بعد 4 سنوات من طرد «داعش».. كيف تبدو «رمز وحدة ليبيا»؟
من مسرح مفتوح لجرائم تنظيم داعش الإرهابي، قبل 4 سنوات فقط، تشهد مدينة سرت بوسط ليبيا حركة نشطة لتنفيذ مشروعات كبيرة في كل المجالات.
وعلى رأس حركة التطوير النشطة في المدينة الساحلية يقف مشروع تطوير مطار خليج سرت الدولي، وكذا تحديث المستشفيات.
ودشن رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، الدكتور أسامة حماد، المهبط الجديد بمطار خليج سرت الدولي، وكذلك برج المطار الذي تم تجديده وتجهيزه بالكامل، بعد سنوات من خروجه عن الخدمة، في أثناء الأحداث الدامية التي عاشتها المدينة خلال فترة الإرهاب.
كما تفقد قاعات الوصول والمغادرة الحديثة والمرافق والخدمات بالمطار.
وسيكون مطار خليج سرت الدولي بعد الانتهاء قريبا من كل الإنشاءات والتجهيزات به، من أهم المطارات الليبية، وشريانا استراتيجيا، ورافدا قويا للاقتصاد الوطني، وبابا جويا على قارة أفريقيا، يتكامل والباب البحري الذي يمثله ميناء سرت والمنطقة الحرة، وفق ما ورد في بيان للحكومة نشرته في صفحتها على موقع "فيسبوك".
تطوير المستشفيات
وتفقد حماد مستشفى ابن سينا التعليمي الذي يعتبر من أكبر وأهم المستشفيات التعليمية في البلاد، وافتتح القسم الخاص المتكامل بالمستشفى، وكذلك قسم العمليات الجراحية، بعد أن تمت زيادة الغرف فيه من 6 غرف إلى 10 غرف، مجهزة بأحدث المعدات والتقنيات.
وحسب بيان للحكومة، شهد مستشفى ابن سينا عمليات تطوير شملت أقسام الباطنة والجراحة والأطفال والنساء والولادة وحضانات المواليد والإسعاف والطوارئ، وتجهيزها بأحدث التجهيزات، وزيادة أعداد الطاقم الطبي والتمريض والفنيين التقنيين والجهاز الإداري وسيارات الإسعاف؛ ليتمكن المستشفى من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية الراقية للمواطنين.
تحرير سرت ورمزيتها
بعد الفوضى التي ضربت ليبيا عام 2011، تحوَّلت "سرت" إلى مرتع للتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش، وساحة لجرائمه، وذلك حتى يوم 6 يناير/كانون الثاني عام 2020، حين قاد الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية خاطفة، لم تستمر أكثر من 3 ساعات، تمكن خلالها من تحرير المدينة من داعش.
وبالإضافة لموقعها الاستراتيجي في وسط البلاد وعلى الساحل، فإن مدينة سرت هي أبرز الأحواض النفطية في ليبيا، وتعمل بها شركات نفطية عالمية كبرى، بجانب وجود 3 مكامن غاز في البحر الأبيض المتوسط مقابل المدينة مباشرة.
ولـ"سرت" أهمية رمزية في التاريخ الليبي، منها أنه تم إعلان الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي بشكل موحد بين الكثير من القبائل، وشهدت انتصارات عليه، وكان هذا التجمع المقاوم ضد الاحتلال بمثابة ميلاد توحيد ليبيا، وهي أول مدينة كاملة تتحرر من المليشيات في معركة الجيش ضد الإرهاب.
وحاليا المدينة هي مقر للجنة العسكرية الليبية، المعروفة باسم لجنة "5 + 5"، والتي من مهامها إعادة توحيد البلاد؛ حيث تتكون من 5 قيادات عسكرية من الجيش الليبي، و5 قيادات عسكرية من المنطقة الغربية، يعملون معا لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية وضمان وقف إطلاق النار بين الليبيين.