محللون: أردوغان يخفي تدخله في ليبيا بتصريحات استعمارية
الرئيس التركي يرى أن تدخله في ليبيا حق تاريخي من إرث أجداده العثمانيين، وخبراء لـ"العين الإخبارية": محاولة للتغطية على عدوانه العسكري
أثار تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول الكثير من الجدل، حيث زعم أردوغان حق بلاده التدخل في الشأن الليبي باعتبار أن ليبيا إرث أجداده وجغرافيتها جزء من الإمبراطورية العثمانية.
- المسماري يحذر: أردوغان سينقل آلاف الإرهابيين إلى ليبيا
- الجامعة العربية لتركيا: العثمانية الجديدة "بهلوانية سياسية"
وقال المحلل السياسي الخبير في العلاقات الدولية نزار مقني إنه طالما كانت هذه طموحات الرئيس التركي منذ وصوله للسلطة أوائل هذا القرن، حيث كان يرنو لإحياء تراث الإمبراطورية العثمانية وأن تعود إسطنبول مقر الباب العالي بمقابل عودة سيطرتها على مجالاتها الحيوية وهي الإيالات العثمانية السابقة.
وأضاف مقني في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن أردوغان يتصرف على هذا الأساس ومن هذا المنطلق الفكري وهو ما يحاول تطبيقه اليوم على الأرض في ليبيا وسوريا.
وتابع المحلل السياسي أن تدخل أردوغان في ليبيا غير شرعي ويخالف ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع التدخل العسكري في أي دولة وهو كذلك خرق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر بيع الأسلحة وجلبها إلى طرابلس.
ومضى قائلا: "لم يجد أردوغان إلا الاحتماء وراء حجة واحدة لشرعنة تدخله أمام الأتراك وهي الحجة التاريخية".
وعن طموحات أردوغان التوسيعية، قالت صحيفة "ذا ليفنت" البريطانية إن أردوغان لديه طموح وأحلام كبيرة حول ليبيا بالتحديد، بداية من النفط مرورا بالغاز وصولا إلى صفقات إعادة الأعمار، بالإضافة إلى إنشاء قواعد عسكرية تركية.
وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات الجيش الليبي من التدخل التركي، وقالت إنه قد سبق أن الجيش الليبي أحبط مشروعا تركيا لإنشاء قاعدة عسكرية بالتعاون مع الجماعات الإرهابية في ليبيا، في ضربة لطموحات أردوغان التوسعية، ولكنه لا يزال يقيم غرف عمليات لقواعد عسكرية في ليبيا، لكن الجيش الوطني يفسد الحلم العثماني.
وتابعت الصحيفة أن أنقرة لجأت إلى استراتيجية إقامة قواعد عسكرية في الدول العربية بعد أن فشلت حجج الدعم الإنساني والاستثمار الاقتصادي في إخفاء الطموحات التوسعية التركية في المنطقة العربية التي تحركها أجندة أيديولوجية معينة.
وحول حلم أردوغان لإحياء الدولة العثمانية، صاحبة التاريخ الدموي، قال الدكتور وليد شعيب أستاذ التاريخ بجامعة طبرق ورئيس تحرير مجلة طبرق للعلوم الإنسانية: "إن ليبيا ليست تابعة للأتراك، فهم من فرضوا سيطرتهم على ليبيا من 1551 إلى عام 1912 بالقوة، وكان الليبيون مغلوبين على أمرهم لأن الدولة العثمانية كانت إمبراطورية آنذاك ولم يكن بمقدورهم مقاومتها".
وأضاف في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الدولة العثمانية أساءت كثيرا لليبيين، بداية من فرض ضرائب إلى حروب أهلية بين مصراتة وبرقة عام 1916.
وأوضح أن جرائم الدولة العثمانية لا تزال ندوبها على وجه ليبيا إلى الآن، موضحا أن الليبيين نفضوا أيديهم من الأتراك عام 1912 عندما سمحت لهم الفرصة، وعندما خذلهم الأتراك ووقعوا على معاهدة أوشي لوزان مع الإيطاليين عام 1912، ووصف "شعيب" أردوغان بالتركي المتطرف الذي يرغب في السيطرة على ليبيا من أجل الاستيلاء على ثرواتها.
وحول التحالف التركي مع حكومة طرابلس قال "شعيب" إن أنقرة تمد حكومة الوفاق والإخوان الإرهابية بالأسلحة مقابل حصول الأولى على النفط الليبي، فهي منحت أردوغان الفرصة للهجوم على ليبيا واستباحتها.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز