برلماني ليبي: روسيا غيرت نظرتها لأزمتنا بعد "طوفان الكرامة"
عضو مجلس النواب الليبي سعيد مغيب يقول لـ"العين الإخبارية": إن روسيا صححت مفهومها عن الصراع الليبي بعد عملية طوفان الكرامة.
قال النائب الليبي سعيد مغيب، السبت، إن روسيا أدركت حقيقة الصراع والأزمة الليبية عقب عملية طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش في أبريل/نيسان الماضي، لتحرير طرابلس من الإرهابيين.
وأضاف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن موسكو غيرها كانت لديها صورة مغلوطة عن الأوضاع في ليبيا لكن سرعان ما تم تغيير وجهة نظرها عقب انضمام شخصيات تنتمي لتيارات متطرفة في صفوف حكومة طرابلس، بالإضافة إلى وجود عناصر من تنظيم داعش في المليشيات المؤيدة لحكومة السراج غير الدستورية.
وتابع بالقول: "روسيا رفضت التعاون مع حكومة الوفاق الداعمة للإرهاب، حيث رأت أن ليبيا ما زالت تحت البند السابع، وأن هناك حظراً على توريد الأسلحة إلى ليبيا، وهي حجة لرفع الحرج".
وبشأن سحب الاعتراف الدولي من المجلس الرئاسي لحكومة السراج، قال مغيب: "أعتقد أن ذلك لن يتم إلا إذا سيطر الجيش على العاصمة طرابلس، أو أن حال حصول الدول الداعمة لتنظيم الإخوان الإرهابي على موقف دولي موحد بديل عن هذا المجلس، وهذا ما استبعده مجلس النواب".
وأوضح أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر مكلفة بمحاربة الإرهاب وتفكيك ونزع سلاح المليشيات وكل التنظيمات غير النظامية، مشيراً إلى أن قوات الجيش قامت بما كلفت به على أكمل وجه في بنغازي ودرنة والموانئ النفطية ومدن الجنوب الغربي، كما تستكمل المرحلة الأخيرة من عملية تحرير طرابلس.
وفرضت الأزمة الليبية نفسها على مائدة اجتماعات القمة الأفرو آسيوية التي احتضنتها مدينة سوتشي الروسية، حيث تصدر الصراع الليبي قائمة أزمات القارة الأفريقية كما يشكل الإرهاب تنظيماته المسيطرة على طرابلس هاجساً أمنياً يهدد أمن القارتين.
وانطلقت فعاليات القمة الروسية الأفريقية ومنتدى "روسيا - أفريقيا" الاقتصادي، الأربعاء، بإشراف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأفريقي.
وتناولت الجلسات العامة للقمة مجموعة واسعة من قضايا الأجندة الدولية الملحة محط الاهتمام المشترك بين روسيا ودول أفريقيا، وآفاق العلاقات بين موسكو وبلدان القارة السمراء.
وركزت القمة على القضية الليبية وضرورة إيجاد حلول عاجلة لها، حيث التقى وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج مع ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا.
واطلع الوزير الليبي، نائب وزير الخارجية الروسي، حقيقة الأوضاع في ليبيا والجهود التي يبذلها مجلس النواب الليبي والحكومة الليبية المؤقتة والجيش الوطني الليبي، كما سلم لنائب وزير الخارجية الروسي ملفاً متكاملاً يتضمن رؤية الحكومة الليبية المؤقتة لمرحلة ما بعد تحرير طرابلس.
ولعبت مصر، التي تترأس الاتحاد الأفريقي، دوراً كبيراً في الحفاظ على أمن ليبيا، وحرصت على إعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية.
وعلى هامش القمة، التقى وزير خارجية الحكومة المؤقتة عبدالهادي الحويج نائبة رئيس مجلس الدوما الروسي أولغا تيموفيفا.
وتناول اللقاء، وفقاً للمكتب الإعلامي التابع للوزارة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصلحة البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك بجميع المجالات، لا سيما تكثيف التشاور والتنسيق والاتصال بين البرلمانين الليبي والروسي.
من جهتها أكدت نائبة رئيس مجلس الدوما حرص بلادها على تطوير ودعم العلاقات بين روسيا وليبيا في المجالات كافة.
وسلم وزير الخارجية والتعاون الدولي رسالة خطية موجهة من رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إلى رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين.
كما التقى عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة، سيريل راما فوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا.
وشدد الوزير على أهمية دور الاتحاد الأفريقي في حل القضايا الأفريقية، لا سيما القضية الليبية ودعم السلطات الشرعية في ليبيا، والمتمثلة في مجلس النواب والمؤسسات المنبثقة عنه، وهي الحكومة الليبية المؤقتة والقوات المسلحة العربية الليبية.
وحكومة السراج شاركت بوفد في مؤتمر سوتشي برئاسته، ضم من بين أعضائه الإرهابي الدولي شعبان هدية المعروف بـ"أبوعبيدة الزاوي"، حيث احتجزته (هدية) السلطات الروسية قبل بدء فعاليات المؤتمر، ورفضت مشاركته في ندوات اقتصادية على هامش القمة.