حشد تركي قرب سرت الليبية.. أذناب أردوغان يستعدون للحرب
اعتبر مراقبون أن استمرار حشد المليشيات والمرتزقة في منطقة "بوقرين" الليبية، القريبة من سرت، وسط ليبيا، يشكل تهديدا لمساعي السلام.
وقال خبراء ليبيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" إن تركيا تعمل على تدريب مليشيات تتبع حكومة الوفاق بطرابلس ومرتزقة موالين لها، لشن حرب على سرت والجفرة، لافتين إلى أن المليشيات بدأت بالفعل في الحشد بمنطقة "بوقرين"، القريبة من سرت.
وكشف الخبراء في تصريحات منفصلة عن استمرار تركيا من خلال ضباطها الموجودين في طرابلس بتقديم دورات تدريبية مكثفة في الرماية للمليشيات والمرتزقة، مؤكدين أن تركيا لن تتنازل عن أطماعها في ليبيا.
تحشيد وإغلاق طرق
قال عقيلة الصابر، مسؤول إعلام قوة عمليات إجدابيا التابعة لشعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، إن التدريبات التركية لمليشيات ومرتزقة تهدف إلى الاستعداد لحرب جديدة على خط سرت.
وأكد الصابر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات التابعة للوفاق والموالية لتركيا بدأت في الاحتشاد بمنطقة "بوقرين" القريبة من سرت للمطالبة بالحرب والهجوم على المدينة، ورفض فتح الطريق وإفشال اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وتابع: أرتال كبيرة من المليشيات محملة بالمدافع ومدعومة بسيارات الإسعاف والمرتزقة السوريين والتونسيين ومليشيات من طرابلس والزاوية تقوم بالإعداد لحرب كبيرة، مشيرا إلى أنهم يتحدثون عبر أجهزة اللاسلكي عن رفض فتح الطرق ومنع نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد ميعتيق من دخول المنطقة.
وأوضح مسؤول إعلام قوة عمليات إجدابيا أن قوات الجيش الليبي على أهبة لأي أمر طارئ يحدث في محاور سرت والجفرة والجنوب.
السيطرة على سرت-الجفرة
المتحدث باسم "حراك همة طرابلس" (تجمع مدني مناهض للوجود التركي والمرتزقة في ليبيا) أحمد أبو عرقوب، قال إن استمرار الانتهاكات التركية تعكس رغبتها في إفشال أي اتفاق (ليبي-ليبي) ينهي الأزمة الليبية، وبالتالي يضع حدا لأطماع النظام التركي في السيطرة علي الثروات النفطية في ليبيا.
وأضاف أبو عرقوب في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تحركات تركيا مؤشر على استعدادها لخوض حرب على جبهة (سرت-الجفرة) في حال توصل الفرقاء الليبيين إلي أي اتفاق يقضي بإخراج تركيا من ليبيا.
وأكد أن تركيا لم تعد بحاجة إلى حكومة الوفاق أو المليشيات التابعة لها، بعد أن أصبح لها أدواتها الخاصة وتوفرت لديها القدرة على خوض حرب ضد الجيش الوطني الليبي من خلال تعزيز وجودها في ليبيا بالمرتزقة السوريين والجماعات الإرهابية التي نقلتهم من سوريا إلى ليبيا، بالإضافة إلى إنشاء قواعد عسكرية وغرف سيطرة، وتحكم في قواعد الوطية ومعيتيقة ومصراتة وقاعدة بحرية في مدينة الخمس.
ولفت إلى أن تركيا تسعى إلى استمرار الفراغ السياسي والفوضى في ليبيا لضمان استمرار وجودها في ليبيا، والسيطرة على منطقة الهلال النفطي والتمدد في المنطقة واستخدام الإرهابيين للضغط على دول طوق ليبيا، مشيرا إلى أن لديها أيضا طموحا في منافسة فرنسا في وسط أفريقيا ودول الساحل الأفريقي.
نقطة إنطلاق الإرهابيين
يرى محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي، أن تركيا مستمرة في مخالفة كل الاتفاقيات، وتهدف لإعداد لحرب جديدة في البلاد والسيطرة على كافة المناطق الشرقية والجنوبية.
ويشير الزبيدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا تستمر في خرق المعاهدات ومخرجات برلين بتدريب مليشيا الوفاق على التجسس والرماية والطيران المسير.
وأشار إلى أن الهدف التركي الاستمرار في ليبيا إلى ما لا نهاية.
وأضاف: "الأتراك لن يخرجوا من ليبيا أبدا إلا بأيدي أهلها، فهم قدموا محتلين طامعين في ثروات البلاد واستخدامها قاعدة لنشر الإرهاب".
ولفت الزبيدي إلى أن تركيا تهدف للسيطرة على الجنوب والشرق الليبي لنشر المتطرفين والخارجين عن القانون في ظل المساحات الشاسعة والخالية.
وأردف أن الهدف الأساسي وراء التحشيد التركي هو إضعاف الجبهة الغربية لمصر، ونقل المرتزقة القادمين من سوريا للسيطرة على دول المنطقة، مضيفا أن الإخوان في الجزائر وتونس داعمين لمشروع التنظيم الإرهابي برعاية تركية قطرية.
والثلاثاء، وافق البرلمان التركي على تمديد بقاء قواته في ليبيا، لمدة 18 شهرا إضافيا.
ومنذ انعقاد مؤتمر برلين الخاص بليبيا في يناير/كانون الثاني 2020 وتصديق مجلس الأمن على مخرجاته بقراره 2510 لم تنقطع الرحلات التركية المحملة بالسلاح والمرتزقة جوا وبحرا إلى غرب ليبيا.
وتستمر تركيا في محاولاتها لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفرقاء الليبيين في جنيف 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتخترق تركيا بنود الاتفاق التي ترتكز على عدم تدريب العناصر الليبية على يد الأتراك، بالإضافة لسحب مرتزقة وضباط أردوغان من الأراضي الليبية.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز