مليشيات ليبية تمنع جلسة لمجلس الدولة.. خبراء: سحر الإخوان انقلب عليهم

مع قرب توصل أطراف النزاع الليبي لحل ينهي أزمة البلاد، برهنت المليشيات في طرابلس من جديد على أنها العقبة الأولى في طريق السلام.

ففي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن عن توصل رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورئيس ما يعرف بمجلس الدولة الليبي خالد المشري لاتفاق اعتبره الشعب الليبي بداية فعلية لحل الأزمة. 

الاتفاق الذي جاء عقب مباحثات جرت في المغرب نص على تغيير المناصب السيادية، وتوحيد السلطة التنفيذية المنقسمة بين حكومة يترأسها فتحي باشاغا، وحكومة عبد الحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة رغم انتهاء ولايته.  

• حل أزمة ليبيا بأياد أفريقية.. تشاد لاعب جديد

وفي حين نص الاتفاق على أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري، وبعدما باشر مجلس النواب في مناقشة ذلك تحت قبته بمدينة بنغازي (شرق)، عرقلت مليشيات مسلحة جلسة لمجلس الدولة في بطرابلس (غرب) كان ينوي مناقشة الاتفاق خلالها.

المكتب الإعلامي لمجلس الدولة قال عبر منشور مقتضب بصفحته الرسمية على "فيسبوك" إن "مليشيات مسلحة تتبع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة منعت الأعضاء من دخول قاعة الاجتماعات ونشرت آليات مسلحة أمام مقر المجلس ".

الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في ليبيا وصل حتى تقديم رئيس مجلس الدولة خالد المشري شكوى للنائب العام الليبي، متهما المليشيات بأنها تقف عقبة أمام الحل السياسي الليبي، باعتدائها على مؤسسات الدولة التشريعية ومنع موظفين حكوميين بالقيام بأعمالهم.

تطور خطير

وتعد تحركات المليشيات تطورا خطيرا للأحداث في ليبيا تظهر خطورة المليشيات المسلحة المسيطرة على غرب البلاد على حل الأزمة في ليبيا، واعتبرها العديد من المراقبين "يدين جهات أخرى غير المليشيات"

المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني قال في تصريحات لـ "العين الإخبارية": إن "ما أقدمت عليه المليشيات المسلحة من منع جلسة لجسم حكومي، كان يتناقش الحل الليبي يدين أيضا الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان لكونهم السبب الرئيسي في تعاظم قوة تلك المليشيات ".

وأضاف الفزاني :أن "مجلس الدولة نفسه يعد مسؤولا عما جرى، فهو لطالما قدم الدعم للمليشيات المسلحة عبر مساندتها سياسيا على مدى السنوات الماضية ".

السحر انقلب على الساحر

وتابع:" ما حدث اليوم يمثل حرفيا مقولة أن السحر انقلب على الساحر"، في إشارة لدعم مجلس الدولة للمليشيات المسلحة في البلاد.

أما عن الجهات الأخرى التي تعد مسؤولة عن الحادث، فيقول الفزاني إن" المجتمع الدولي على رأسها"، فسكوت المجتمع الدولي برمته على أفعال المليشيات هو أحد أهم الأسباب التي ساهمت في تغولها.

وسرد يوسف الفزاني مثالا عن ذلك بالقول إنه "في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي، أقدمت المليشيات المسلحة في طرابلس على نفس الأمر، وذلك بعدما ألغي بسببها جلسة هامة لمجلس النواب الليبي كانت مقررة لوضع حلول للازمة الليبية ".

وأضاف " آنذاك منعت المليشيات نواب المنطقة الغربية من صعود الطائرة، والقدوم إلى مدينة بنغازي مقر المجلس لحضور الجلسة الهامة، واشتكى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح للمجتمع الدولي أفعال تلك المليشيات، مؤكدا خطورة تواجدها على حل الأزمة الليبية.