في الذكرى الرابعة لتهجير أهلها.. مساع لإعادة سكان مرزق الليبية
بعد مرور 4 أعوام على تهجيرهم بالكامل وإخفاق حكومات طرابلس في حل مشكلتهم بحث المجلس الرئاسي الليبي عودة مهجري مرزق الليبية.
جاء ذلك خلال لقاء لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مساء الأربعاء، مع المجلس التسييري لبلدية مرزق وعدد من أعيانها وحكمائها وفق بيان للمجلس وصل "العين الإخبارية " نسخة منه.
- الجيش الليبي يتعهد بتأمين عودة المهجرين قسرا لـ"مرزق"
- في ذكرى التهجير.. أهالي مرزق الليبية يستغيثون من المليشيات التشادية
المنفي بحث مع مجلس مرزق وأعيانها أوضاع مهجري المدينة ومدى إمكانية عودتهم لمدينتهم في إطار مشروع المصالحة الوطنية الشاملة الذي يتبناه المجلس.
ومطلع يوليو/تموز الماضي كشف المجلس الرئاسي الليبي عن مبادرة يعتزم إطلاقها حلا لأزمة الانسداد السياسي في البلاد، وذلك بالتحاور مع الأطراف المختلفة.
وناقش لقاء اليوم الذي عقد بديوان المجلس الرئاسي في طرابلس بحسب بيان الرئاسي "سبل دعم المجلس التسييري للمدينة من أجل مساعدته في تقديم المساعدات اللازمة للمهجرين والنازحين في المناطق والمدن كافة".
وتعاني مدينة مرزق الواقعة قرب الحدود مع تشاد في أقصى الجنوب من تهجير قسري لقرابة 5 آلاف عائلة لمناطق متفرقة في ربوع البلاد منذ هجوم إرهابي لـ"داعش"، مدعوما بمرتزقة تشاديين على المدينة في 17 أغسطس/آب 2019، ما أجبر الأهالي على ترك المنطقة بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم.
قصة مرزق
واليوم وبحلول الذكرى الرابعة على الحادثة تحدث وسيم تاج الدين مدير فرع مفوضية المجتمع المدني مرزق عن يوم الحادث الذي يسميه "السبت الأسود"، قائلا لـ"العين الإخبارية"، إنه "عند الساعة الـ6 صباحا، بالتوقيت المحلي، تكررت سلسلة هجمات من عصابات تشادية وعصابات إرهابية لداعش على أحياء المدنيين العزل".
وأضاف: "كان الغريب في الأمر الهجوم على عدة أحياء في نفس الوقت هذا ما يدل على تحصلهم على دعم في أعداد المرتزقة والإرهابيين وأيضا في الذخيرة والعتاد".
ومضي "برغم كل هذه التطورات صمد شباب المدينة حيث كان أول هجومهم على حي القروض وصمد الشباب بكل بسالة ولم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة وقدموا الشهداء بكل شجاعة".
"وفي نفس التوقيت"، بحسب وسيم تاج الدين، "حاولت بعض هذه العصابات التسلل لحي الفاتح سابقا حي الصمود حاليا ولكن تم رصدهم وقتلهم وبدأت الاشتباكات في ذلك الحي حيث تم رصد سيارة مصفحة تحاول الدخول من أحد مداخل الحي".
ومضي بالقول: "أيضا بدأت المناوشات في حي المقريف وتمت مقاومتهم بقوة والغريب في الأمر أنهم بإعداد كبيرة في كل نقطة هجوم".
وعند الساعة 8:00 ص كانت أصوات الرصاص تسمع من كل مكان وكان هجوم هذه العصابات التشادية والعصابات الإرهابية على 3 أحياء (القروض - الفاتح – المقريف)، وبأعداد كبيرة برغم هذا كانت المقاومة مستمرة".
وتابع المسؤول الليبي: " عند الساعة 11:00 صباحا توقفت أصوات الرصاص في معظم الأحياء مع انسحاب العصابات المهاجمة وعند ساعة الثالثة بالتوقيت المحلي بدأت قواذف الهاون والراجمات تسقط على أحياء المدنيين العزل وتخترق البيوت الواحد تلوا الآخر".
ومضى في سرد ما حدث قائلا: " استمرت هذه القواذف لكن الشباب كانوا صامدين، وفي هذه الأثناء كانوا يتجمعون بكل قوتهم وعتادهم وتجمعت كل هذه القوات التي كانت تهاجم الأحياء المذكورة ".
وعند الساعة الواحدة والنصف تم الهجوم بكل قوتهم وعتادهم على حي المقريف ومن كان في مقدمة هذا الهجوم مرتزقة مدربين تدريب خاص على الاقتحام وذو خبرة قتالية كبيرة.
وبرغم صمود شباب المدينة إلا أنهم كانوا منهكين ومتعبين ونفذت الذخيرة منهم كما أن عدد العصابات التشادية والعصابات الإرهابية كانت تفوق على شباب المدينة وكذلك العتاد فتقرر الانسحاب من حي المقريف ولكن لم يتم الانسحاب حتى يتم انسحاب شباب حي الفاتح، بحسب ما قاله وسيم.
وسيم قال أيضا، إنه "عند الساعة 5 مساء تم الانسحاب من حيين المقريف والفاتح وتوغلت العصابات التشادية والإرهابية وعاثت بها دمارا وحرقا للممتلكات ولم تكتف بهذا بل استمرت في قصف باقي الأحياء بالهاون والراجمات قصف عشوائي".
وتقرر الانسحاب من المدينة نهائيا بأقل الأضرار عندها قاموا مجموعة من شباب المدينة بتأمين الطريق الرابط بين مرزق ووادي عتبة على طول 35 كم.
واستطرد بالقول: "تم تأمين الطريق وإخراج العائلات من نساء وأطفال وكبار السن واللقطة المؤثرة في هذه اللحظة هي موكب من السيارات تحمل هذه العائلات طوله أكثر من 35 كيلومتر أول سيارة في وادي عتبة وآخر سيارة في مرزق".
وختم وسيم حديثة قائلا: "سنقاضي كل من يحاول استغلال قضية مرزق سياسيا وكل من ساهم في تهميش ما حدث ويحدث في مرزق".
وعن ذات القضية قال النائب العام الليبي اليوم الصديق الصور إن "قضية الاعتداء على أهالي مدينة مرزق وتهجير أهلها حدد فيها 209 متهمين وصدرت في حقهم أوامر قبض ومنع سفر".
حديث النائب العام الليبي جاء خلال مؤتمر صحفي عقدة، الأربعاء، قال خلاله "ستبدأ إجراءات إعادة المهجرين من أهالي مدينة مرزق الأسبوع المقبل".
ومنذ تهجيرهم قبل 4 سنوات ينتشر سكان مدينة مرزق في مخيمات تمتد في بعض المدن الليبية إلا أن الجيش الليبي وقبل أشهر وخلال عملية عسكرية حرر المدينة من العصابات المسيطرة عليها لكن الدمار في المدينة وتجاهل الحكومات الليبية إعمارها حال دون عودة النازحين إليها.
وفي وقت سابق أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش اللواء خالد المحجوب أن "القوات المسلحة تؤمن مدينة مرزق ومستعدة لاستقبال أهلها، مشيرا إلى أن "تأمين المدينة نتج عن عمل مضن ومتابعة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، للوضع في المدينة وبالتنسيق مع الشيوخ والأعيان الذين يرحبون بدور القوات المسلحة".
كما لفت المحجوب إلى أن "آمر عمليات الجنوب اللواء المبروك سحبان طمأن أهالي المدينة حول الوضع الأمني فيها وأن القوة المشكلة هي من كل أطياف ليبيا وتم إخلاء المواقع التي كانت مستغلة من غير أصحابها".
وختم اللواء المحجوب حديثة مشددا على أن "الجيش الليبي مستمر في عمله ولن يتوقف إلا باستقرار الجنوب ولن يتم السماح بوجود أي قوة مسلحة خارج الشرعية وغير تابعة للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية من خلال تكوينها والإجراءات المتبعة فيها.