رئيس تونس يزور ليبيا الأربعاء.. جسور تواصل وشراكة
يعتزم الرئيس التونسي قيس سعيد إجراء زيارة إلى ليبيا غدا الأربعاء في خطوة تعزز جسور التواصل والشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وأعلنت الرئاسية التونسية أن الرئيس قيس سعيد يعتزم إجراء زيارة إلى ليبيا غدًا الأربعاء، ليكون بذلك أول رئيس دولة يزور البلد الأخير في ظل الحكومة الانتقالية الجديدة.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان اطلعت عليه" العين الإخبارية"، إن الزيارة تأتي في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا، وربط جسور التواصل، وترسيخ سُنَّة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين.
ولفت البيان إلى أن الزيارة تمثل فرصة لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون القائم بين البلدين، وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين في الاستقرار والنماء.
شراكة وتعاون
ومن جهته قال المحلل السياسي الليبي، عبد الحكيم معتوق، معقبا على الزيارة المرتقبة، إن الرئيس التونسي يريد أن يستبق للدخول في مشاريع إعادة الإعمار، لإخراج تونس من ظروفها الاقتصادية، مشيرا إلى أن تونس كان لها نصف مليون عامل في ليبيا في عهد نظام القذافي.
وأضاف معتوق، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تونس تحاول تفعيل الاتفاقيات السابقة الخاصة بحرية التنقل والعمل، وكذلك عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.
ولفت إلى أن سعيد استبق سريعا لتكون زيارته الأولى لرئيس دولة للحكومة الانتقالية، وبعد يومين فقط من أدائها اليمين أمام مجلس النواب الليبي.
وأشار إلى أن ليبيا عادت إلى طريق الاستقرار بفعل جهود عربية خاصة مصرية وإماراتية وسعودية وبعض دول الجوار وأخرى دولية.
من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي أحمد أبو عرقوب، أن زيارة قيس سعيد إلى ليبيا تستبطن رسالة دعم من القيادة التونسية للسلطة التنفيذية الجديدة، وتأكيد على روابط الأخوة بين البلدين.
وقال أبو عرقوب، لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة تعبر أيضاً عن رغبة الجانب التونسي في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع ليبيا، خصوصاً في تسهيل دخول العمالة التونسية لليبيا، ومحاولة للحصول على بعض الامتيازات للشركات الراغبة في الاستثمار في مجال إعادة الإعمار.
تفاهمات
زيارة الرئيس التونسي سعيد تأتي أيضا في وقت أعلن فيه مسؤولون تونسيون عن أهم التفاهمات مع الجانب الليبي لاستئناف النشاط التجاري بين البلدين، منها إعادة تفعيل اتفاقيات مجمدة في مجال الأعمال، مع استعمال الدينارين التونسي والليبي في المعاملات، وإعادة التبادل مع ليبيا بمعادلة "طاقة مقابل مواد أولية وبضائع تونسية".
مخرجات انبثقت عن أعمال الدورة الثالثة لـ"المنتدى الاقتصادي التّونسي الليبي"، المنعقد في مدينة صفاقس التونسية الأسبوع الماضي، بمشاركة أكثر من 120 رجل أعمال من مختلف القطاعات، إضافة إلى 400 رئيس ومدير عامّ لمؤسسات تونسية تنشط في مختلف القطاعات.
وتم الاتفاق على تسهيل حركة العبور في المنافذ بين البلدين، وتحديدا على مستوى معبري رأس جدير والذهيبة، والعمل على فتح معابر أخرى مثل معبر مشهد صالح؛ بهدف تنمية التبادل التجاري مع منطقة الجبل الغربي، في حين تتم دراسة فتح معبر رابع بين منطقة برج الخضراء التونسية وغدامس التاريخية في الجنوب الليبي.