آمال ومخاوف على بوابة مصراتة الليبية.. اجتماع مهم وتحديات جسيمة
وسط تواصل الجمود السياسي في ليبيا وتكرار مبادرات الحل التي سرعان ما تنهار، على صخرة علاقة مجلسي النواب والأعلى للدولة التي تشهد مدا وجذرا، كان هناك ضوء يلوح في نهاية النفق.
ذلك الضوء كانت مصراتة، تلك المدينة ذات الثقل السياسي في ليبيا هي من يحمل شعلته هذه المرة، باستضافتها اجتماعا مرتقبا بين الكتلتين السياسيتين الأكبر في البلد الأفريقي، في مبادرة بهدف كسر الجمود الحالي، والوصول بالبلاد إلى محطة الانتخابات التي أرجأتها القوة القاهرة.
وبحسب مصادر ليبية، فإن الاجتماع المرتقب يهدف إلى التوافق على قوانين الانتخابات، وإقرار مخرجات لجنة «6+6»، تمهيدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشيرة إلى أنه من المرتقب أن يعطي الاجتماع الضوء الأخضر، لحل أزمة المناصب السيادية، باعتماد وتفعيل مخرجات اجتماعات بوزنيقة.
اجتماع باركته الأمم المتحدة، فأكدت عبر بعثتها الأممية لدى ليبيا حرصها على المشاركة فيه، بهدف المساعدة في تقريب وجهات النظر حول القضايا الخلافية، خاصة قوانين الانتخابات التي أصدرتها لجنة «6+6»، ولم تلق قبولا في أوساط بعض الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي.
وفي مؤشر على إمكانية مساهمة هذا الاجتماع في حلحلة أزمة الانتخابات، أعطى المجلس الأعلى للدولة، في اجتماعه الذي التأم مساء الأربعاء، إشارات إيجابية قبل اللقاء المرتقب.
إشارات إيجابية
فالجلسة التاسعة والتسعين التي عقدت بحضور رئيس المجلس محمد تكالة وأعضاء مكتب الرئاسة، بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس، خلصت إلى ضرورة التركيز على التواصل مع مجلس النواب لتفعيل اتفاق القاهرة، ما يشير إلى إمكانية نجاح الاجتماع في أهدافه المعلنة سلفا.
إشارات أكدها تصريح لعضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم قزيط، قائلا إن لقاء مصراتة الذي سيعقد خلال الأيام القادمة بين أعضاء مجلسي النواب والدولة هو اجتماع تشاوري مع القوى الوطنية والسياسية الداعمة لمسار الانتخابات.
وأوضح السياسي الليبي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الاجتماع يهدف إلى توحيد السلطة التنفيذية ومؤسسات الدولة وإنهاء حالة الانقسام وإخراج كل القوى الأجنبية من التراب الليبي.
ذلك الاجتماع يبدو أنه اجتذب الدعم الدولي مبكرا، فالسفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج أكد خلال لقائه مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف، أهمية استعادة ليبيا استقرارها وإعادة إطلاق العملية السياسية.
فلماذا مصراتة؟
يقول عضو مجلس النواب صالح افحيمة إن مدينة مصراتة أبدت استعدادها لاستضافة الاجتماع، مشيرا إلى أنها تعمل منذ اجتماع تونس الذي التأم في الأشهر الماضية على تأمين مقر للاجتماع.
وأوضح افحيمة أن التوافق كان بشكل مبدئي على استضافة مدينة سرت وسط ليبيا لذلك الاجتماع، إلا أنه جرى تغييره إلى مصراتة فيما بعد، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا عالي المستوى لتنظيم ذلك الاجتماع.
فهل يتمخض اجتماع مصراتة عن حلحلة أزمة الانتخابات؟
توقع رئيس حزب صوت الشعب فتحي الشبلي ألا يتمخض الاجتماع عن تقدم في ملف الانتخابات المتعثر، مشيرا إلى أن المجتمعين ليس لديهم أي إطار قانوني أو قوة لتنفيذ ذلك الاتفاق المرتقب بين المجلسين.
وأوضح الشبلي أن من يعتقد خلاف ذلك «سيكون واهما»، مؤكدا أنه على الرغم من أن الخطوة جيدة بالتقاء الفعاليات الليبية للوصول إلى رأي موحد، إلا أنها لن تثمر عن شيء يذكر على أرض الواقع.
واعتبر مثل تلك الاجتماعات إضاعة الوقت، الهدف منها عدم تمرير بند أن يكون رئيس ليبيا القادم ذا خلفية عسكرية.