نائب ليبي لـ"العين الإخبارية": أدلة دعم قطر وتركيا للإرهابيين "دامغة"
صالح أفحيمه، عضو مجلس النواب الليبي قال لـ"العين الإخبارية" إن أدلة دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهابية في ليبيا "دامغة".
قال صالح أفحيمه، عضو مجلس النواب الليبي، إن أدلة دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهابية في ليبيا "دامغة"، ولا يمكن لهاتين الدولتين التنصل منها.
وأشار أفحيمه، خلال حوار خاص أجرته معه "العين الإخبارية"، إلى عدد من القضايا الشائكة في ليبيا، مثل معركة درنة، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وطبيعة الوضع الأمني في بنغازي، وعليه هل يمكن نقل البرلمان إليها قريبا.
ودعا أفحيمه الفرقاء السياسيين فى لبيبا إلى الإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية للخروج من الأزمة الحالية، وذلك بالتزامن مع دعم القوات المسلحة الليبية في معاركها ضد الإرهاب، ووقف عمليات تمويل الجماعات الإرهابية، ومنع التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، متوقعا اقتراب نقل البرلمان الليبي إلى مدينة بنغازي بعد نجاح الجيش في فرض الاستقرار بها.
وإلى نص الحوار:
ما تقييمك للوضع السياسي الراهن في ليبيا؟
للأسف، لم تمر ليبيا بوضع أسوأ مما تمر به اليوم، ولا سيما على الصعيد السياسي؛ إذ أضعف الانقسام مؤسسات الدولة السياسية وفتح باب التدخلات الخارجية على مصراعيه، وجعل العديد من الدول تتكالب على مصالحها وتسعى لتحقيقها بشتى السبل.
وبطبيعة الحال، فإن هذه الدول في سبيل تحقيق ما تصبو إليه، لن تراعي المصالح الوطنية الليبية خصوصا إذا ما تعارضت مع مصالحها.
ومن هذا المنطلق، فإن الحل في ليبيا لن يكون إلا ليبيًّا، ومن خلال وفاق حقيقي بين جميع الأطياف السياسية، التي تملك قاعدة شعبية تؤهلها لخوض غمار العملية الديمقراطية للمشاركة في السلطة وفقا للسياق الطبيعي المتبع في ذلك.. وعدا ذلك، ستقبل ليبيا على وضع أسوأ مما هي عليه الآن، ولا سبيل لاستقرار البلاد إلا بسيطرة الجيش الليبي على كامل تراب الوطن وفرض سلطة الدولة وهيبتها.
ما أهمية معركة درنة لقوات الجيش الليبي؟
معركة درنة هي استكمال لعملية فرض هيبة الدولة الليبية التي بدأت من بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، وستستمر طالما أن الحل السياسي متعثر، حتى يتم تطهير جميع تراب ليبيا من الإرهاب بكل أشكاله سواء كان تنظيمات إرهابية دولية، أو إرهاب المليشيات المدعومة من دول داعمة للإرهاب.
مَن يمول جماعات الإرهاب والتطرف في مدينتي بنغازي ودرنة؟
بالنسبة لبنغازي، فقد كانت المعركة بين الجيش الليبي من جهة وبين تنظيم داعش الإرهابي ومن يسانده من أجل تحقيق أغراض سياسية من جهة أخرى. وأصبحت بنغازي اليوم آمنة بنسبة 90% مقارنة بما كان الوضع عليه عندما تسلم مجلس النواب السلطة في عام 2014، حيث قام البرلمان بتبني عملية الكرامة التي كان كل العالم في حينها يسميها مليشيا الكرامة التابعة للمشير خليفة حفتر، على حد وصفهم.
وأضاف: "عندما قام البرلمان بتعديل القانون رقم 11 لسنة 2012 بشأن المستويات القيادية في الجيش الليبي، واستحدث منصب القائد العام ونصب المشير حفتر قائدا للجيش، تغيرت نظرة العالم للجيش الليبي، وأصبح معترفا به وتحصل على بعض الدعم الذي مكنه من الرجوع إلى بنغازي في وقت قصير مقارنة بما كانت تقدمه بعض الدول من دعم لا محدود لتلك القوى المتحالفة ضد الجيش.
وبخصوص درنة، فإن الإرهاب في ليبيا لا يقتصر على تنظيمات إرهابية دولية كداعش والقاعدة، كما أن التطرف في ليبيا ليس تطرفا فكريا أو عقائديا دينيا فقط وإنما هنالك أيضا التطرف في الفكر السياسي الذي أصبح يتخذ من بعض المليشيات المسلحة أذرعا عسكرية له مقابل دعمه لها.
هل توقف الدعم القطري والتركي للإرهابيين؟
في الواقع، ضعف الأجهزة الأمنية في ليبيا خصوصا في المناطق، التي لا تزال خارج نطاق سيطرة الجيش، يجعل الأدلة على تورط دول بعينها في دعم الارهاب شحيحة جدا، لكنها تبقى، دامغة وثابتة لا يمكن لأي من تلك الدول التنصل منها.
هل ترى أن المناخ في ليبيا مناسب لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية؟
اعتقد أنه لا مناص من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية إذا ما أردنا الخروج النهائي والجذري من هذه الأزمة؛ لأن الصراع بين مجلسي النواب والدولة على الشرعية لن ينتهي إلا بخروجهما معا من المشهد وانتخاب جسم آخر يحل محلهما.
أما عن كون الظروف مناسبة أم غير مناسبة، فحتى إن كانت غير مناسبة، فإنه يجب خلق الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات ويجب العمل على إيجاد الضمانات الكفيلة بأن تجعل كل الأطراف تعترف بنتائجها، وعدم تكرار الانقلاب على مخرجاتها كما حدث في عام 2014 من قبل المؤتمر الوطني العام السابق الذي تمرد على نتائج الانتخابات ورفض تسليم السلطة للبرلمان.
ما خطورة الصراعات الراهنة في جنوب ليبيا؟
الجنوب الليبي هو مكمن الثروات الليبية التي تتمثل في الماء والبترول والذهب واليورانيوم والسيليكون والحديد، لذلك فهو دون أدنى شك البقعة الأكثر جذبا للطامعين خصوصا في ظل ضعف الدولة المركزية، حيث أصبحنا في الفترة الأخيرة نرى عصابات متعددة الجنسيات تستبيح الجنوب، منها مَن تعمل على استخراج الذهب من منطقة تبيستي وما حولها، ومنها مَن تمتهن تهريب البشر، ومنها مَن تمتهن نقل التربة الغنية بالحديد أو السيليكون إلى دول الجوار.
عوامل كثيرة تضافرت لتجعل من الوضع في الجنوب الليبي وضعا خطيرا بكل المقاييس، واتساع الرقعة الجغرافية مع قلة السكان، حيث كل سكان هذه الرقعة التي تعادل مساحتها مساحة ثلاث أو أربع دول مجتمعة، يقطنها ما لا يزيد على 600 ألف نسمة، وأيضا خيراتها وثرواتها الطبيعية تجعلها قبلة للطامعين، فضلا عن عدم وجود المؤسسات الأمنية فيها بشكل فاعل.
مَن يملك حل الأزمة الليبية؟
الليبيون وحدهم دون سواهم، وصدق النوايا الدولية المعلنة من بعض الدول قد تساعد كثيرا، بل وكثيرا جدا، في التسريع من يوم الحل النهائي للأزمة، والفرق كبير جدا طبعا بين الحل النهائي والحلول التلفيقية المؤقتة التي سرعان ما تزول وينتكس الوضع.
ما خطورة سيطرة الكتائب المسلحة على العاصمة طرابلس؟
الوضع في طرابلس يشبه إلى حد كبير الوضع في عموم ليبيا، أقصد أنه يمكن اعتبار الوضع في طرابلس صورة مصغرة من وضع ليبيا بالغ التعقيد.
ما تقييمك لأداء رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج؟
لم يأخذ السراج بالأسباب التي ربما كانت سوف تسهل عليه الكثير من الأمور وتجعله يقوم بما يصبو إلى القيام به في وقت أسرع وبشكل أفضل، مثل إهماله للترتيبات الأمنية التي نص عليها الاتفاق السياسي، ما كلفه وما زال يكلفه الكثير، ولعل آخر بند في فاتورة التكلفة تلك هو ما حصل الليلة قبل البارحة عندما تم الهجوم على الجهاز الذي استحدثه وسماه "الحرس الرئاسي"، حيث تعرض هذا الجهاز وقائده إلى هجوم من بعض مليشيات العاصمة واستولت على كل آلياته ومعداته ما يعني ازدياد قوة تلك المليشيات.
هل ينقل البرلمان مقره إلى بنغازي؟ ومتى؟
لا أحد يستطيع أن ينكر أن المقر الرئيسي للبرلمان هو مدينة بنغازي، وأن الظروف الأمنية وحدها هي التي دفعت مجلس النواب للاجتماع خارجها وبالتحديد في مدينة طبرق، كما لا يستطيع أحد أن ينكر أن الوضع في بنغازي أصبح جيدا جدا، مقارنة بما كان عليه الوضع حين 2014.
ولكن إذا ما نظرنا إلى الأمر من زوايا أخرى كالتكاليف الباهظة التي سوف تتكبدها الخزينة العامة للدولة الليبية، لتجهيز مقرات البرلمان وتأمين منطقة وجوده ومرافقه وتأمين النواب، وتمت مقارنتها بالعمر المتبقي للبرلمان، سنجد أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء خصوصا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وأن البرلمان الدائم مقره سيكون بنغازي، وهذا أمر متفق عليه بين الليبيين جميعا وبجميع أطيافهم.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز