«الرئاسي الليبي» على منبر الأمم المتحدة.. تحذيرات ورسائل داخلية وخارجية
موضوعات كثيرة استحضرها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال المنفي في كلمته في الدورة الـ79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن بلاده عانت على مدى أكثر من عقد من الزمن مراحل انتقالية متعاقبة، شابها العديد من الصراعات، والحروب التي غذّتها تدخلات خارجية تسعى لإضعاف الدولة الليبية، والسيطرة على مواردها.
وأوضح أن التحديات ما زالت كبيرة ومعقدة، وأن هناك جهودا حثيثة من أجل توفير حلول توافقية، وتوحيد الكلمة والصف، وجمع الأطراف على طاولة واحدة، والعمل على إيجاد حل وطني.
وقال إن " الانقسام المؤسسي الناتج عن العرقلة الممنهجة لبعض الأطراف السياسية، وما تبعها من نزاعات حول الصلاحيات والاختصاصات، أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية والمؤسسية بشكل ملحوظ، وزاد من تعقيد المشهد السياسي، بداية من خلق أجسام موازية، إلى تجميد وإلغاء الالتزام بالاتفاقات السياسية المبرمة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وصولا لاستخدام موارد الدولة، كأداة للضغط السياسي".
المصالحة الوطنية الليبية
وأشار المنفي إلى أن آخر هذه محاولات تتمثل في العبث بالقضاء الليبي، الأمر الذي يجعل من واجب المجلس الرئاسي تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، والتدخل خاصة عندما يتعلق الأمر بأمن المواطن وقوته.
وحول المصالحة الوطنية، أوضح المنفي أن مشروع المصالحة الذي يرعاه المجلس الرئاسي، يسير بوتيرة بطيئة نتيجة للتطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، ومحاولة بعض الأطراف السياسية عرقلته بكل السبل.
وجدد تأكيده على أهمية تسريع هذا المسار لإرساء وتوطيد الثقة، مشيدا في هذا الصدد بجهود الاتحاد الأفريقي.
شبح الحرب الإقليمية
ودعا المنفي إلى حوار ليبي من أجل إنجاز ميثاق وطني، ومؤتمر مصالحة شامل، ومشاركة كافة الأطراف بطريقة بناءة، للوصول إلى تسوية سلمية تعتمد على الحل الليبي-الليبي، بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية.
وتطرق المنفي إلى صراع الفلسطينيين مع إسرائيل، مؤكدا أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة، وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني، واللبناني يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
وشدد على تمسك بلاده بمبادئ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، ويشير في هذا الخصوص إلى انضمام ليبيا إلى جنوب أفريقيا في القضية المرفوعة أمام محكمة الجنايات الدولية، بخصوص إسرائيل وانتهاكاته الجسيمة للقوانين، والقرارات والمواثيق الدولية، ولتعزيز المساءلة عن الانتهاكات والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأضاف المنفي" نؤكد مجدداً أن إبعاد شبح نشوب حرب إقليمية في المنطقة، يتأتى من خلال معالجة الوضع في غزة ووقف الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة في فلسطين، ونؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".