لماذا وقعت تركيا اتفاقا مع السراج؟ قادة ليبيون يجيبون
قادة ليبيون أجمعوا على أن توقيع مذكرة التفاهم بين أردوغان والسراج يهدف إلى إبقاء الأخير في المشهد السياسي لفترة أطول
أجمع قادة ليبيون أن توقيع مذكرة التفاهم الأخيرة بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج تهدف إلى إبقاء الأخير في المشهد السياسي لفترة أطول.
استطلعت "العين الإخبارية" آراء قائد عسكري ونائب ومحلل سياسي، ليبيون، حول الدوافع الكامنة وراء توقيع هذا الاتفاق المشبوه وغير الشرعي في هذا التوقيت.
- منشق عن "الرئاسي الليبي": السراج خرق "اتفاق الصخيرات"
- ولادة مشوهة.. لماذا اتجهت تركيا لترسيم الحدود مع ليبيا؟
يقول العميد خالد المحجوب، مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي، إن ما وقّعه رئيس حكومة الوفاق (غير الدستورية) فايز السراج ورئيس تركيا من مذكرة تفاهم جاء لدعم السراج وإبقائه في طرابلس.
واستدرك بأن هذه المذكرة غير الشرعية لن تغير مسار المعركة التي يخوضها الجيش الوطني لتحرير طرابلس من المليشيات الإرهابية، حيث جاءت عقب هزائم متتالية للمليشيات في محاور عدة بطرابلس.
وتابع المحجوب، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن "دعم تركيا للسراج ومليشياته موجود على أرض الواقع، فتركيا تدعم المليشيات بكل أنواع الأسلحة، برا وجوا وهي حليف لقوات السراج والعصابات المسلحة وتخوض حربا مع القوات المسلحة الليبية".
حدود تركية غير شرعية
بدوره، يرى عضو مجلس النواب الليبي، الدكتور محمد عامر العباني، أن "السراج يبيع الأراضي والمياه الليبية بثمن بخس من أجل البقاء في العاصمة طرابلس"، مشددا على أن مذكرة التفاهم لن تغير شيئا في ساحة المعركة.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه طبقاً للقانون الدولي، لا توجد حدود بحرية بين ليبيا وتركيا، والحدود البحرية المعترف بها هي مع قبرص وليس مع تركيا.
وتابع العباني أن مذكرة التفاهم الموقعة بينهما جاءت عقب انتصارات الجيش الوطني الذي يواصل معركة تطهير المدن والقرى الليبية من الإرهاب وإجرام المليشيات المسلحة، مشيرا إلى أن "السراج يمنح أشياء لا يملكها فهو ينطبق عليه مقولة: منح من لا يملك لمن لا يستحق.
وأضاف البرلماني الليبي أن الجيش الليبي يحارب مرتزقة وعصابات خرجت عن القانون وحملت السلاح، مؤكدا أن المليشيات تشعر بالخوف من تقدمات وانتصارات الجيش الليبي.
مذكرة خزي وعار
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي محمد الترهوني: "إن الاتفاقية بمثابة محاولة يائسة لإبقاء السراج في المشهد السياسي الليبي"، موضحا أنه جاء قبل مؤتمر برلين نظرا للوضع العسكري المتأزم للمليشيات التي يدعمها السراج وتركيا في مواجهة تقدم الجيش الليبي.
وأضاف "الترهوني" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الوضع الميداني للمليشيات المدعومة من قبل حكومة الوفاق حرج، كما أن الوضع الاقتصادي الذي تديره حكومة السراج في طرابلس أكثر انهيارا.
ويفسر "الترهوني" أن هدف مذكرة التفاهم الأخيرة بين السراج وأردوغان معروف للجميع، حيث إن قوات السراج تتلقى دعما كبيرا من تركيا، لكن هذا الدعم أصبح مكتوبا في مذكرة تفاهم.. مذكرة خزي وعار واحتلال تركي، وهي محاولة أخيرة لكسب بعض الوقت".
وتابع المحلل السياسي الليبي أن السراج وتركيا ينظران لمذكرة التفاهم على أنها ورقة ضغط رابحة، لكنها فاشلة بكافة المقاييس، فهي حكومة غير دستورية وغير معترف بها، بالإضافة للهزائم التي تتلقاها على يد الجيش الوطني الليبي.
رفض إقليمي وقبائلي
كانت حكومة الوفاق الليبية وقعت مع تركيا مذكرتي تفاهم إحداهما حول التعاون الأمني وأخرى في المجال البحري، خلال لقاء جمع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول الأربعاء الماضي، جدد خلاله الرئيس التركي إعلان دعم بلاده لحكومة الوفاق.
وأثارت مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية اعتراضات واسعة على المستويين الداخلي والإقليمي، حيث أدانت مصر وقبرص واليونان مذكرة التفاهم واعتبرتها "معدومة الأثر القانوني" ومخالفة لاتفاق الصخيرات الذي تم بإشراف أممي.
كما أعلنت رابطة القبائل العربية في مصراتة الليبية، رفضها الكامل لمذكرتي التفاهم مع تركيا، حيث أكدت قبائل "المعدان والبركات وأولاد الشيخ والصيعان والعمايم والربايح والشهوبات والعلاونة" في بيان أن الاتفاقية هي "محاولة لإرجاع المحتل العثماني إلى ليبيا".
وتنخرط تركيا في دعم حكومة السراج والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
منذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز