تحرير المخا.. طبول الحرب تعزف أنشودة السلام
هزائم الحوثيين في المخا وأكثر من جبهة، قد تعطي دفعة لجهود السلام؛ إذ قد ينتج عنها مرونة في موقف المتمردين تجاه مبادرات السلام
أن تذهب إلى طاولة مفاوضات السلام وأنت منتصر خير من أن تذهب وكفتك العسكرية غير راجحة، هذه الإستراتيجية التي تلخصها العبارة الشهيرة "الحرب من أجل السلام"، يرى مراقبون أن عملية تحرير المخا، هي خير ترجمة لها.
وتحرير المخا، الحلقة الأهم في سلسة انتصارات عسكرية حققها الجيش اليمني مدعوما بقوات التحالف العربي، ضمن العملية العسكرية التي أطلق عليها "السهم الذهبي"، لطرد المتمردين الحوثيين من المناطق الساحلية على البحر الأحمر.
وتزامن مع هذه العملية زحف نحو معقل الحوثيين بصعدة شمالا، وتهديد لنفوذهم في نهم"البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء"، وهو ما أدى إلى تشتيت جهود الانقلابيين الذين يعانون هذه الفترة نقصا في الذخائر وصعوبة في تجنيد المقاتلين، وشحا في الأموال اللازمة لتمويل نشاطهم الانقلابي.
وفي هذه الأجواء المليئة بالانتصارات، يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى إلقاء حجر في مياه السلام الراكدة، وبدأ هذا الجهد بلقائه عبداللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أمس الإثنين، بمقر الأمانة العامة بالعاصمة السعودية الرياض.
ويرى مراقبون أن التطورات العسكرية قد تعطي هذا الجهد دفعة قوية؛ إذ قد تؤدي إلى حدوث مرونة في موقف المتمردين تجاه مبادرات السلام لتجنب هزيمة عسكرية ضخمة، كما قد تؤدي أيضا إلى فرض منظور السلطة الشرعية في اليمن، والذي يقوم على الالتزام بما جاء في المبادرة الخليجية، والتي التف حولها الحوثيون في جولات سابقة من المفاوضات.
وتضمنت المبادرة الخليجية تعيين رئيس جمهورية للقيام بمهام استثنائية أبرزها إعداد دستور جديد للبلاد، ويقر هذا الدستور من خلال استفتاء وطني، ويدعو الرئيس بعد ذلك المواطنين لانتخاب برلمانهم الجديد وفق الدستور الجديد، ليكلف الرئيس الحزب الحائز على الأغلبية الانتخابية بتشكيل الحكومة واستلام السلطة.
وحاول الحوثيون فرض الأمر الواقع فشكلوا حكومة وعينوا مجلسا رئاسيا يضم أعضاء من جماعتهم وحزب المخلوع عبدالله صالح، وراعت مبادرة ولد الشيخ الأخيرة هذا الأمر الواقع فقفزت على دور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من خلال تعيين نائب له يتسلم صلاحياته بشكل كامل خلال فترة انتقالية، لذلك فإن التطورات العسكرية الأخيرة قد تقود إلى مبادرة متوازنة.
وعبر وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، عن هذا المعنى وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن "تحريك العملية العسكرية أمر حتمي من أجل إعادة إحياء المسار السياسي المجمد".
وأضاف "الحوثيون أساسا لا يقبلون بمنطق الحوار، إلا إذا تغير الوضع العسكري في الميدان".
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA==
جزيرة ام اند امز