تدخلات خارجية.. تصريحات دبلوماسيين أجانب تغضب برلمان ليبيا
استنكر البرلمان الليبي "تدخلات خارجية" قال إنها تجسدت في شكل تصريحات أدلى بها دبلوماسيون أجانب معتبرا أنها تدخل سافر بالشأن الداخلي.
جاء ذلك في بيان أصدره، الخميس، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، وتلقت "العين الإخبارية " نسخة منه.
وفي بيانه، قال النويري إنه "في الوقت الذي نقترب فيه من تسوية وطنية ليبية ـ ليبية، نشهد تدخلات في شكل تصريحات لدبلوماسيين حول الشأن الليبي سواء كانوا مبعوثين خاصين أو سفراء أو حتى رؤساء لبعض الدول تقوض أي تقارب بين الليبيين وتهدد الأمن القومي للبلاد".
وأكد البرلماني الليبي أنه "يفرق بين ما هو ذو طابع دبلوماسي، وبين ما يتعدى إلى التدخل في الشؤون الداخلية".
وعن ذلك الفرق قال: "من تلك التصريحات ما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين ليبيا ودولهم وتصريحات أخرى تتعدى ذلك إلى التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا".
وبحسب النويري، فإن التصريحات "تدور حول القضايا التي تمثل الشأن الداخلي الليبي والتي يعد تناولها تعديا على سيادة ليبيا والنطاق المحفوظ للدولة عن المجتمع الدولي".
ورأى النويري أن تلك التصريحات "أصبحت ظاهرة تتكرر من أولئك المبعوثين والدبلوماسيين وتتناول قضايا اقتصادية وسياسية تمثل الشأن الداخلي الليبي والتي يقتصر تناولها على الليبيين وحدهم دون سواهم".
لا يصح
وفي بيانه أيضا، شدد النويري على أنه "لا يصح قانونيا ودبلوماسيا وسياسيا تناول هذه القضايا ومناقشتها من قبل أي طرف خارجي كما لا تتدخل ليبيا في شؤون دولهم".
وأضاف النويري أن "تلك التدخلات تعد خرقا لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية التي تمنع مثل هذه الخروقات وتعتبرها مساسا بسيادة الدول".
كما أبدى نائب رئيس مجلس النواب الليبي استغرابه من أن "تلك التصريحات والقضايا التي يجري تناولها تتجنب القوات الأجنبية عن الأراضي الليبية والتي تقع مسؤوليتها على المجتمع الدولي ويجب أن تحظى بعنايته كونها تمثل العائق الأكبر أمام الاستقرار".
وختم بيانه قائلا إن "الحل في ليبيا يجب أن يكون (ليبيا – ليبيا) ووفق رؤية وطنية شاملة تجمع كل الأطراف وتحظى بموافقة الشعب وتحقق مصالحه".
وأضاف عن ذلك: "لا أرى بأي حال أن يكون الحل أجنبيا وفق رؤى أو إملاءات أطراف خارجية مهما ادعت حسن النية".
نورلاند؟
ورغم أن نائب رئيس البرلمان الليبي لم يفصح صراحة عما يقصده بشأن التصريحات أو الجهة التي يعارض تدخلها، إلا أن مصدرا مسؤولا بديوان مجلس النواب الليبي أوضح لـ"العين الإخبارية" أن "المبعوث الأممي الخاص إلي ليبيا ريتشارد نورلاند على رأس قائمة المصرحين المتدخلين في الشأن الليبي".
المصدر أوضح قال إن "نورلاند موجود حاليا في طرابلس وعقد أكثر من خمس لقاءات مع مسؤولين بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية وصرح عقب تلك اللقاءات وكأنه من يحكم ليبيا".
وأضاف أنه "قبل شهرين، أدلى نورلاند بتصريح مستفز آخر قال فيه إنه يمكن لكل حكومة من الحكومات المتصارعة الآن أن تشرف على الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها، معتبرا أنه لا حاجة لحكومة موحدة تقود الانتخابات".
وتابع المصدر أن "تلك التصريحات أثارت حفيظة البرلمان والليبيين جميعا"، مؤكدا أن "المبعوث الأممي تراجع بعدها عن تلك التصريحات وقال إن هذا الأمر يقرره الليبيون".
وتعيش ليبيا أزمة سياسية ليست الأولى لكن الحالية تتمثل في صراع حكومتين على السلطة، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب في مارس/ آذار الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية والتي يرفض رئيسها عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة.
ولحل ذلك، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق على قاعدة دستورية تجري عبرها انتخابات.
إلا أن تلك اللجنة لم تفلح في تلك المهمة بعد ثلاث جولات من الحوار بين أعضائها وذلك قبل أن يعلن رئيس البعثة الأممية لدي ليبيا عبد الله باتيلي قبل أسبوعين استئناف المباحثات.