الأمم المتحدة: الليبيون وضعوا العربة على سكة الاستقرار
اعتبرت الأمم المتحدة أن الليبيين وضعوا "العربة على سكة الاستقرار "، مؤكدة أهمية مشروع المصالحة في بلد يتطلع للخروج من أزمته.
جاء ذلك في كلمة ألقاها المبعوث الأممي الخاص ورئيس بعثتها للدعم لدي ليبيا، عبد الله باثيلي، خلال مشاركته، الخميس، في اختتام الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية الشامل بالعاصمة طرابلس، والذي أطلقه المجلس الرئاسي الليبي على مدار أسبوع.
ونقل بيان صادر عن المجلس الرئاسي الليبي عن باثيلي تأكيده "على أهمية مشروع المصالحة الوطنية"، مشيداً بـ"المسؤولية التي أظهرها كل المشاركين في الملتقى التحضيري، الأمر الذي سيساهم في تحقيق الهدف المنشود بالمؤتمر الجامع المقبل لصياغة مستقبل جديد لليبيا يتجاوز كل الخلافات".
كما ثمن المبعوث الأممي، بحسب البيان الليبي، "دور المجلس الرئاسي في إدارة ملف المصالحة من جهود لأجل الوصول إلى ما تحقق اليوم من توافق بين جميع الأطراف".
نحو الاستقرار
وعبر باثيلي عن "سعادته لما وصل إليه الليبيون من نجاحات خلال هذا الملتقى الذي جمع كل الأطياف الليبية داخل الوطن من الخروج بحل للأزمة الليبية يكون ليبيا"، مؤكدا أن "الليبيين اليوم وضعوا العربة على السكة لانطلاق نحو الاستقرار".
أما الجزء الآخر من الكلمة، فنقله باثيلي نفسه عبر تغريدات بموقع تويتر، قال فيها: "شاركتُ اليوم مع المجلس الرئاسي وممثلين عن الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي في اختتام أعمال اللقاء التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية ـ وأثنيت على المشاركين وعلى روحهم القيادية في التلاقي لتعزيز المصالحة الوطنية".
وأكد أن البعثة التي يقودها "تدعم بشكل كامل جهود المصالحة الوطنية"، مشددا على أنها "خطوة حاسمة لتأمين السلام والاستقرار".
ومستدركا أنه "لا يمكن أن تكون هناك مصالحة في ليبيا بدون عدالة والإصغاء لبعضكم البعض".
وشدد على أن " الأمر يعود لجميع القادة الليبيين للعمل معاً وإصلاح ذات البين والمساعدة في بناء المستقبل المزدهر الذي يريده ويستحقه شعب هذا البلد".
من جانبه، أشار نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي إلى "قرب تنظيم المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الليبية الذي سيمهد لإجراء الانتخابات العامة".
خطوات
وفي كلمته بالمناسبة نفسها، أكد اللافي على "الخطوات التي قطعها مشروع المصالحة الوطنية حتى الآن"، مشيداً بـ"دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لجهود المجلس الرئاسي لحل الأزمة السياسية في ليبيا وتحقيق التوافق بين الليبيين والوصول إلى بر الأمان".
وأكد اللافي على "أهمية الملتقى الذي جمع الليبيين بمختلف مكوناتهم داخل الوطن لمناقشة القضايا التي تساهم في إرساء دعائم السلام الدائم في ليبيا".
وأوضح أن "عامل الثقة الذي ساد الجلسات الحوارية ساهم بشكل مباشر في الخروج بنتائج تمهد الطريق لعقد المؤتمر الجامع الذي سيخرج بقرارات تشريعية وتنفيذية وتأسيسية وينبثق عنه ميثاق وطني يتفق عليه جميع الليبيين".
والأحد الماضي، وبعد عام من التحضير، أطلق المجلس الرئاسي الليبي رسميا، في طرابلس وبمشاركة الاتحاد الأفريقي، الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية الهادف لحل أزمة البلاد.
وناقش الملتقى العديد من الشواغل التي أعدها خبراء وأكاديميون ومتخصصون بعد عقد عدة ملتقيات شملت كل فئات المجتمع ومختلف المدن والمناطق في ليبيا.
و"المصالحة الوطنية الشاملة" هو مشروع أطلقه المجلس الرئاسي للم شمل الليبيين وذلك وفق مهمته المكلف بها من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي رعته الأمم المتحدة بين أطراف النزاع الليبي في جنيف، والذي انبثق عنه المجلس الرئاسي كسلطة ليبية في 5 فبراير/ شباط 2021.
وتشهد ليبيا أزمة تمثلت في تصارع بين حكومتين على السلطة، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها البرلمان، والثانية حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية والذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.