الوطنيون من أهل ليبيا يحاولون منع التغول التركي الاستعماري يقودهم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر بعد التحامه مع الشعب
تعيش ليبيا أوضاعا غير سعيدة، فبعد مضي أكثر من 3 قرون من الاستعمار العثماني لليبيا، تتهيأ أنقرة العودة رسميا إليها، بعدما سعت إلى لتوفير غطاء سياسي عبر حكومة السراج يسوغ تدخلها العسكري باتفاقية اعتبرها الليبيون أنها غير وطنية وتمس السيادة الليبية.
ويعني هذا أن الحلم التركي ما زال يسعى لإخضاع الشعب الليبي للمشروع التركي الإخواني ووضع ليبيا ضمن استراتيجية إعادة الخلافة العثمانية منذ فترة طويلة وذلك لأهمية ليبيا من الناحية الجيوسياسية.
بينما يحاول الوطنيون من أهل ليبيا منع التغول التركي الاستعماري يقودهم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر بعد التحامه مع الشعب، فاستطاع تحرير العديد من المدن الليبية من المليشيات والجماعات المتطرفة والإرهابية وتبقت له العاصمة، وهو ما يوضح أن معركة طرابلس ليست سياسية كما يتصورها البعض، إنما هي بين الجيش الليبي وعصابات ومليشيات وجماعات تسيطر على مقدرات ليبيا بقوة السلاح تساندهم في ذلك حكومة ضعيفة تُعتبر ضحية انبثقت عن اتفاق الصخيرات، يرى العالم أنها معترف بها.
يبدو لي أن الحل في ليبيا ممكن وغير مستبعد، يبدأ عبر الأطراف الليبية نفسها بعيدا عن الوصاية والاستعانة بالخارج حفاظا على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية، ثم بدعم العملية السياسية.
الكثير يرى أن المعركة التي تعيشها ليبيا حاليا هي من أجل الوطن واستعادته واستعادة ثرواته المنهوبة، وأن الأولوية لدى الشعب هي للأمن والاستقرار واستقلالية القرار الليبي، وهذا ما يعجز عنه السراج، مما يجعل العمليات العسكرية ربما تكون ضرورة لتنظيف ليبيا من الإخوان والاحتلال والمليشيات، وأن الأمن والاستقرار لن يتحقق في ليبيا إلا إذا ترك الآخرون الأمر لأهل ليبيا لتحديد مصيرهم بأنفسهم.
حاولت روسيا الإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا والتوقيع على الاتفاق بين الأطراف المتحاربة، وكان الأتراك يعولون كثيرا على الضغط الروسي وحاولوا إحراج حفتر وموسكو معا بهدف انتزاع اعتراف بوجودهم على الأرض، إلا أن حفتر رفض مشاركة تركيا في الإشراف على وقف إطلاق النار، وتحفظ على عدم تجميد الاتفاقية بين الوفاق وتركيا واشترط على عدم توقيع الوفاق على اتفاقيات دون الرجوع للجيش مما جعله يغادر موسكو دون التوقيع على الاتفاق.
ما بين طبول الحرب ونارها المستعرة وما بين أطماع أردوغان وأهداف السراج ودفاع حفتر عن وطنه، تلوح بوارق أمل السلام لحل الخلاف الليبي عبر مؤتمر برلين الذي قيل عنه إنه في الأساس يهدف إلى توحيد وجهات نظر الأوروبيين وأهدافهم تجاه المشهد الليبي، إلا أنه يجد دعما أمميا لاستئناف الحوار الليبي والمقرر أن يُعقد برعاية الأمم المتحدة ويُعدّ المؤتمر جزءًا من العملية التي أطلقتها الأمم المتحدة للتوصل إلى ليبيا ذات سيادة ودعم لجهود المصالحة.
يبدو لي أن الحل في ليبيا ممكنا وغير مستبعد، يبدأ عبر الأطراف الليبية نفسها بعيدا عن الوصاية والاستعانة بالخارج حفاظا على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية، ثم بدعم العملية السياسية، والتزام وإلزام الجهات الدولية وحثهم على عدم التدخل، ونزع سلاح المجموعات والمليشيات المسلحة بإشراف دولي والابتعاد والانفصال عن الجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب أو التي ذات منحى إيديولوجي متطرف ووقف دعمها، ثم إنشاء مجلس رئاسي جديد وحكومة وطنية جديدة يتفق عليها جميع الليبيين ومعتمدة من مجلس النواب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة