في ذكرى التهجير.. أهالي مرزق الليبية يستغيثون من المليشيات التشادية
تظاهر مواطنون ليبيون مهجرون من مدينة مرزق الحدودية لإحياء الذكرى الثانية لتهجيرهم من ديارهم.
وأكد المتظاهرون في فيديو مسجل، أن قرابة خمسة آلاف عائلة مهجرة قسرا يعانون ضنك العيش مع تجاهل كبير لقضيتهم، وطالبوا بحماية المدينة من قبل قوة أمنية تابعة للجيش من هجوم المليشيات التشادية.
وحمَّل أهالي المدينة، خلال المظاهرة بميدان الجزائر وسط العاصمة طرابلس، مسؤولية تهجريهم التامَّة للسلطات الليبية، وعلى رأسها المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية واللجنة العسكرية المشتركة، بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واستنكروا صمت الجهات المعنية، عن اختطاف 23 من أبناء المدينة على أيادي مجهولين، واصفين ما يدور في مرزق بالـ “الاحتلال الأجنبي الصارخ” من التشاديين.
ضياع أرض ليبية
ولفت المتظاهرون إلى أن خطابهم "موجه للذين غامروا بمصير المدينة وأبنائها، وقامروا بأمنها واستقرارها، وتاجروا بدمائنا وأموالنا، والقضاء على مستقبل أطفالنا، وهي حكومة الوفاق السابقة، بعد تآمرها مع المرتزقة التشاديين"، محذرين من ضياع أرض ليبية.
وقال أحد المهجرين والمشارك في المظاهرات، وائل أحمد، إن المدينة الآن تحت الاحتلال التشادي والجيش الليبي يحاول طردهم ومقاومتهم.
وأوضح أحمد في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، أن مطالبهم هي تسليم المدينة لقوة أمنية وتأمينها من الجيش الليبي ضد المرتزقة التشاديين.
أمن قومي
وأوضح رئيس مفوضية المجتمع المدني بالمدينة، وسيم تاج الدين، أنه بالتزامن مع هذه المظاهرة، أقيمت بطرابلس وبنغازي وقفتان أخريان بمشاركة شيوخ القبائل والمجتمع المدني.
ولفت تاج الدين في تصريحات لــ"العين الإخبارية" إلى أن المدينة تشهد تخاذل الحكومات للصمت على اعتداءات التشاديين، مشيرا إلى أن مطالبهم مشروعة كونهم ليبيين.
وتابع أن قضية مرزق أمن قومي لدولة ليبيا، ويجب فتح التحقيق فيما حدث بها من تواطؤ حكومة الوفاق السابقة، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن هو محاولة تغيير ديمغرافي بتوطين المليشيات التشادية والتي تأتي من وقت لأخر وتهاجم الأهالي.
5 آلاف أسرة
وتعاني مدينة مرزق الليبية الواقعة قرب الحدود مع تشاد في أقصى الجنوب من تهجير قسري لقرابة خمسة آلاف عائلة لمناطق متفرقة في ربوع البلاد منذ هجوم إرهابيي "داعش" مدعومين بالمرتزقة التشادية على المدينة فجر يوم 23 أغسطس/آب 2019، ما أجبر الأهالي على ترك المنطقة، بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم على يد تلك المليشيات الإرهابية.
واعتمد الإرهابيون والمرتزقة على توسيع الشرخ الاجتماعي بين أهالي المدينة ومكون التبو ليسيطروا عليها، ليظهر بعدها رئيس الحكومة السابقة فايز السراج معلنا "تحرير المدينة" على حد وصفه، لكن التهديد الإرهابي لا يزال يحول دون عودة المهجرين إلى المنطقة.
ويعاني المهجرون من سكان مرزق، من ضنك العيش وقلة الإمكانيات الحياتية وسط تجاهل كبير من الداخل الليبي والمجتمع الدولي لقضيتهم، بحسب شهادات سابقة من المهجرين لـ"العين الإخبارية".
وتنشط في مناطق الظهير الصحراوي بالجنوب الليبي قرب حوض مرزق وأوباري، مجموعات مسلحة من المعارضة التشادية والتنظيمات المسلحة والإرهابية التي كانت تدين بالولاء لحكومة فايز السراج.
ويستمر الجيش الليبي في مساعي بسط الأمن والاستقرار خاصة في الجنوب ذي الحدود الصحراوية المفتوحة مع الجزائر والنيجر وتشاد.
كما نفذت قوات الجيش الوطني الليبي دوريات مكثفة وطلعات جوية لتأمين الحدود الصحراوية مع دول الجوار الليبي، بالامتداد والظهير الجنوبي والجنوبي الغربي.
تمكنت القوات المسلحة من القضاء على العديد من الخلايا النشطة التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم داعش الإرهابيين وضبط عدد من كبار القادة في المنطقة الجنوبية الحدودية.