوى تطلعات شعب عظيم، الذي يوم 22 فيفري لم يُضيع موعده مع الديمقراطية وللتصالح مع تاريخه".
وتابع قائلاً: "كما تعلمون منذ 2004 أرفض كل الدعوات السياسية وفي كل مرة أطلب تنظيم تداول يسمح ببزوغ أجيال جديدة لي فيها ثقة كاملة وعملت دائما على تشجيعها".
وأوضح الرئيس الجزائري السابق أنه "بداعي الشفافية وواجب احترام الحقيقة، أود أن أُعلم أنني استقبلت يوم 30 مارس/آذار بطلب منه الفريق المتقاعد محمد مدين الذي حمل لي اقتراحا لرئاسة هيئة مكلفة بتسيير المرحلة الانتقالية، وأكد لي أن الاقتراح تم بالاتفاق مع السعيد بوتفليقة، مستشار لدى الرئاسة".
وأكد قائلاً: "عبرت لمحدثي عن ثقتي الكاملة بالملايين من المتظاهرين، وكذا ضرورة عدم عرقلة مسيرة الشعب الذي استعاد السيطرة على مصيره"، وعبر في المقابل عن فخره بالحراك الشعبي الأخير المطالب برحيل نظام بوتفليقة.
وقال زروال في بيانه: "ككل الجزائريين شعرت بفخر كبير لما شاهدت ملايين الجزائريات والجزائريين يطالبون بجزائرية ديمقراطية بحماس ووعي ونظام شرفت الأمة، وأعطت عن الجزائر وشعبها صورة كريمة عن تطلعاتنا التاريخية".
وختم اليامين زروال بيانه بالقول إن "اليوم وأمام خطورة الوضعية يجب على أصحاب القرار التحلي بالعقل والارتقاء لمستوى شعبنا لتفادي أي انزلاق تكون له عواقب غير محسوبة العواقب للبلاد وترك الجزائريين يعبرون بحرية وفرض إرادة الشعب".
وجاء بيان الرئيس الجزائري السابق على خلفية ما نقلته وسائل إعلام جزائرية عن لقاء جرى بين رئيس جهاز المخابرات السابق واليامين زروال، عقب البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الجزائرية السبت الماضي، والذي تحدثت فيه عن "اجتماع عقد أيضا في 30 مارس/آذار من قبل شخصيات معروفة حاولت تشويه سمعة الجيش".
وأشار بيان وزارة الدفاع الجزائرية إلى أن "غالبية الشعب الجزائري قد رحبت من خلال المسيرات السلمية باقتراح الجيش الوطني الشعبي، إلا أن بعض الأطراف ذوي النوايا السيئة تعمل على إعداد مخطط يهدف إلى ضرب مصداقية الجيش الوطني الشعبي والالتفاف على المطالب المشروعة للشعب".
وتوجه مئات المتظاهرين الجزائريين، الجمعة، إلى منزل الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال بمحافظة باتنة (شرق الجزائر)، وطالبوه بالتدخل "لإنقاذ البلاد"، وحيا زروال المتظاهرين، واكتفى بالقول "فهمتكم".