جلسة "مخيبة للآمال".. مجلس الأمن يفشل في اختيار مبعوث لليبيا
فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على شخصية تقود جهود الأمم المتحدة لحل أزمة ليبيا وسط تصاعد حدتها.
ورغم جلسة الإثنين، التي حظيت بترقب الليبيين المتطلعين لحل أزمة بلادهم، والتي كان متوقعا فيها إعلان تعيين الوزير السنغالي السابق "عبدالله بتيالي" رئيسا جديدًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلا أن تلك الجلسة انتهت دون جديد.
ترقب من الليبيين جاء لكون المبعوث الأممي هو المنوط به الإشراف على الحوار بين أطراف النزاع الليبي والوساطة بينها لحل الأزمة، ما أصاب الأوساط الليبية بخيبة أمل بعد الجلسة.
وبعد انتهاء تلك الجلسة في وقت متأخر بتوقيت نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "سيواصل قدر الإمكان في عملية اختيار مبعوث جديد له في ليبيا".
إعلان أممي صرح به ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي عقده بالخصوص ونقلته وسائل إعلام عالمية.
وبحسب مجلة "جون آفريك" فقد كان متوقعا أن يقترح الأمين العام للأمم المتحدة على مجلس الأمن خلال جلسة أمس الإثنين الوزير السنغالي السابق عبدالله باتيلي مبعوثا جديدا إلى ليبيا، بعد قبول الأعضاء به لتطوى بذلك صفحة شغور المنصب الذي ظل كذلك لمدة ثمانية أشهر.
وقال دوجاريك في مؤتمره الصحفي: إن " الأمين العام يبذل كل ما يستطيع في سبيل المضي قدما في هذه العملية والأمانة العامة على اتصال دائم مع البعثة الليبية حول هذا الموضوع".
وأضاف أن " تعيين رئيس جديد للبعثة في ليبيا ليس مسألة داخلية فقط بل هي عملية يقوم خلالها مجلس الأمن الدولي بمنح تفويض استنادًا إلى تبادل خطابات بين الأمين العام ورئيس المجلس".
وتابع: "بعد أن يصلنا خطاب من رئيس مجلس الأمن يبلغنا فيه بأنه أحيط علمًا بالموضوع بما يعني عدم وجود اعتراض من قبل أي عضو بالمجلس نكون قد وصلنا إلى اسم المرشح" دون أن يفصح عن الدول المعترضة على السنغالي المرشح للمنصب.
وتابع: "نأمل أن نجد مرشحًا مقبولاً من جانب الأطراف المعنية فالإجراءات الخاصة بترشيح رئيس جديد لبعثتنا في ليبيا هي الإجراءات المرعية ذاتها عند تعيين أي رئيس بعثة أممية أخرى".
وأشار إلى أن "هناك بعض التحديات التي تعود إلى الانقسامات الموجودة والواضحة بشأن اسم المرشح الجديد".
نار الفتنة
وعن ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية الصديق الريشي إن "جلسة مجلس الأمن جاءت مخيبة للآمال كون الجميع توقع انتهاء شغور منصب المبعوث الأممي لأن الأزمة الليبية تحتاج إلى وسيط بشكل عاجل جدا".
وأكد الأكاديمي الليبي لـ"العين الإخبارية"، أن "ليبيا تمر بمرحلة حرجة ومنعطف هام وخطير من عمرها يتمثل في حوار قارب أن ينتهي وهو محصور في بعض النقاط الخلافية بين الأطراف المتنازعة والمتمثلة في شروط الترشح للانتخابات الرئاسية".
وأضاف: "أي أن ما تبقى من الحوار أمر قليل يحتاج فقط لوسيط يسير الحوار للوصول إلى نهايته وخروج القاعدة الدستورية للنور لكي تجري عبرها انتخابات في أقرب وقت".
وبحسب المتحدث الريشي فإن "الحاجة لمبعوث أممي الآن ليس فقط لتمثيل دور الوسيط بين الأطراف الليبية المتصارعة فقط" بل أيضا "ليكون شاهدا على ما يتم التوافق والاتفاق حوله من لحلول بالتالي يكون ضامنا لتنفيذها بشرعية أممية".
ويري الأكاديمي الليبي أيضا أن "غياب الدور الأممي عبر مبعوث للمنظمة لدي ليبيا يتيح الفرصة أمام معرقلي التوافق والمستفيدين من الأزمة الليبية لإذكاء نار الفتنة كي يبقي الحال على ما هو عليه".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية خانقة تتمثل في صراع بين حكومتين الأولى فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب مطلع مارس/أذار الماضي والثانية هي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة التي ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد يختاره الشعب خلال انتخابات مقبلة لم تفلح البلاد للوصول إليها حتى الآن رغم الحوارات الجارية بشأنها.
ولحل الازمة أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق على قاعدة دستورية تجري عبرها انتخابات إلا أن تلك اللجنة لم تفلح في تلك المهمة بعد ثلاث جولات من الحوار بين أعضائها.
وحاليا في ظل عدم تمكن مجلس الأمن لثماني أشهر من التوافق حول مبعوث أممي جديد لليبيا يخلف المبعوث السابق يان كوبيتش المستقيل في ديسمبر/كانون الأول الماضي وفي ظل انتهاء الفترة القانونية لتيفاني وليامز كمستشارة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ظلت المبادرة الأممية دون منفذ لها يتوسط الحوار بين الأطراف الليبية المتصارعة.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز