باشاغا والدبيبة.. مشروعان للتنمية في ليبيا يلاحقهما سؤال النوايا
في ظل أزمة سياسية خانقة، وصراع بين حكومتين على السلطة والنفوذ الذي طال جميع مناحي الحياة في البلاد تشهد ليبيا جديدا كل يوم.
وفي حين كان ذلك الصراع ينحصر في التنافس على إيرادات الدولية المتمثلة في مردودات بيع النفط الذي يشكل نحو 90% من ميزانية البلاد والتنافس المسلح الذي خلف عشرات القتلى والجرحى في وقت سابق دخل التنافس أرضا جديدة.
فللمرة الأولى تطلق حكومتا البلاد مشروعين غير مسبوقين للتنمية، في وقت تستعد فيه ليبيا لانتخابات تشريعية ورئاسية يأمل أبناء البلد الأفريقي أن تضع حدا لفوضى العقد الماضي.
باشاغا.. خطة لربوع ليبيا جميعها
ومساء الثلاثاء أطلق رئيس الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا مشروعا تحت اسم "تنمية وطن" لكل البلديات بقيمة إجمالية مليار ونصف المليار دينار ليبي.
وفي مؤتمر صحفي خصص للإعلان عن المشروع، قال باشاغا إن حكومته "قامت بتشكيل 3 لجان للأزمة في الشرق والغرب والجنوب حيث جرى تخصيص 250 مليون دينار للغرب لمعالجة الصحة والبنى التحتية وغيرهما".
وأضاف أنه "جرى تخصيص 150 مليون دينار للمنطقة الشرقية للمساعدة في حل عدد من المختنقات المستعجلة ومنحت لجنة الأزمة في الجنوب 75 مليون دينار لمعالجة المشاكل نفسها بالإضافة إلى رصد 100 مليون دينار لتوفير أدوية لمرضى الأورام والأمراض المزمنة".
وأكد فتحي باشاغا أيضا "صرف مبلغ 215 مليونًا و835 ألف دينار لغرفة الطوارئ في بنغازي".
كما أكد أن حكومته "وزعت الميزانيات في كل ربوع ليبيا دون استثناء باتجاه تفعيل اللامركزية وتحقيق العدل والإنصاف لكل الليبيين"، مشيرا إلى أنه "سيجري تخصيص الميزانية وفقًا لعدد السكان دون النظر للاعتبارات السياسية أو مناطق الحكومة الموازية " في إشارة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية المسيطرة على غرب ليبيا.
وقال باشاغا "السلطات الحكومية احتكرت لسنوات طويلة ميزانية الدولة وأموال الليبيين الواردة من عائدات النفط وعمدت إلى تقويض الإدارة المحلية مما سلط المركزية أكثر وجعل مدنًا تعاني من التهميش وتوقف الخدمات والتنمية".
الدبيبة.. ملف المياه
وبالتوازي مع ذلك وفي اليوم نفسه، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة عزم حكومته "إطلاق مشروع وطني لصيانة وتطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي والبالغ عددها 24 محطة مهملة منذ أكثر من عشرين عاما".
وقال الدبيبة في تصريح مصور له ظهر برفقته وزراء المالية والحكم المحلي والمواصلات والتخطيط "نشدد على أهمية ملف المياه والصرف الصحي في ليبيا الذي لا يعتبر أقل أهمية من الكهرباء".
وأصدر الدبيبة تعليماته بالتعاون بين جهاز الإسكان والمرافق والشركة العامة للمياه ووزارة الحكم المحلي في تحديد مجال العمل في مشروعه الجديد وأوجهه المشتركة.
دعاية مبكرة؟
وتعليقا على ذلك قال الكاتب السياسي الليبي حسين عبدالقوي إن "ما صدر عن رئيسي الحكومتين المتنافستين أمر جيد إلا أن له ما بعده".
وأضاف عبدالقوي في حديث مع "العين الإخبارية " أن "تلك الإعلانات تطرح تساؤلا مهما يجب الوقوف عنده، وهو ما إذا كانت تلك المشاريع تأتي في إطار التنافس والوعود السياسية أم هي مشاريع تنموية حقيقية؟".
وجهة النظر تلك وفق عبدالقوي "جاءت عبر تجارب سابقة، فالرجلان سبق وأن وعدا بعدة أشياء لم تحقق خاصة الدبيبة الذي يعد في كل أسبوع الليبيين بتحقيق التنمية دون فعل ذلك على أرض الواقع".
وختم الكاتب الليبي حديثه قائلا إنه "بغض النظر عن أي شيء فالتنافس في تنمية البلاد بين باشاغا والدبيبة أفضل بكثير من التنافس على النفوذ عبر السلاح".