إرهاب على حدود ليبيا.. مسؤول عسكري يكشف لـ«العين الإخبارية» خطط الردع
الإرهاب يصب الزيت على أزمة ليبيا السياسية ويلهب الحدود وسط جهود لإخماد فتيل آفة تؤرق بلدا مضطربا لم يهدأ منذ سنوات طويلة.
وشهدت مناطق الجنوب الغربي في ليبيا اشتباكات بين الجيش ومجموعات إرهابية، خلال الأيام الماضية، أسفرت عن طرد عناصرها إلى خارج الحدود.
ولاستقراء الوضع الحالي، واستشراف مستقبل ليبيا الأمني في ظل هذا الخطر «الخارجي»، كشف اللواء فوزي المنصوري، المكلف بإدارة الاستخبارات العسكرية الليبية، لـ«العين الإخبارية» عن سبل مواجهة هذا الخطر وردعه.
- رغم الانقسامات في ليبيا.. خطوات ملموسة نحو انتخابات قريبة للمحليات
- شرق وجنوب ليبيا.. من مفارخ للإرهاب إلى تنمية بمعايير عالمية
وأكد المنصوري، في تصريحات خاصة لـ«العين الإخبارية»، أن "العمليات العسكرية للجيش في مناطق جنوبي وجنوبي غربي البلاد، ضرورية، وتأتي ضمن واجبات القوات المسلحة لحماية الحدود والسيطرة عليها، والتصدي لأي مظاهر خارجة عن القانون أو محاولات العبور غير الشرعي".
وأوضح المنصوري، أن «القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، وجَّه بتحرك الوحدات إلى هذه المنطقة لسد أي فجوة قد ينتقل منها القتال المسلح الموجود على أغلب الحدود الجنوبية إلى داخل العمق الليبي».
وعن نوعية الإرهابيين الذين يواجههم الجيش منذ أيام، قال المنصوري: "هي مجموعات مختلفة، تتكون من خليط من تنظيمات إرهابية، ومهاجرين غير شرعيين، ومتسللين قادمين من مالي"، لافتا إلى أن القتال الدائر في شمال مالي سيكون له تأثير على الجنوب الغربي من ليبيا، من ناحية توسع رقعة المواجهة.
كما نبه إلى أن الجنوب الليبي الآن يشهد أعمال تنمية وإعادة إعمار "ولن تسمح القوات المسلحة بتقويض حالة الاستقرار التي يعيشها المواطن الليبي هناك".
اشتباكات مع جماعات تشادية
وفي وقت سابق من أغسطس/آب الجاري، صرح المسؤول الإعلامي بالجيش، عقيلة الصابر، بأن اللواء 128 المعزز دفع بدوريات عسكرية لتأمين الدروب الصحراوية على طول الشريط الحدودي بالجنوب الغربي من مدينة غات، وصولا إلى منطقة إيسين الحدودية".
وقبل ساعات، أعلن اللواء 128 معزز، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أن "السرية 77 مقاتلة التابعة للواء، المتمركزة في الشريط الحدودي الليبي التشادي، عند جبال كلنجا، تمكنت من إحباط عملية تهريب شحنة أسلحة قادمة لدعم العصابات التشادية المختبئة في الجبال.
وأضاف البيان أن "هذه العملية جاءت بعد اشتباكات عنيفة، خاضها اللواء 128 المعزز مع فلول العصابات التشادية، فقد خلالها اللواء 4 من جنوده، في خضم عملية واسعة أطلقتها رئاسة الأركان البرية لتأمين الشريط الحدودي للدولة الليبية، والقضاء على العصابات الإجرامية، وكل ما يشكّل خطرا على الأمن القومي للبلاد".
حدود ملتهبة
ويشهد شمال مالي منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، معارك عنيفة بين الجيش وحركات مسلحة متمردة في إقليم أزواد، بجانب انتشار جماعات تابعة لتنظيم القاعدة وداعش هناك، وتتسلل عناصر من هذه الحركات والجماعات نحو ليبيا عبر أراضي النيجر المجاورة، وتتخذ من جبال وصحاري ليبيا ملاذات.
كما تشهد النيجر، الواقعة في جنوب غرب ليبيا، موجة إرهابية عنيفة، ومن أحدث عملياتها مقتل 15 مدنيا وإصابة آخرين الشهر الجاري، في هجمات شنها إرهابيون على قرى في منطقة تيلابيري غرب البلاد، وفق بيان للجيش النيجري.
وتنشط جماعات مسلحة متمردة في شمال تشاد أيضا، على الحدود الجنوبية الليبية، وتتخذ من صحاري ليبيا الجنوبية ملاذات بدورها.
وقبل 8 سنوات، بدأ الجيش الوطني الليبي عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في الجنوب الغربي من ليبيا، وهو مثلث شكَّل منذ عام 2011 ملاذا للعديد من الإرهابيين الفارين من مواجهات الجيش الليبي في شرق البلاد، أو القادمين من دول مجاورة لليبيا أو قريبة منها، مثل تشاد ومالي والنيجر.
ونتج عن عمليات الجيش ضد التنظيمات الإرهابية هناك، تطهير مدن سبها والشاطئ ومرزق من تنظيمات تابعة لداعش والقاعدة، كانوا يسيطرون على تلك المناطق وقتلوا المئات من سكانها منذ 2011.
وفي مطلع 2019، سيطر الجيش على كامل الجنوب، لتعود فيه الحياة إلى طبيعتها، وتتوفر الخدمات للمواطنين، إلا أن الاضطرابات في دول الجوار تقذف بعناصر إرهابية ومهاجرين غير شرعيين من وقت لآخر.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA==
جزيرة ام اند امز