الحياد.. كلمة سر المغرب لفتح "باب الثقة" في أزمة ليبيا
أدوار حاسمة لعبها المغرب لتسوية أزمة ليبيا عبر حل يقود نحو طي صفحة الحرب حافظ خلالها على حياد ترجم صدقا أهله لنيل ثقة الليبيين.
حياد وصدق دفعا المسؤولين الليبيين لإنشاء جسر جوي للاستفادة من حنكة المغرب وخبراته، إذ لا يكاد يمر أسبوع دون إعلان زيارة أو أكثر لأحد المسؤولين الليبيين، يُوازيه تأكيد من الطرفين على أهمية دعم المسار الديمقراطي لحل الملف، وتشديد على أهمية إنهاء التواجد الأجنبي بليبيا.
- ليبيا تأمل الاستفادة من خبرات المغرب في الطاقة المتجددة
- الشراكة وتطورات ليبيا.. محور مباحثات مغربية أمريكية بروما
زيارات تتخللها تأكيدات متواترة من الرباط على أن الحل بين الليبيين أنفسهم، مُشددة على أن لا أجندة لها في ليبيا وأن دورها لا يتعدى احتضانهم وتقريب وجهات النظر دون تدخل.
إطار محايد
الباحث الأكاديمي المغربي كريم عايش، أرجع هذا الإقبال الكبير لليبيين على المغرب إلى نهج "الحياد" و"عدم التدخل" الذي تبنته المملكة.
وقال عايش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن العلاقات القوية بين المغرب وليبيا تعززت بوجود محطات هامة في مسارات البلدين، خاصة مع بروز رغبة ومساهمة مغربية في تحقيق الاستقرار والسلام وبناء المؤسسات.
وشدد على أن أطراف النزاع في الملف الليبي وجدوا في المغرب إطاراً مُحايداً وجاداً في تقديم كل الإمكانيات والوسائل الكفيلة بتوفير الأجواء المسهلة والميسرة للتفاوض وإيجاد أرضية مشتركة تجمع حولها كل الأطراف.
ولفت إلى أن هذا الأمر هو ما سعى إليه المغرب منذ أول يوم في مفاوضات الصخيرات، ثم مفاوضات بوزنيقة، وحوار طنجة، واليوم مع مُختلف اللقاءات التي يعقدها المسؤولون المغاربة مع ممثلي المؤسسات الليبية، بتعليمات سامية من عاهل البلاد الملك محمد السادس.
وأكد عايش أن ما يهم المغرب هو دعم ليبيا ومواكبتها ومرافقتها إلى بر الاستقرار والديمقراطية، بعيدا عن التدخل والهيمنة.
وأوضح أن هذه الإرادة المغربية الصادقة جعلت المسؤولين الليبيين، من جميع الأطراف، ينشؤون جسرا جويا كي يتم تكثيف التعاون في أفق الاستفادة من خبرة وحنكة المملكة في بناء المؤسسات الوطنية عبر ما راكمه من تجارب ومعرفة إدارية واقتصادية بالإضافة إلى تدبير قانوني وقضائي للميادين التشريعية والاجرائية.
كلمة السر
من جانبه، يرى الخبير المغربي في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن كلمة السر في هذا الشأن، يُمكن استنباطها من عبارة طالما كررها وزير الخارجية المغربي (ناصر بوريطة)، وهي "لا أجندة لنا في ليبيا سوى ليبيا".
وأوضح بلوان، لـ"العين الإخبارية"، أن هذه العبارة تُلخص كُل شيء، مُشدداً على أن المغرب وضع يده على مكمن الداء في الملف الليبي، وهو التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، وإغراق ليبيا بالمليشيات.
وقال إن المغرب منذ البداية كان واضحا في العديد من النقاط المحورية في تعاطيه مع الملف الليبي، والتي يُمكن إجمالها في رفضه التدخل الأجنبي، والتأكيد على أن الليبيين هم مُفتاح الحل، والحل موجود بينهم.
وخلص إلى أن المغرب صار بمثابة ملاذ لليبيين، إذ يعودون إليه كُلما اختلفت وجهات النظر واستعصت التفاهمات، فيجدون على أرضه كُل الظروف المواتية لتحقيق التفاهمات، بشكل مُستقل دون ضغط أو تدخل.
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز