شباب ليبيون يطلقون حملات تطوعية لصيانة مباني المدن المحررة من الإرهاب
المدن الليبية المحررة من الإرهابيين تشهد حملات تطوعية لصيانة أهم مبانيها في ظل عجز الحكومة.
يتواصل الحماس الشبابي في سد عجز الحكومات في مجموعة من المدن الليبية، بتدشين حملات تطوعية لصيانة الطرق العامة وتنظيف الشوارع العامة وغيرها عن طريق جمع التبرعات أو من خلال جهودهم الذاتية.
وأطلق مجموعة من الشباب في مدينة درنة الليبية "حملة درنة"، التي تهدف إلى ترميم وتجميل بعض الشوارع بالمدينة التي كانت معقلا للتنظيمات الإرهابية والمحررة أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ونفذ شباب درنة خلال الحملة صيانة أحد الكباري في المدينة، والمعروف بـ"كوبري الميناء" وسط مدينة درنة، من خلال الجهود الذاتية والتبرعات، كما نظفوا الشوارع العامة وأخلوها من المخلفات وآثار الهدم.
ويقول الناشط رمضان ساسي إن شباب مدينة درنة ملوا من انتظار الجهات المعنية للقيام بواجباتها الأساسية، وأطلقوا حملتهم التطوعية في مساعدة منهم للحكومة.
كما شهدت مدينة بنغازي، عاصمة ليبيا الثانية وفقا لدستور الاستقلال 1952، العديد من المبادرات الشبابية، سواء بشكل فردي أو بالتعاون مع المنظمات الشبابية المحلية.
وأعاد شباب بنغازي الحياة إلى الميدان سوق الحوت، الذي دمرته الحرب مع الجماعات الإرهابية، ونظموا معرضا للكتاب الفترة الماضية.
كما تولت منظمة شباب العمل التطوعي المدنية الليبية مساعدة سكان وسط البلاد، وسيدي خريبيش، في بنغازي، على العودة إلى مساكنهم بعد توقف الحرب فيها، وقد مضى على نزوحهم أكثر من عامين بسبب اعتداءات الجماعات الإرهابية.
ويقول رامي أشميلة، أحد أعضاء المنظمة، إن المساعدة بدأت بالدعم النفسي، وغالبية سكانها صدموا جراء الدمار الذي لحق بمساكنهم، ما قد يؤثر على الأطفال.
لم تقتصر الحملات على المدن التي تعرضت للحرب فقط، بل شهدت أغلب المدن الليبية حملات تطوعية، ففي "غات" اجتمع شباب المدينة لصيانة مدرسة "الفجر الجديد" بمجهودات شخصية وتبرعات من أهالي المدينة، مساهمة منهم في تغيير واقع المدرسة التي تأخرت صيانتها لسنوات وتعرضت للتخريب أكثر من مرة.
ويقول مؤمن خودة، أحد الشباب المتطوعين، إن صيانة المدرسة يتم تطوعيا وبمبادرة من شباب غات، دون أي دعم حكومي.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" "قمنا بجمع التبرعات واشترينا المواد اللازمة لتجهيز المدرسة، وانطلقت الصيانة بالطلاء وتركيب النوافذ بعد ملاحظة معاناة التلاميذ في فصل الشتاء وتزاحمهم في قاعات خالية من النوافذ والكراسي، ومن أبسط الضروريات المدرسية".
ويقول حامد أحمد أحد المتطوعين لصيانة المدرسة "كنت تلميذا في هذه المدرسة وقدمت للمساعدة رغم جهلي بالطلاء وبصيانة دورات المياه ولكني أحاول الاجتهاد وتقديم العون".
كذلك شهدت مدينة "سوسة" تجديد المتطوعين مقرّ دار للأيتام، بعدما كانت أسر نازحة اتخذت منه مقراً لها، وتم نقل اليتامى إلى مقر ملاصق لأحد السجون القريبة.
وتقول سهام أعليوة، إحدى المتبرعات، إن مبنى دار الأيتام تضرر بشكل كبير، جراء مكوث النازحين فيه بعض الوقت، وعلينا من باب الإنسانية الوقوف إلى جانب اليتامى حتى يشعروا بتضامننا معهم".
إضافة إلى ما سبق، أطلق أهالي طرابلس عشرات الحملات التطوعية لتنظيف الأحياء، في ظلّ إضراب عمال شركة الأشغال العامة والأحداث التي تشهدها المدينة في الوقت الراهن منعاً لتكدس القمامة".
وفي طبرق ينظم النشطاء العديد من الحملات التطوعية كنظافة شاطئ كورنيش المدينة من المخلفات البلاستيكية والنفايات المختلفة من قبل مؤسسة "بوادر"، في خطوة لنظافة المتنفس الوحيد للشباب في المدينة.
سامر الشريف عضو مؤسسة بوادر يقول، لـ"العين الإخبارية"، إن الحملة تهدف بشكل كبير لنشر الفكر التطوعي في المدينة، إضافة لفكرة المحافظة على جمالية الأماكن الترفيهية فيها.
aXA6IDMuMTQ1LjE3MC4xNjQg جزيرة ام اند امز