نفط ليبيا على أعتاب أزمة جديدة.. كلمة السر في "الميزانية"
أزمة جديدة تواجه قطاع النفط الليبي، والذي يعاني من الشح في الميزانيات وتوقف الإنتاج، جراء الانقسامات السياسية في البلاد.
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا والتي تديرها الدولة، وجهت خطابًا إلى المسؤولين عن إدارات التشغيل، طالبتهم بإيقاف جميع أعمال الحفر التطويري والاستكشافي للآبار الجديدة، والانتهاء من عمليات الحفر للآبار الجاري حفرها الآن، ووقف عمليات صيانة الآبار والتي لها علاقة بالباب الثالث.
كما قررت مؤسسة النفط، في الخطاب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إيقاف جميع أعمال المشروعات الرأسمالية والتنموية؛ لتجنب عدم ترتيب أي التزامات مالية جديدة، عازية قرارها إلى التأخير في تسييل الميزانيات المعتمدة للعام 2022.
زيادة الالتزامات
وقالت مؤسسة النفط، إن عدم تسييل المبالغ المعتمدة للميزانية حتى هذا التاريخ، أدى إلى زيادة الالتزامات المالية المترتبة على المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها.
من جانبه، حذر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، في تصريحات منفصلة، من أن إعاقة أعمال المؤسسة التي تسير قطاع النفط، سيزيد من معاناة الشعب الليبي، مطالبًا بتحكيم العقل والابتعاد عن أعمال الإغلاقات من قبل بعض الأفراد الذين قال عنهم إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم.
صراعات محلية
وكان المدير المُشارك في شركة ويسبرنغ بيل لإدارة المخاطر بشمال أفريقيا إيلياس صديقي توقع استمرار تأثر قطاع النفط الليبي بتداعيات الصراعات المحلية حتى النصف الثاني من العام الجاري، مشيرًا إلى أن تلك الصراعات وتداعياتها على الإنتاج والتصدير تهبط بالطموحات الأمريكية التي تعوّل على نفط ليبيا لضمان أمن الإمدادات عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويتراوح معدلات الإنتاج في ليبيا حول مستوى 800 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الجاري بعد أن كانت عند مستوى مليون و200 ألف برميل، مع انخفاض توقعات الإمدادات إثر استمرار إغلاق المنشآت، وفق مُحللي ستاندرد آند بورز جلوبال للسلع.
وما زالت صادرات النفط خاضعة للقوة القاهرة منذ أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط مطلع الشهر الجاري، بما يُقدر بنحو 90 ألف برميل يوميًا من ميناء البريقة، و90 ألف برميل يوميًا أخرى من ميناء الزويتينة، و70 ألف برميل من ميناء مليتة.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أكد قبل أيام ضرورة تجميد إيرادات النفط بمصرف ليبيا الخارجي لحين وضع ضمانات وآليات لاستفادة كل الليبيين من هذا الدخل بما يحقق العدالة والمساواة للجميع.
تجميد عائدات النفط
المطلب المحلي، دعمته السفارة الأمريكية في ليبيا، مؤكدة أنها تؤيد بشكل تام التجميد المؤقت لعائدات النفط في حساب المؤسسة الوطنية للنفط لدى البنك الليبي الخارجي حتى التوصل لاتفاق بشأن آلية لإدارة الإيرادات.
وقالت السفارة الأمريكية، إن الآلية يجب أن تتضمن اتفاقا على النفقات التي تكتسي أولوية، وتدابير الشفافية، وخطوات لضمان الرقابة والمساءلة.
وأكدت أن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة الفنية بناء على طلب الأطراف الليبية للمساعدة في هكذا آلية، مشيرة إلى أن التقدم على صعيد هذه القضايا "المهمة" سيسهم في خلق بيئة سياسية أكثر استقرارًا بما يساعد في استعادة الزخم نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية كما يطلبها الشعب الليبي.
وشددت على أن استعادة إنتاج النفط الليبي أمر مهم للشعب الليبي والاقتصاد العالمي، مؤكدة ضرورة الاتفاق على آلية لإدارة شفافة لعائدات النفط، حسب ما ناقشته الأطراف الليبية في 1 أبريل/نيسان الماضي، في اجتماع مجموعة العمل الاقتصادي المنبثقة عن عملية برلين.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg
جزيرة ام اند امز