لقاء الناظوري والحداد.. هل يوحد المؤسسة العسكرية الليبية؟
منح لقاء ثانٍ عمره ساعات بين القائد العام المكلف للجيش الليبي ورئيس أركان المنطقة الغربية بارقة أمل في توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد.
فالقائد العام المكلف للجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري، عقد مساء السبت، اجتماعا ثانيا مع رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد في مدينة سرت (وسط).
وعول كثيرون على هذا الاجتماع للمساهمة في تسريع عملية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، والتغلب على المصاعب التي تقف حجر عثرة أمام عودة الاستقرار الغائب عن البلد الأفريقي.
مصادر ليبية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن اجتماع سرت الثاني بين الناظوري والحداد، نوقش فيه الترتيبات الجارية حاليًا لترحيل دفعة من المسلحين الأجانب.
وبحث الاجتماع نفسه باقي بنود الاجتماع الأول، والتي من أبرزها توحيد المؤسسة العسكرية عبر وضع آليات وخطط منظمة.
بدوره، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، في تصريح مقتضب لـ"العين الإخبارية"، أن أهم محاور اللقاء كانت توحيد المؤسسة العسكرية، وتعزيز الثقة بين أطرافها في شرقي وغربي البلاد.
وأوضح المسؤول العسكري الليبي، أن "مثل هذه اللقاءات ستكون قادرة على إذابة الجليد بين الأطراف"، مما سيسهم في تسريع عملية توحيدها.
ورغم أن اللقاءات كانت تغلفها السرية التامة ولم يصدر عن مخرجاتها بيان رسمي حتى اللحظة، إلا أنها وجدت صدى شعبيًا كبيرًا بين الليبيين الذين استبشروا في أن تسهم في حلحلة الأزمة التي تمر بها بلادهم، بعد أن طالت لأكثر من عقد من الزمان.
ترحيب شعبي
المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، قال لـ"العين الإخبارية"، إن هذه اللقاءات تلقى ترحيبًا كبيرًا؛ فالشعب الليبي بعد سنوات الحرب والفوضى وما ترتب عليها من آثار سلبية، بات يبحث عن أي بوادر إيجابية لعودة الدولة القوية.
وأشار بلعيد إلى أن جيشًا وطنيًا قويًا وموحدًا بات أمل الليبيين الوحيد لإعادة بلادهم إلى ما قبل العام 2011.
وأوضح المحلل الليبي، أن اللجنة العسكرية منذ بدأت اجتماعاتها كانت الأكثر نجاعة في تحقيق ما تم تأسيسها من أجله، وتمكنت من فتح الطريق الساحلي وتأمين عدد من النقاط المهمة بالبلاد.
وأكد أن لقاء الناظوري والحداد، يعطي بوادر إيجابية لمزيد من التقدم نحو توطيد العلاقة أكثر بين الطرفين واندماجهما، غير أنه ربط هذا النجاح بمدى قوة شخصية الحداد في مواجهة كل من يرفض هذا التوافق من مؤيدي المليشيات والفوضى.
ترحيب أممي
ولعل الترحيب الواسع باللقاء الثاني بين الناظوري والحداد، والذي جاء بعد أقل من شهر من اللقاء الأول لم يكن على المستوى الشعبي فقط؛ بل إن المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، عبرت عن ترحيبها بانعقاد الاجتماع الثاني والذي حضر عدد من رؤساء الأركان ومدراء الإدارات العسكرية من الجانبين.
وقالت المبعوثة الأممية في تغريدة عبر حسابها "تويتر": "أجدد التأكيد على دعم الأمم المتحدة لكل الجهود المبذولة على مختلف المستويات لتوحيد المؤسسة العسكرية".
وحول الترحيب الأممي، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي لـ"العين الإخبارية"، إن البعثة الأممية تريد التمسك بأي خبر إيجابي بعد فشل الانتخابات.
ولفت إلى أن ترحيب البعثة "ليس أمرًا مستغربًا في ظل اجتماع طرفين يمثلان المؤسستين العسكريتين في الشرق والغرب دون أي تدخل أو وساطة".
وأكد أن هذا الاجتماع أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العسكريين كانوا أكثر نضجا من السياسيين في ليبيا، مشيرًا إلى أنه سيكون بشكل أو بآخر قاعدة صلبة يمكن من خلالها الذهاب نحو توحيد حقيقي للمؤسسة العسكرية.
ثلاثة محاور
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، لـ"العين الإخبارية"، اللقاء امتدادًا لاجتماعات سابقة سعت لحماية خطوط النفط والغاز في غرب البلاد وحماية امتدادات النهر الصناعي.
وركز على 3 نقاط مهمة حملها الاجتماع الأخير: (أولها) التغلب على محاولات إفشال وحصار توحيد المؤسسة العسكرية، فيما تمثلت النقطة الثانية في كيفية الانتهاء من إشكالية المليشيات المسلحة التي تسيطر على المشهد في غرب البلاد، وتفكيك تلك العناصر.
وتتعلق النقطة الثالثة بالعمل على تأمين الحدود الليبية البحرية والجوية والبرية، والقضاء على مسارات التهريب والهجرة غير الشرعية، والعمل على إنشاء قوات شرطية وأمنية تكون على أعلى مستوى.
كان الناظوري والحداد التقيا لأول مرة في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مدينة سرت، لبحث الجدول الزمني المحدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وبحسب مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" في ذلك الوقت، فإن البند الثاني في الاجتماع ناقش كيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد وفقا لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بالإضافة إلى جهود مساندة الجهات الأمنية في تأمين المدن والمناطق.
كان الفريق الناظوري أكد عقب الاجتماع السابق، أن الطرفين اتفقا على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخل أطراف أجنبية، مشيرًا إلى أن اللقاء كان ليبيًا- ليبيًا، تقاربت فيه وجهات النظر، باتجاه المحافظة على المؤسسة العسكرية، واحترام الكيانات السياسية.