للمرة الرابعة.. تعطيل مشروع قرار بريطاني بشأن ليبيا
المشروع البريطاني فسرته مصادر سياسية ليبية بأنه جاء لصالح حكومة فايز السراج ومرتزقة تركيا
تعطل مشروع قرار بريطاني بشأن ليبيا للمرة الرابعة بعد أن كان من المقرر التصويت عليه، اليوم الخميس، في مجلس الأمن الدولي، وفق مصادر دبلوماسية.
وكشفت المصادر، لـ"العين الإخبارية"، أن التعطيل جاء إثر اعتراض دولتي روسيا وجنوب إفريقيا على عبارة "سحب المرتزقة" من ليبيا، وكذلك رفض الصين بعض البنود.
وكانت بريطانيا قد تقدمت في 1 فبراير/شباط الجاري بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب الدول الأعضاء بالتصويت على قرار سحب المرتزقة من ليبيا، ووقف دائم لإطلاق النار وإقرار مخرجات مؤتمر برلين بشأن حل النزاع في ليبيا.
المشروع البريطاني فسرته مصادر سياسية ليبية بأنه جاء لصالح حكومة فايز السراج ومرتزقة تركيا.
وكان من المقرر عرض المشروع البريطاني على مجلس الأمن للتصويت، اليوم الخميس، غير أن الاعتراضات أرجأت الخطوة.
- مصادر لـ"العين الإخبارية": بحث تفكيك المليشيات ورحيل السراج في برلين
- المسماري: ليبيا لن تنعم بالسلام إلا بإنهاء التوغل التركي
مشروع القرار يعد الرابع الذي تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن منذ إعلان الجيش الليبي عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية من المليشيات والمرتزقة والإرهابيين في 4 أبريل/نيسان 2019.
وتقدمت بريطانيا في 16 أبريل 2019 بمشروع وقف الجيش الليبي لإطلاق النار ومنع تقدمه إلى طرابلس، ولم يتضمن إشارة إلى المليشيات والتنظيمات الإرهابية الموالية للسراج.
وطلبت روسيا وقتها تعديل النص إلى وقف إطلاق النار من جميع القوات الليبية.
وفي يوليو/تموز 2019 عطلت الولايات المتحدة مشروع بريطانيا الثاني الذي تقدمت به لإدانة الجيش الليبي في واقعة قصف مركز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين بمنطقة تاجوراء شرق طرابلس، وأثبتت التحقيقات أن استهداف المركز جاء من قبل تنظيمات إرهابية ومليشيات تابعة لحكومة السراج التي تحتجز المهاجرين.
وفي أعقاب مؤتمر برلين 19 يناير/كانون الثاني الماضي تقدمت بريطانيا بمشروع ثالث لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في طرابلس.
ولم يتطرق المشروع إلى وجود مرتزقة أجانب في ليبيا لتعود مجددا لتعديله في مشروعها الرابع لتضع فيه عبارة سحب المرتزقة من ليبيا وليس من طرابلس.
وحسب مراقبين فإن بريطانيا تحاول تثبيت حكم المليشيات الإرهابية في ليبيا مستغلة حكومة الصخيرات الهشة المرفوضة في ليبيا التي تفتقر للعمق العربي والأفريقي.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي جمال شلوف، لـ"العين الإخبارية"، إن مبررات روسيا في الاعتراض على القرار البريطاني تتمثل في تمسكها بإضافة "إرسال مرتزقة وإرهابيين إلى ليبيا وليس مرتزقة فقط".
كما تطالب بتغيير ألفاظ اﻹلزام في مشروع القرار "الترحيب ببيان برلين والدعوة إلى تنفيذه" بدل من اعتماد بيان برلين وإلزام الأطراف بتنفيذه.
وكذلك تطالب بحذف جملة مشاركة المنظمات الإقليمية في مراقبة وقف إطلاق النار.
وعن سبب اعتراض الصين، قال شلوف إن بكين تطالب بضرورة تضمين المشروع البريطاني توضيحا لجهود العالم في مكافحة اﻹرهاب في ليبيا.
وجاءت مبررات اعتراض جنوب إفريقيا في عدم وضوح ألفاظ مشاركة الاتحاد الأفريقي في مسارات الحل وعدم وضوح دور مكافحة الإرهاب في ليبيا.
من جانبه، قال السياسي الليبي فرج ياسين المبري، حاكم بلدية طبرق السابق، لـ"العين الإخبارية"، إن القرار البريطاني تضمن عبارة مرنة حول سحب المرتزقة من ليبيا وليس من طرابلس التي تستقبل يوميا مرتزقة أردوغان بالآلاف لدعم حكومة السراج في محاولة من بريطانيا لاستثناء المرتزقة الأتراك وإدانة روسيا بمزاعم وجود مرتزقة فاغنر إلى جانب الجيش الليبي.
وتشهد ليبيا صراعا داميا منذ أبريل/نيسان الماضي بين الجيش الوطني الليبي الذي يحاول تحرير العاصمة من سيطرة المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تتخذها حكومة السراج أذرعا مسلحة لها وتنتشر داخل طرابلس وتقوم تركيا بدعم حكومة السراج والمليشيات بالمرتزقة والعناصر الإرهابية والأسلحة.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA==
جزيرة ام اند امز