الغرياني يحرض على الفوضى.. إرهاب إخواني عابر من ليبيا لمصر
بوق إرهاب يعبر حدود ليبيا إلى مصر بأمر من الإخوان ممن يقاومون انهيارهم بالتحريض على فوضى تؤمن لهم الانبعاث من جديد.
الصادق الغرياني، مفتى التنظيمات الإرهابية في ليبيا يعبر أسوار الحدود لينفث سمومه في مصر، عبر الدعوة للتظاهر فيها غدا الجمعة، في محاولة لزعزعة استقرار البلاد بالترويج للشائعات وقلب الحقائق.
دور يلعبه بتكليف من الإخوان، التنظيم الذي لا يتورع، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة، في الاستعانة بشخصيات مثيرة للجدل لطالما حرضت على العنف والإرهاب، كـ"ذراع ديني" ضمن أدواته الخفية.
عزوف ليبي عن "مدارس الغرياني".. فشل إخواني في استقطاب الطلاب
وأطلق الغرياني، عبر مقطع فيديو مصور، دعوة تحريضية للتظاهر ضد النظام المصري غدا، ووجه "المسلمين" في ليبيا وتونس للاستجابة لدعوته، زاعما أن "الحقوق تنتزع انتزاعا بالخروج والمطالبة لا بالجلوس".
دعوة الغرياني المعروف بفتاويه ومواقفه المناصرة لتنظيم الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تلقفتها عناصر إخوانية هاربة في الخارج، ضمن أدوار يبدو مرتبة مسبقا، من أجل الترويج لها.
لكن سرعان ما انتفص رواد موقع تويتر ضد دعوات الفتنة التي يبثها التنظيم وأذرعه الدينية، حيث كتب ناصر من السعودية، يقول: "مفتي ليبيا الغرياني عليك ماتستحق.. اللهم احفظ مصر وشعب مصر وحكام مصر.. أيها المفتى الحاقد (الغرياني) اهتم ببلدك واطلب لها الأمن والأمان".
ومن الكويت، قال نجدي السبيعي :"الليبي الدجال الغرياني الأخونجي يحرض المصريين على التظاهر بـ 11 / 11.. حفظ الله مصر وقيادتها واهلها من شرور الأخونجية التكفيريين اعداء الأمة والدين".
مشروع إخواني
وفي تعقيبه، قال الدكتور هشام النجار، الخبير في شئون حركات الاسلام السياسي، إنه "بالنسبة للغرياني وإخوان ليبيا عموما، وهو ما ينطبق كذلك على الإخوان في تونس وسوريا، فهم يسعون إلى محاولة زعزعة الاستقرار في مصر وبث الفوضى وإعادة عقارب الساعة للوراء".
وأوضح النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "هؤلاء على قناعة تامة وهذا هو الواقع فعلا، بأنه لا عودة لمشروعهم في ليبيا، كما كان ولا في تونس وغيرها إلا بهز استقرار مصر، وحتى بعودة مشروع الإخوان وحلفائها بتيار السلفية الجهادية في مصر".
وأردف : "هؤلاء يدركون جيدا أن سبب تراجع مشروع الإخوان بالمنطقة في الأساس هو التغييرات الكبرى التي حدثت في مشهد أهم دولة عربية وهي مصر ضد مشروع الإخوان منذ يونيو 2013، وصولا لتكريس واقع طارد للجماعة وغير قابل لعودتها".
هذا الوضع، يتابع الخبير، أسهم بشكل أساسي في أن تتمكن مصر من حفظ أمنها واستقرارها، وتدشين برنامج تنمية، وإصلاح اقتصادي جعلها تصمد أمام التحديات والأزمات العالمية العاتية وجعلها نموذجا يحتذى في مجال الأمن وحفظ الاستقرار والتفرغ للبناء وتحقيق متطلبات ومصالح المجتمع لباقي الدول الأخرى التي تعاني شعوبها من اليمن إلى سوريا إلى ليبيا من عدم استقرار سياسي".
بعد أيام من الهدوء الحذر.. الغرياني يدق طبول الحرب في طرابلس
ولفت إلى أن "هذه الشعوب تعاني أيضا من عدم توحد خلف مشروع وطني وأهداف مشتركة، ومن تضارب مصالح الفاعلين على الأرض، واستمرار تدخل القوى الإقليمية الطامعة واستمرار سطوة الميليشيات والمرتزقة".
وأكد النجار، أن "قادة تنظيم الإخوان الإرهابي سواء في ليبيا، أو غيرها ينظرون إلى مصر بكراهية وعداء شديد؛ لأن الحالة المصرية لم تهزم فقط جماعة الإخوان في مصر، إنما زلزلت هذه الهزيمة وامتد أثرها لإخوان ليبيا وتونس وغيرهما".
دليل إفلاس
وبحسب النجار، فإن استخدام الإخوان لذراع ديني مثل الغرياني دليل إفلاس وفشل جديد للتنظيم.
وقال: "هناك فراغ في الساحة الإخوانية حيث يفتقدون بعد وفاة (يوسف) القرضاوي لشخص يلعب دور المرجعية الدينية المحرضة على الفوضى في الشارع، تحت ستار ما يزعمون زيفا أنه ثورة ولذلك قد يجدون في الغرياني؛ لكبر سنه وسابق تجربته في التحريض على الفوضى في ليبيا، أنه يمكن أن يسد بعض الفراغ".
وأوضح "النجار" في تفسير استخدام الغرياني وخطورة إطلاق دعوته من الداخل الليبي، أن " تلك الدعوة للتظاهر عبر مفتي الإرهاب شبيهة بنداء الكنانة عام 2015، والذي أطلقته مجموعة من الإخوان في دعوة صريحة للمزيد من ممارسات العنف، ضد الحكومة المصرية".
وأشار إلى أن "الإخوان تدرك جيدا أن دعواتهم ليس لها صدى شعبي، ولا تجد استجابة ومعرضة للفشل، وهو ما يضاعف من حرج قادة الجماعة الداعين للتظاهر ويعقد من انتكاستهم وأزماتهم، لذلك يعمدون لتعويض ذلك بدعوات الفوضى المسلحة والعنيفة التي قد تكون مدعومة من مليشيات إخوانية بدول مجاورة لمصر مثل ليبيا على سبيل المثال".
مفتي الدم
سبق أن أطلق الغرياني في أوقات سابقة دعوات للمليشيات المسلحة في ليبيا للخروج إلى الساحات من أجل منع الانتخابات عن طريق حمل السلاح.
كما شنّ الغرياني هجوما تحريضيا على المسؤولين في منطقة الشرق الليبي على رأسهم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ونواب البرلمان، داعيا إلى منعهم من دخول الانتخابات.
ثم عاد مفتي ليبيا المعزول ليثير من جديد الجدل بفتاويه الدينية الغريبة والتي توصف بأنها "تحت الطلب"، وبينها فتوى حرم فيها على الليبيين التعاون مع حكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب في مارس/ آذار الماضي.
وحذر الغرياني الذي عاد مؤخرا إلى ليبيا وأعلن انحيازه ودعمه لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة، بعد سنوات من إقامته في تركيا، في بيان نشرته دار الإفتاء، الليبيين من التعاون بأيّ وجه من الوجوه مع "المعتدين"، في إشارة إلى حكومة باشاغا، معتبرا أن ذلك "سيغضب الله".
والغرياني الذي طالما أشعل الحرب والنيران عبر فتاويه المتطرفة، باتت مواقفه بوصلة لتنظيم الإخوان الإرهابي خاصة في ظل كونه المحرك الأول لجناح الجماعة العسكري المتمثل في المليشيات الراديكالية المنتشرة في غرب البلاد.
وفي ظل سخط الليبيين من المفتي وفتاويه التي كانت سببا في تناحرهم لسنوات وكانت أيضا سببا لإقدام مجلس النواب على عزله في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ،يستمر تنظيم الإخوان في الدفاع عنه بلا هوادة.
ويلعب الغريانى منذ 2012، دورا بمثابة "الذراع الدينية" للجماعات المتطرفة في ليبيا، عبر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها، فارتكبت عدة جرائم عنف استنادا إلى فتاواه، حتى أصبح أحد أبرز المساهمين في انتشار الفوضى وتعزيز الانقسام في ليبيا.