تعيين باشاغا رئيسا لحكومة ليبيا.. ترحيب دولي حذر ورفض مليشياوي
بعد ساعات من تعيين فتحي باشاغا رئيسا لحكومة يعول عليها لقيادة فترة التمهيد لإجراء انتخابات في ليبيا، توالت ردود الأفعال على تلك الخطوة.
فمن ترحيب دولي حذر إلى رفض لبعض المليشيات المسلحة في مصراتة، تباينت ردود الأفعال على قرار مجلس النواب الليبي بمنح باشاغا الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة خلفا للمنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدوره تجنب الترحيب بشكل مباشر بالخطوة، لكنه أكد أنه أحيط علمًا بالتصويت على اختيار باشاغا، والذي جاء بتوافق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة.
غير أن غوتيريش دعا جميع الأطراف والمؤسسات الليبية إلى مواصلة ضمان أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة بطريقة شفافة وتوافقية.
ترحيب حذر
وبنفس مستوى الترحيب الأممي، كان رد فعل السفارة الأمريكية في ليبيا، والتي أكدت في تغريدة عبر تويتر، ليل الجمعة/السبت، أنها تؤيد رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التوافق والاستقرار والانتخابات.
إلا أن بياني الأمم المتحدة والسفارة الأمريكية، أثارا ردود فعل أيضا بين مؤيدين لخطوة تشكيل حكومة جديدة برئاسة باشاغا ورافضين عبروا عن امتعاضهم.
وتقود بعض المليشيات المسلحة، ومن بينها القوى الأمنية والعسكرية في مصراتة، حملة الرفض لقرارات البرلمان، تحت مزاعم أنه "مسار أحادي" يعرقل باقي الاتفاقيات.
وتطالب تلك المليشيات بتنفيذ خارطة الطريق المتوافق عليها في تونس، والتي تهدف في النهاية إلى الانتخابات.
مفاجأة المدنيين
إلا أن المفاجأة كانت في صدور بيان من 16 شخصية كبيرة من مدينة مصراتة، على رأسهم إبراهيم علي الدبيبة ابن عم رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، والذين أعلنوا فيه رفضهم للبيان الصادر من أعيان مصراتة الداعم للحكومة الحالية والرافض لتشكيل أخرى.
ورفض الموقعون على البيان المشاركة في أي اصطفاف سياسي يشق صف مدينة مصراتة، مشيرين إلى أن الجهة التي منحت الحكومة الحالية الثقة، هي نفسها التي كلفت أخرى جديدة.
وطالبوا حكومة الدبيبة، باحترام تعهداتها، وحل مشاكلها مع الجهة التي منحتها الثقة وسحبتها منها، دون تصدير أزماتها للشارع ومحاولة "تحريض" الناس على بعضها، وخلق "فتنة" في البلاد، من أجل الاستمرار في السلطة.
وكان المحلل الليبي كامل المرعاش، قال في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إنه لن تحدث أي مواجهات عسكرية بين العناصر المسلحة المؤيدة أو الرافضة لـ"الدبيبة".
وأشار المرعاش إلى أن القوى المؤيدة لحكومة الاستقرار الجديدة باتت تسيطر على مفاصل العاصمة طرابلس.
فيما قال المحلل الليبي خالد الترجمان، إن التحديات التي تواجه الحكومة المقبلة عديدة، لكن حلولها تبدأ بخطوات في اتجاه توحيد البلاد والمصالحة الوطنية.
وتتمثل تلك التحديات في إعادة السيادة والأمن والاستقرار أولا، ثم توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية والمالية، وتوفير الخدمات والسيولة في المصارف، وفقا لـ"الترجمان".