من سلام حار كاد أن يصل لتقبيل الأيدي إلى رفض المصافحة، تحول جذري في علاقة رئيس حكومة ليبيا منتهية الولاية بمفتي الإرهاب الصادق الغرياني.
تلك العلاقة والتي كانت في أوجها قبل أشهر، وفقا لصور نشرت في ذلك التوقيت، يبدو أن الفتور عرف طريقه إليها، بعد أن رفض الغرياني مصافحة الرجل الذي لطالما كان واقفا إلى جانبه، وحاثًا الجميع على مساندته في وجه حكومة الاستقرار برئاسة فتحي باشاغا.
وبحسب مقطع تداولته وسائل إعلام ليبية، فإن الصادق الغرياني الذي انتهى توا من عقد قران ابنته في أحد مساجد العاصمة الليبية طرابلس، رفض مصافحة عبدالحميد الدبيبة، في لفتة أثارت تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى فتور علاقة الرجلين.
تحول جذري
وأثارت اللقطات المتداولة الكثير من الجدل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحدثت عن تحول جذري في العلاقة بين الرجلين، وانطلقت في تحليل أسباب ذلك الفتور، أو ما وصفوه بـ"الإهانة".
تحليلات المغردين انطلقت من تاريخ مفتي الإرهاب في ليبيا، والذي لا يعرف في تعامله مع الآخرين إلا مبدأ المصلحة أولا؛ ففتاويه وجه بوصلتها دائمًا باتجاه مصالح تنظيم الإخوان الإرهابي خاصة في ظل كونه المحرك الأول لجناح الجماعة العسكري المتمثل في المليشيات الراديكالية المنتشرة في غرب البلاد.
فرغم تقدمه في العمر، إلا أن الرجل القابع على رأس دار الإفتاء الليبية بالمخالفة لقرار البرلمان بعزله في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ما زال يصول ويجول بفتاويه التي كانت سببا في تناحر الليبيين لسنوات، بمباركة من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يستمر في الدفاع عنه بدون كلل أو ملل.
وقال حساب يدعى "المحور"، في تغريدة على "تويتر": "الصادق الغرياني يرفض مصافحة الدبيبة وبوسهمين يضحك شامتاً"، في إشارة إلى رئيس المؤتمر الوطني السابق النوري أبو سهمين.
فيما قالت صفحة "تاجوراء، تتحدث" على "فيسبوك"، إن "الصادق الغرياني رفض مصافحة الدبيبة وأبعد يده عنه (..) تدخل أبوسهمين ليقبل المفتي مُباركة الرئيس الوهمي الفاشل الدبيبة".
سر الفتور
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الغرياني أراد من خلال هذه اللفتة "إهانة" عبدالحميد الدبيبة، ووضعه في نفس مستوى بقية المحيطين به.
وأشار إلى أنه أراد أن يوجه لرئيس الحكومة منتهية الولاية رسالة واضحة، بأن عليه ألا يخرج عن عمامته في كل شيء وعليه الطاعة العمياء لكل ما يصدر من فتاويه، إذا أراد أن يستمر في السلطة.
وأوضح المحلل الليبي أن الغرياني، الذي عرف ما وصفه بـ"هوس" الدبيبة بالسلطة، مارس عليه "الإرهاب" الديني بمفهومة الربوي.
وأشار إلى أن ما وصفه بـ"الإهانة" كانت مقصودة وأمام جمع غفير وفي مناسبة اجتماعية، كان الدبيبة يطمح من خلالها للحصول على مزيد من الدعم الاجتماعي، لكنه باء بالفشل.
وحول تأثير ذلك الفتور في التمهيد لدخول فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار إلى العاصمة طرابلس، قلل المحلل السياسي الليبي من إمكانية حدوث ذلك؛ لأن الغرياني "يفضل" الدبيبة و"يريد أن يجعل منه أحد أتباعه شاء أم كره"، مشيرًا إلى أن باشاغا أصبح يشكل عدوًا حقيقيًا لتيار المفتي "المتطرف".
الإرهابي الغرياني يرفض مصافحة اللص الدبيبة ولسان حال أبوسهمين يقول ماتزعلش (الشيباني خارف)