"معركة القوارشة".. دعم سياسي للجيش الليبي ومفتاح تحرير بنغازي
إعلان الجيش الليبي سيطرته على منطقة القوارشة غرب بني غازي، تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل اتفاق الصخيرات.. تعرف على السبب.
أثارت خطوة إعلان الجيش الليبي سيطرته على منطقة القوارشة غرب بني غازي، أسئلة كثيرة وعلامات استفهام حول طبيعة المعركة في بني غازي، ومستقبل اتفاق الصخيرات الذي يحكم العلاقة بين مكونات العملية السياسية في ليبيا ووضع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
ويرى المراقبون أن انتصار الجيش الوطني في القوارشة، سيغير محددات العملية السياسية في ليبيا، خصوصا أنه يأتي بالتزامن مع حراك سياسي عربي إقليمي بشأن الأزمة الليبيبة. فقد استقبلت الإمارات ومصر في الفترة الأخيرة قيادات ليبية وأممية في محاولة لتقريب وجهات النظر وإعادة صياغة الاتفاقيات السابقة، خصوصا اتفاق الصخيرات في مادته الثامنة والثانية الخاصة بوضع الجيش الليبي والمشير خليفة حفتر.
وقال مصدر في البرلمان الليبي لـ"بوابة العين" إن التحرك الأخير للمشير خليفة حفتر فرض واقعاً جديداً يؤهله لفرض وجوده على الساحة العسكرية في ليبيا، وهو ما بدا في مقترح مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا، باختيار 5 أشخاص من الجيش الوطني ومثلهم من طرابلس، إضافة إلى 5 آخرين من الشخصيات المستقلة، يكون لهم حق المناقشة بخصوص إعادة صياغة اتفاق الصخيرات، بما يجعل القوات المسلحة الليبية تحت إمرة البرلمان الليبي في الشرق "طبرق" بدلا من المجلس الرئاسي في طرابلس.
من جانبه، أكد عبدالحفيظ عبدالقادر غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق لـ"بوابة العين": أن هذا التقدم سوف يعزز من موقف الجيش الليبي في المفاوضات السياسية، متوقعاً أن تعود المطالبات بضرورة رفع الحظر عن تصدير السلاح للجيش الليبي.
فيما أشار عضو البرلمان الليبي أيمن المبروك سيف النصر، إلى أنه ليس من المستبعد أن يحسم الجيش الليبي المعركة في بنغازي خلال الأيام القليلة المقبلة، معتبراً أن استعادة القوارشة كاملة يعني تفرغ الجيش للجيب الأخير في منطقة قنفودة، كما يعني أيضاً سقوط محور الصابري.
ويؤكد المبروك أن الحسم العسكري في مدينة بنغازي سيكون له أثر سياسي بالغ، وسيرجح الكفة في ليبيا لصالح الجيش والسلطات الموالية له شرق البلاد، بعد أن يكون قد قطع الطريق أمام محاولات التيار الإسلامي الذي يحاول السيطرة على ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
وتعد منطقة القوارشة المعقل الرئيسي لتنظيم أنصار الشريعة، حيث توجد معسكراته ومقراته التي يمارس فيها أعضاؤه نشاطاتهم المختلفة، وأنصار الشريعة هي مليشيا تأسست في شهر إبريل من عام 2012 بعد نهاية الثورة الليبية بشهور، وتدعو إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا"، حسب وصفها.
وتعرضت ليبيا لانقسامات سياسية تحولت إلى صراع عسكري على السلطة، التي أصبحت موزعة بين ثلاث حكومات تبحث عن الشرعية، هي حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم دولي، وحكومة الإنقاذ في الغرب، وحكومة الشرق المدعومة من البرلمان، التي يمثلها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز