"دون تأخير".. طلب أمريكي عاجل في ليبيا وردود متباينة

تمارس الولايات المتحدة ضغوطا في ليبيا، لدفع الأطراف إلى إنهاء الأزمة السياسية، فيما تتباين آراء الليبيين حول الأسلوب الأمريكي.

واليوم الجمعة، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية رسالة اعتبرها ليبيون "شديدة اللهجة"، للقادة السياسيين الليبيين، طالبتهم فيها بالعمل على إعداد الإطار القانوني للانتخابات دون تأخير.

جاء ذلك على لسان المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، وفق ما نقلته سفارة بلاده لدى ليبيا عبر حسابها الرسمي بـ"تويتر"، الجمعة.

وقال نورلاند "نحن نؤيد تمامًا دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي للجنة (6+6) للتوصل إلى اتفاق بشأن إطار قانوني للانتخابات".

و"6+6" هي لجنة مشتركة من مجلس النواب الليبي وما يعرف بمجلس الدولة والتي شٌكلت وفق التعديل الدستوري الـ13 الذي أقره مجلس النواب مؤخرا، وأوكل لها مهمة وضع قوانين انتخابية تجري عبرها الانتخابات.

كيف فسر الليبيون التصريح الأمريكي؟

وفي قراءة لتصريحات المسؤول الأمريكي، قال الكاتب الليبي صالح بالخير إن "استخدام واشنطن لذلك الأسلوب في الحديث مع القادة السياسيين الليبيين أمر مطلوب".

وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن "استخدام واشنطن ثقلها في الملف الليبي قد يؤدي لحل الأزمة، فنحن اليوم بحاجة إلي طرف قوي يحث المتصارعين على إنجاز مهامهم في الوصول إلي توافق".

ومضى قائلا "بغير ذلك سوف تستمر المماطلة وتبتعد فرصة حل الأزمة الليبية".

تدخل مرفوض

أما السياسي الليبي عطية مخلوف، فقد اعتبر "الأسلوب الذي يتحدث به المبعوث الأمريكي، أسلوب تهديد مرفوض".

وأضاف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "ليبيا نعم لا تزال تحت البند السابع، أي أنها تحت الوصاية الأممية، إلا أن ذلك لا يعطي الحق لدولة أن تتحكم في ليبيا بهذا الشكل".

وتابع "الدبلوماسية تقتضي من السفير الأمريكي الحديث بلهجة أقل من تلك التي يتبعها مرارا وتكرارا"، مؤكدا أن السفير الأمريكي "صرح قبل أربعة أشهر بتصريحات مماثلة".

ومضى بالقول "سبق لواشنطن عبر مبعوثها فرض آلية لتوزيع إيرادات النفط الليبي، وكانت شبيهة بتلك التي نفذتها واشنطن في العراق والتي تقتضي أن يكون النفط مقابل الغذاء"، على حد قوله.

السياسي الليبي أوضح أن "تلك الآلية الأمريكية قُوبلت برفض مجلس النواب الذي اعتبرها في وقتها تدخلا سافرا".

كما أن نورلاند، وفق مخلوف، "سبق أن صرح بتصريحات مثيره قال فيها إنه يمكن للحكومتين الليبيتين المتنافستين الإشراف على الانتخابات، كل في المناطق المسيطر عليها، دون الحاجة لتوحيد الحكومة".

مخلوف قال إن "هذا التصريح أيضا قوبل برفض الليبيين، وهو الأمر الذي دعا السفير الأمريكي إلى التراجع عن ذلك التصريح".