قاعدة الوطية.. شوكة بحلق مليشيات طرابلس بالغرب الليبي
السيطرة على القاعدة تشكل بوابة عبور للوصول إلى العديد من المدن، في مقدمتها مدينة العجيلات، إحدى أهم مدن الغرب الليبي.
تعتبر قاعدة "الوطية" الجوية الليبية التي تقع على بعد 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، وتتبع الجيش الوطني، حصنا منيعا شاهدا على خيبات المليشيات الإخوانية المدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتشكل السيطرة على القاعدة بوابة عبور للوصول إلى العديد من المدن، في مقدمتها مدينة العجيلات، إحدى أهم مدن الغرب الليبي.
وتشكل هذه القاعدة كابوسا لمليشيات الوفاق المدعومة من تركيا، نظرا لموقعها الاستراتيجي وقدرتها على تحريك الفرق العسكرية التابعة للجيش الليبي لمهاجمة أوكارهم الإرهابية.
تهديد للساحل الغربي
في 25 مارس/آذار الماضي، حاولت مليشيات طرابلس اقتحام قاعدة الوطية، لكن حلمها لم يستمر لأكثر من فترة قصيرة قبل أن يتوه مسلحوها في غياهب القاعدة وتتشتت قواها وتدحرها قوات الجيش وتأسرها.
وتتمتع القاعدة بتحصين طبيعي يمنحها مجالا جويا مفتوحا يفضح أي عملية تسلل جوي محتمل، كما أن مساحتها الشاسعة تجعل من فكرة اختبار دروبها انتحارا مؤكدا.
مليشيات طرابلس التي تدرك الأهمية الاستراتيجية للقاعدة، وتعرف جيدا أن سيطرتها على بضعة مدن، بالأيام الماضية، لا يغير موازين القوى على الأرض، لأن السيطرة في الأعراف الحربية مرتبطة بثقل الموقع لا بالعدد، وهذا ما يفسر عجز حكومة الوفاق عن اتخاذ أي خطوة حتى الآن باتجاه القاعدة.
القاعدة تقع أيضا في منطقة مفتوحة وغير مأهولة، كما أن مداخلها ومخارجها مجهولة إلا لقيادات الجيش الوطني، وهذا ما يفسر الهزيمة النكراء والخسائر الفادحة التي تكبدها مسلحون حاولوا قبل سنوات اقتحام القاعدة، لكن قوات الجيش طاردتهم وتمكنت من اصطيادهم وأسرهم.
وبناء على ما سبق، تحبس المليشيات الإخوانية أنفاسها خوفا من هجوم معاكس سيجبرها على التنازل مكرهة عن بضعة المدن والمناطق التي سيطرت عليها مؤخرا، في حدث بلا قيمة صنعت منه هالة إعلامية تسوق لنصر واهم، مع أن الإحداثيات الميدانية تشي بخسارتها الفادحة في معظم المحاور.
البحث عن بديل لـ"معيتيقة"
مليشيات طرابلس لا تمتلك سوى قاعدة معيتيقة في طرابلس، والتي باتت منذ فترة بمرمى مدفعية الجيش، ما أفقدها أي أهمية أو دور عسكري، ولذلك تبحث مليشيات العاصمة عن بديل تعتقد أنه يكمن في السيطرة على قاعدة الوطية.
حسابات مرتبكة ورؤية مغلوطة تؤكد أن الضجة الإعلامية التي تحاول الوفاق الترويج لها بالحديث عن تخطيط محتمل للهجوم على قاعدة الوطية، لا تتجاوز حدود تلك الحسابات الوهمية التي أنشأتها للغرض، لأن حسابات الواقع تفرض نواميس مغايرة تماما.
فالقاعدة محصنة طبيعيا، ما يجعل الوصول إليها أمرا بالغ الخطورة، كما أن فرضية حصارها تبدو فاشلة وبلا ثمار، بفضل مخازن الأسلحة ومحطة الوقود الموجودة بها.
كما أن سيطرة الجيش الوطني عليها يمكن قواته من تنفيذ طلعات جوية على محاور الاشتباكات، حيث توفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض، خصوصا أنها تغطي المنطقة الغربية بأسرها، وتسمح بتنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية بمحيط ليبيا وليس طرابلس فقط.
وإجمالا، تعتبر القاعدة منطقة استراتيجية في الغرب الليبي من الناحية العسكرية، تطوقها قواعد خلفية تؤمن الانسحاب أو الإمداد، ومناطق عبور آمنة نحو المناطق الشرقية والجنوبية بالبلاد.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز