برلماني لـ"العين الإخبارية": حكومة السراج كارتونية والإخوان يعرقلون تحرير طرابلس
الحل السياسي في ليبيا وصل لطريق مسدود
عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة سرت زايد هدية قال إن دخول الجيش الليبي طرابلس حل لا بديل منه بعد فشل الحوار السياسي.
قال عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة سرت زايد هدية إن الحوار السياسي بين أطراف الأزمة وصل إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أن دخول الجيش الليبي طرابلس هو "الحل الوحيد لإعادة سيادة ليبيا".
وتابع "هدية"، في حوار أجرته معه "العين الإخبارية"، أن سياسات المليشيات المسيطرة على العاصمة دفعت أهالي طرابلس لمناشدة الجيش لدخول المدينة وتخليصها من تلك الجماعات، التي تتقاتل فيما بينها بين الحين والآخر للحصول على مكاسب سياسية.
المليشيات.. كلمة السر في فشل الحل السياسي
وأوضح "هدية" أن موقف حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج كانت داعمة للمليشيات، مضيفا: "خرجت مظاهرات أهالي طرابلس، وتم الاعتداء عليها وإخمادها بقوة السلاح ورفضت وزارة داخلية الوفاق إعطاءهم حق التظاهر".
وتابع عضو "النواب الليبي": "قام المجلس بعدة جوالات للحوار امتدت لـ3 سنوات مع مجلس الدولة، وكان الأخير يراوغ في التزاماته في محاولة للحصول على مناصب ومكاسب سياسية".
وأكد "هدية" أن اللقاءات التي جمعت بين السراج والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، باءت كلها بالفشل.
وقال البرلماني الليبي إن أكبر أسباب ذلك الفشل هو المليشيات التي "تفرض القرار على حكومة الوفاق"، قائلا: "القرار في العاصمة للمليشيات والسراج مرتهن لها ومسلوب الإرادة أمامها".
دخول العاصمة "ضرورة"
وأكمل "وعليه، رأى الجيش الوطني، وبعد مطالبات الأهالي ومجلس النواب الذي أصدر قرارات في 2015 و2017 و2018 لدخول الجيش إلى طرابلس التي تستنزفها المليشيات وأموالها، أن دخول العاصمة ضرورة للقضاء على الإرهاب في ليبيا بقطع التمويل المالي للجماعات الذي تتحصل عليه".
وأعلن الجيش الوطني الليبي، في ٤ أبريل/نيسان الجاري، عملية عسكرية أسماها "طوفان الكرامة"، لتطهير العاصمة من المليشيات المسلحة.
وإزاء ذلك، أعلن تنظيم الإخوان الإرهابي والقاعدة والجماعات المرتبطة بهما دعمهم للمليشيات ضد الجيش، وانضمت شخصيات مدرجة على قوائم الإرهاب الدولية مثل إبراهيم الجضران وصلاح بادي وغيرهما للمليشيات بقيادة حكومة الوفاق.
واعتبر "هدية" أن الحل الذي سيجعل ليبيا دولة آمنة وذات سيادة هو "سيطرة الجيش على طرابلس واسترجاع مقدرات ليبيا، خاصة الأموال التي صرفت للمليشيات بأمر من السراج، وتقدر بنحو ١.٤ مليار دولار".
الحرب ضد المليشيات وليست ضد الغرب الليبي
وحذر "هدية" من وقوع تلك الأموال في أيادٍ متطرفة تسعى لخلق بلبلة في ليبيا، وتؤثر على الدول الخارجة والصديقة.
وقال "هدية"، وهو نائب عن مدينة سرت، غربي ليبيا، إن الإخوان يعملون على عرقلة تحرير طرابلس عبر إيهام أهلها والمجتمع الدولي بأن عملية تحرير العاصمة تسعى لـ"عسكرة الدولة"، أو أنها "حرب جهوية بين شرق وغربي البلاد".
وكان من أبرز تطورات "طوفان الكرامة"، قصف بالأسلحة الثقيلة استهدف المدنيين في ضواحي طرابلس، أول أمس، ما أدى إلى مقتل ١٤ شخصا وإصابة نحو ٤٠ آخرين، وذلك بالتزامن مع جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات الأوضاع في العاصمة.
مليشيات الوفاق.. المستفيد الأول من قصف المدنيين
واعتبر زايد هدية أنه ليس من مصلحة الجيش قصف المدنيين، قائلا: "صاحب المصلحة والمكسب السياسي والعسكري في قصف المدنيين هو السراج والجماعة الليبية المقاتلة (القاعدة)".
وأشار البرلماني الليبي إلى أن "السراج مسلوب الإرادة ومن يدير طرابلس هم المليشيات والجماعة الليبية المقاتلة، وهم يعملون على قصف المدنيين للحصول على دعم محلي ودولي ضد الجيش، والسعي للحصول على دعم من مجلس الأمن لإصدار قرار لوقف عملية طربلس".
وقال "هدية": "كان مثيرا للدهشة أن يزور السراج المواقع التي تم استهدافها، متسائلا: "من قدم له ضمانات أنه إذا كان الجيش هو الذي قصف المدنيين ألا يقصفه هو أيضا أثناء وجوده؟".
الجيش يتحرك وفق قاعدة دستورية
وفيما يتعلق بدعم السراج للإخوان والمليشيات، أشار "هدية" إلى أن "السراج لا ينظر إلا لشيء واحد وهو استمراره في الحكم لأطول فترة ممكنة".
وأكد أن تلويح السراج بالذهاب للمحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الوطني يأتي تنفيذا لأوامر الإخوان، الذين صرحوا قبله بدعوى الذهاب للمحكمة الدولية، قائلا: "نقول للسيد السراج إن الجيش لا يتحرك الا بتنسيق مع البرلمان الليبي الذي يستند على قاعدة دستورية وأن الجيش هو جيش شرعي".
وتابع أن "السراج يستند إلى دول أجنبية ولا يستند إلى أي قاعدة دستورية، وسيتم ملاحقته قضائيا باعتباره أنه من خالف الإعلان الدستوري، فهو استند إلى الجنائية الدولية لأنه يعلم أنه ليس لديه سلطة ولا قبول داخلي".
رغبة قطرية-تركية في الهيمنة على ليبيا
وإزاء التصريحات القطرية والتركية المنددة بتحرير العاصمة، قال "هدية": "الدوحة وأنقرة لم تتركا الشعب الليبي وشأنه، وتم الكشف عن دعم عسكري وسياسي من الدولتين للجماعات المتطرفة والمليشيات لقتال الجيش".
وأشار إلى أن تدخل قطر كان دائما سلبيا في ليبيا، فهم يدعمون الجماعات المتطرفة، مضيفا أن تركيا يحكمها تنظيم الإخوان ويريدون نفس السيناريو في ليبيا للهيمنة عليها.
إدراج إخوان ليبيا كجماعة إرهابية
وتابع عضو البرلمان الليبي أن مشروع قرار إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية ما زال مطروحا في البرلمان، مضيفا "رئيس المجلس عقيلة صالح في صدد وضع المشروع على جدول الأعمال لمناقشته".
وأشار "هدية" إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك أن حكومة الوفاق هي "حكومة كرتونية ومعظم دول الاتحاد الأوروبي لا يستطيعون قول ذلك لأنهم من يدعمونها، لم يعد هناك حكومة وفاق بعد استقالات أعضاء المجلس الرئاسي موسى الكوني، وعلي القطراني، وفتحي المجبري ومقاطعة عمر الأسود.