قائد عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية": مفخخات درنة استنساخ لتكتيكات داعش
العين الإخبارية - درنة- محمد شحات
المقدم هاني فضيل آمر سرية الهندسة العسكرية قال في حوار مع "العين الإخبارية" إن عملية تحرير درنة تجاوزت كثيرا من عقبات بنغازي.
كشف المُقدم هاني فضيل، آمر (قائد) سرية الهندسة العسكرية بكتيبة طبرق المقاتلة الموجودة بمحاور درنة، الأساليب المتبعة من قبل الجماعات الإرهابية لزرع الألغام والمفخخات في المدينة الاستراتيجية، لافتا إلى أن تلك الأساليب استنسخت من تكتيكات داعش في سوريا.
وأضاف فضيل، في حوار مع "العين الإخبارية"، أن عمل سرية الهندسة العسكرية في درنة تجاوز كثيرا من العقبات التي شهدتها عمليات تحرير بنغازي، وذلك لتراكم خبرات القوات العسكرية والأمنية في اكتشاف وتفكيك الألغام والمفخخات.
وأكد آمر سرية الهندسة العسكرية بكتيبة طبرق المقاتلة تلقي الإرهابيين تدريبات ودعما من خارج البلاد، وهو ما اتضح في أساليب تصميم المفخخات، مضيفا أن القوات جزء من عمل السرية على توعية سكان المدن المحررة من مخاطر التعامل مع الأجسام المشبوهة وطرق التواصل مع خبراء الجيش الليبي.
وإلى نص الحوار..
حدثنا عن أنواع المفخخات التي رصدتموها في درنة؟
رصدنا جميع أنواع المفخخات والمصائد المزروعة. فالإرهابيون يحاولون عرقلة تقدم القوات، هذا هو الهدف من المفخخات، لذلك نشروها في أرجاء المدينة، خاصة المنازل المهجورة، وعن طريق الموصلات الكهربائية تنفجر العبوة المتفجرة بمجرد دخول القوات للمنزل.
في الفترة السابقة، كان هناك عمليات سرقة للألغام المزروعة على الحدود الليبية المصرية... هل رصدتم استخدام هذه الألغام بجبهات درنة؟
صحيح، وهي موجود بكثرة هنا، لكن الإرهابيين لا يستخدمون اللغم بشكل مباشر، بل يقومون بتفريغ مادة الـ"تي إن تي" المتفجرة الموجودة داخل اللغم، لإعادة استخدامها، فهم مثلا يملأون سخانات المنازل بتلك المادة، وأحيانا يربطونها بدائرة كهربية معدة للتفجير مع مرور أرتال القوات بالقرب منها.
وهل لاحظتم أساليب جديدة وغير معتادة في الساحة الليبية؟
هناك الكثير من الأفكار التي سبق استخدامها في سوريا وأفغانستان، منها على سبيل المثال استخدام حساسات أبواب المحال التجارية أو الأسواق الكبيرة، وكذلك مجسمات الأبواب، وبدلا من أن تفتح تلك الحساسات الباب تعطي شرارة كهربائية ومن ثم تنفجر، وهذا عمل فني متخصص جدا، ما يعني أن هناك دعما خارجيا.
رغم ذلك لم نعد نسمع عن ضحايا في درنة بين صفوف القوات كما كنا نرى في السابق في بنغازي؟
بالطبع الخبرات التي تراكمت لدينا خلال معارك بنغازي علمتنا الكثير، فضلا عن ذلك، وهو جزء من دروس بنغازي لم تعد قوات الجيش تتقدم إلا بعد أن تقوم سرية الهندسة العسكرية بتمشيط المنطقة.
هل تلقيتم أي دورات تدريبية في الهندسة العسكرية سواء داخل أو خارج ليبيا؟
للأسف لم يحصل الضباط أو الجنود على تدريبات، اكتسبنا الخبرة من الممارسة واكتشاف الألغام والمفخخات علي أرض الواقع.. صحيح أن الاستفادة الميدانية مهمة جدا لكن تكلفتها كبيرة للغاية، خاصة أن الأخطاء واردة.
مع عدم وجود اتصالات في درنة كيف تقومون بتحذير وتوعية السكان من هذه المفخخات؟
نقوم بالمرور على المنازل ومراكز الشرطة، نترك أرقام هواتف للتنبيه عن أي جسم غريب، وكذلك حددنا أماكن وجهات للتبليغ عن أي جسم غريب، لكي تتخذ الهندسة إجراءاتها، كما نضع علامات للأماكن الخطيرة المزروعة بالمفخخات أو الأراضي المشبوهة.
فيما يتعلق بالعمليات الانتحارية، هل شهدت دخول تكتيكات جديدة أيضا؟
ما زال الإرهابيون يحافظون على الطرق القديمة، كتفخيخ السيارات بصواريخ مرتبطة بالإطارات، واستخدام متفجرات الـ TNT وتفجيرها عن طريق شريحة الهاتف الجوال، أو اللاسلكي أو عن طريق ما يعرف بـ"الدقم" أو الأحزمة الناسفة، لكننا لم نتعرض لعمليات انتحارية، وفي الحالات القليلة التي واجهتنا اكتشفنا الأمر وقمنا بتفكيك العبوات قبل أن تنفجر.
أين وصلتم في درنة حتى الآن؟
نحن موجودون مع القوات المقاتلة، نقوم بعملية المسح لكي تتقدم القوات وتنفذ مهامها القتالية بأفضل الوسائل وكذلك تأمين الجنود، لكي تقل أعداد المصابين والشهداء في صفوف الجيش، كما نقوم أيضا بتوعية الناس في الأماكن المحررة، ونتلقى بلاغات من المواطنين، سواء في المنازل أو المزارع، ونتحرك فورا للكشف عن الأجسام والمناطق المشتبه في وجود ألغام أو مفخخات بها.