مليشيات ليبية "تحاصر" طرابلس.. حرب تصريحات تفضح مناورة التهدئة
من جديد، تقف العاصمة الليبية طرابلس على خطوط نار تنذر بالاشتعال على خلفية تصريحات نارية لقادة مليشيات مسلحة متناحرة.
واليوم الخميس، أعرب محسن الزويك، قائد مليشيا قوة دعم الدستور، في تصريحات إعلامية، عن استعدادهم لمواجهة أي تحرك عسكري.
وحذر من أن رد المليشيا "على التهديدات لن يكون بالكلام في وسائل الإعلام بل بالاستعداد على الأرض".
وجاءت تصريحات الزويك ردا على قائد مجموعات مسلحة أخرى وهو أسامة جويلي الذي نقلت عنه وسائل إعلام محلية، مساء الأربعاء، تلميحه لاستخدام القوة لتمكين الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة فتحي باشاغا، من دخول طرابلس.
جويلي؛ القادم قبل أيام على رأس قوات كبيرة من الزنتان إلى طرابلس، ضمن التحشيد العسكري للأطراف المتصارعة، أضاف أن "منع الحكومة المكلفة من دخول طرابلس وتسلم مهامها، ينسف مبدأ التداول السلمي على السلطة".
ويشير جويلي في تصريحاته إلى عدم تمكن حكومة باشاغا من استلام مهامها في طرابلس بعد رفض حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية تسليم السلطة.
وفي ذات الصدد، تابع جويلي: "قد نلجأ لاستخدام القوة في حال استخدامها من قبل أطراف أخرى"، مشددا على ضرورة "تمكين الحكومة المكلفة من ممارسة عملها".
واستطرد: "أنا لا أدافع عن أشخاص بل على مبدأ التداول السلمي على السلطة"، لافتا إلى أن "هناك مجموعات مسلحة تحاول منع حكومة فتحي باشاغا من ممارسة عملها من العاصمة طرابلس".
مسرحية التهدئة
وتأتي هذه التهديدات والردود عقب هدنة بين المليشيات في غرب ليبيا جاءت إثر اجتماع عقدته في طرابلس قبل يومين، وصفها الخبير الأمني الليبي ناجي القداري بأنها "مسرحية وليست هدنة".
القداري وهو ضابط سابق برتبة عقيد، قال لـ"العين الإخبارية"، إن "ما جري بين قادة المليشيات التي اجتمعت، الأربعاء، في معسكر 17 فبراير غربي طرابلس، كان مجرد مسرحية فقط".
وأضاف أن "الاشتباكات المسلحة العنيفة التي وقعت الأسبوع الماضي بين المليشيات في طرابلس وخلفت 16 قتيلا، جعلت تلك المليشيات بمرمى العقوبات الدولية، وبالتالي فإن الضغط الدولي والانتقادات جعلها تقدم على مسرحية الاجتماع والخروج باتفاق تهدئة مزيف وذلك فقط لتهدئة المجتمع الدولي الثائر ضدها هذه الفترة".
وتابع الخبير الأمني الليبي أن "الصراع بين المليشيات في غرب ليبيا هو نزاع نفوذ، فكيف يتفقون خاصة أن لكل منهم مصلحته مع طرف مناوئ للآخر".
وبالنسبة له، فإن "المليشيات مجرد أدوات يستخدمها المتصارعون سواء الأطراف الليبية الداخلية أو الدول المتدخلة في الأزمة الليبية، وبالتالي فإن أمر المليشيات ليس بيدها مطلقا".
القداري يرى أيضا أن "تسارع مفاوضات توحيد المؤسسة العسكرية بين شرق البلاد وغربها أمر آخر يضع المليشيات تحت الضغط كونها تعرف أن إبرام الاتفاق النهائي بشأن توحيد المؤسسة العسكرية يعني دق المسمار الأخير في نعش وجودها".
ولفت إلى أن "تصعيد المليشيات بالتزامن مع سعي العسكريين للتوحد هي أمور يعرف قادة المليشيات أنها ليست في صالحها وبالتالي تسعى للتهدئة حاليا"، مستدركا أن "حتى تلك التهدئة مزيفة كمن يهدئ لتمر الموجة دون أن تصيبه بأذى".
وختم حديثة بالقول: "رغم أنها مليشيات لكنها تملك مستشارين كبار اشترتهم بالمال يحللون المواقف ويقدمون النصيحة، ولذلك تعرف متى تصعّد الموقف لتثبت وجودها، ومتى تجنح للتهدئة للإفلات من الخطر".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg
جزيرة ام اند امز