برلمانية ليبية لـ"العين الإخبارية": تفاهم "النواب والدولة" على الطريق الصحيح
دون إفراط في التفاؤل أو مغالاة في التشاؤم وضعت النائبة في البرلمان الليبي عائشة الطبلقي مسارا محتملا ليتجاوز بلدها عقدا من الفوضى.
وشخصت النائبة الطبلقي في حوارها مع "العين الإخبارية" الأزمة الليبية، مشيرة إلى الدور السلبي الذي لعبته أطراف خارجية.
وقالت إن الوضع السياسي الذي واجهته ليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي تمثل في وجود تجاذبات وانقسامات مردها الأساسي التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي، ووفق أجندة لم تكن مصالح ليبيا من أولوياتها.
وعن أولى البشائر بشأن تجاوز الأزمة في البلاد أشارت النائبة عن مدينة بنغازي إلى أن الحوار بين مجلسي النواب والدولة وصل إلى توافق يتيح الحديث عن أن البلاد على المسار الصحيح.
وأضافت أن "مجلس الدولة وافق على التعديل الدستوري الثالث عشر الصادر من مجلس النواب، كما وافق أيضا على تشكيل لجان 6+6، والتي ستقوم بتعديلات على قانون انتخاب الرئيس وقانون انتخاب البرلمان المقبل".
وسلمت الطبلقي بصعوبة الخلافات المتمثلة في الفصل بخصوص ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين في الانتخابات الرئاسية، وأوضحت أن تلك النقاط الخلافية تمثل التحدي الأكبر الذي ستواجه اللجنة المشتركة (6+6).
وأشارت إلى أن المجلسين أعلنا تسمية الأعضاء المشاركين في اللجنة المشتركة (6+6)، وفي انتظار بدء عمل اللجنة قريبا.
وعن الخطوات المقبلة في ملف حل الأزمة قالت الطبلقي "سيتم مناقشة المناصب السيادية، وأعتقد أن التوافق على المناصب السيادية سيكون سهلا، لأن المجلسين (النواب والدولة) طبقا للآليات التي اتفقا عليها في بوزنيقة ومصر سوف يقتسمان المناصب السيادية، حيث يختار كل مجلس 7 مرشحين ويعرضهم على المجلس الآخر ليختار ثلاثة ومن ثم تعود إلى المجلس الأول ليختار واحدا لتعيينه.
مبادرة المبعوث الأممي
وعن مبادرة المبعوث الأممي في ليبيا عبدالله باتيلي، قالت النائبة الليبية لـ"العين الإخبارية" إنها "جاءت في الوقت الضائع".
وكان المبعوث الأممي قد طرح مؤخرا مبادرة جديدة لحل سياسي، لكن مراقبين قالوا إن تجاهل ما تم التوصل إليه يعني إعادة الأزمة للمربع الأول.
وتابعت الطبلقي "قد يعود السيد عبدالله باتيلي إلى نقطة البداية إلا إذا كانت هناك مفاجآت غير متوقعة قد ينجح في إدارة الأزمة وإيجاد حلول سياسية تخرج البلاد من هذا النفق الذي طال أمده أكثر من 12 عاما".
الحكومة الموحدة.. 3 سيناريوهات
وبشأن السلطة الموحدة التي يتم الحديث عنها للإشراف على إجراء الانتخابات المقبلة، قالت البرلمانية عائشة الطبلقي إن "هناك سيناريوهات عدة في هذا الشأن أولها دعم المجتمع الدولي لحكومة عبدالحميد الدبيبة وقد تحدث تعديلات وزارية لبسط سيطرتها على كل ليبيا وتشرف على الانتخابات".
والسيناريو الآخر وفق عائشة الطبلقي هو "توافق مجلسي النواب والدولة على تشكيل حكومة جديدة "فيما السيناريو الثالث والأخير وهو ما تحدث عنه المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند والقاضي بقيام حكومتي فتحي باشا أغا والدبيبة بالإشراف على الانتخابات كل حسب مناطق سيطرته، مؤكدة أن "هذا الأخير قد يكون أقل الاحتمالات تطبيقا".
الخروج من النفق
لكن النائبة الليبية أشارت إلى أن حل الأزمة الليبية والخروج بالبلاد من النفق المظلم يتمثل أولا في جمع السلاح، حيث تشير التقارير الدولية إلى انتشار أكثر من 3 ملايين قطعة سلاح في ليبيا على أقل تقدير.
أما ثاني الإجراءات الضرورية بحسب الطبلقي فهي حل جميع التشكيلات المسلحة في ليبيا، وهي خطوة لا بد أن تترافق مع خطورة ثالثة وهي إخراج جميع المرتزقة والقواعد الأجنبية من البلاد.
كما شددت البرلمانية الليببية على ضرورة تقديم الدعم الفني لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والجيش الليبي لبسط سيطرتها على كامل البلاد.
ورجحت الطبلقي ألا تتجدد الاشتباكات بين فرقاء ليبيا مستبعدة اندلاع حرب جديدة، لافتة إلى أن الجميع يرغبون في تجنب تبعات أي مواجهة جديدة وما تخلفه من خسائر فادحة.