الجيش الليبي يتعهد بتأمين عودة المهجرين قسرا لـ"مرزق"
تعهد الجيش الليبي بتأمين عودة أهالي مدينة مرزق بعد 3 سنوات من التهجير قسرا من قبل مليشيات تشادية.
وأعلن آمر قوة عمليات الجنوب بالجيش الليبي اللواء المبروك سحبان، الخميس، بدء عودة "النازحين" من مدينة مرزق الليبية إلى ديارهم بين أهلهم وإخوتهم في المدينة.
وأوضح سحبان، خلال اجتماع مع رئيس مجلس حكماء حوض مرزق وأعيان وحكماء المدينة والجنوب داخل مدرج عمر المختار بكلية الاقتصاد والمحاسبة في سبها، أن المدينة أصبحت آمنة وتحت حماية أبنائها.
وتابع: "قمنا بجولة في مرزق والأجهزة الأمنية تعمل من أجل الجميع وهمهم الوطن والوقوف مع الجميع، والقوات قائمة بدروها في عمليات التأمين وبشهادة الجميع من الحكماء والشيوخ بمختلف مكوناتها".
بدوره أكد اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي أن القوات المسلحة تأمن مدينة مرزق ومستعدة لاستقبال أهلها بعد 3 سنوات من تهجيرهم.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تأمين المدينة نتج عن عمل مضني ومتابعة القائد العام المشير خليفة حفتر للوضع في المدينة وبالتنسيق الشيوخ والأعيان الذين يرحبون بدور القوات المسلحة.
وأشار إلى أن آمر عمليات الجنوب اللواء المبروك سحبان طمأن أهالي المدينة حول الوضع الأمني فيها وأن القوة المشكلة هي من كل أطياف ليبيا وتم إخلاء المواقع التي كانت مستغلة من غير أصحابها.
وشدد على أن القوات المسلحة مستمرة في عملها ولن تتوقف إلا باستقرار الجنوب ولن يتم السماح بوجود أي قوة مسلحة خارج الشرعية وغير تابعة للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية من خلال تكوينها والإجراءات المتبعة فيها.
التأمين قبل العودة
ويقول رئيس مفوضية المجتمع المدني بمدينة مرزق، وسيم تاج الدين، إن القوات المسلحة العربية الليبية تؤمن مدينة مرزق، وتلقى الدعم من أبنائها.
وتابع -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إن ما قامت به القوات المسلحة الليبية إلى جانب كونه واجبا وطنيا فهو هدف وغاية عسكرية، مضيفا: "قواتنا لديها استراتيجية لتأمين ليبيا بشكل كامل، وتأمين مرزق من ضمنها عبر دخول القوات إلى المدنية وحمايتها خاصة لقربها من الحدود وغياب الأمن فيها يشكل خطرا على الدولة ككل".
لكن تاج الدين رأى أنه من الأفضل أن تكون عملية عودة المهجرين بعد تأمين القوات المسلحة للمدينة بشكل كامل و"ليس الآن"، أي بعد تطهير المدينة من الألغام عبر الهندسة العسكرية.
ونوه إلى أن مبادرة القوات المسلحة تختلف عن المبادرة الإيطالية التي رفضها السكان، مؤكدا أن مهجري مرزق لديهم مطالب مشروعة حتى حال العودة ويجب الاستجابة إليها وأهمها إرسال لجنة تقصي الحقائق حول ما حدث في المدينة ولجنة حصر الأضرار واستيفاء الحقوق للمتضررين.
واختتم أن قضية مرزق هي وطنية للدفاع عن الوطن والأمن القومي وليس فقط مشاكل قبلية كما تصور بعض وسائل الإعلام، مؤكدا أن بعض المتصدرين للمشهد حاولوا المتاجرة باسم القضية لكسب ملايين الدولارات باسم المتضررين.
مبادرة إيطالية
وكانت الخارجية الإيطالية قد تقدمت بمبادرة بشأن السلام في مرزق الليبية، خلال الأيام الماضية إلا أنها لم تلق قبولا من المهجرين من المدينة.
وأصدرت الجمعية العمومية لعائلات أهل مدينة مرزق بيانا أكدت فيه أن قضية مرزق ليست نزاعاً بين ليبيين إنما هي قضية أمن قومي تمس الليبيين جميعا تتمثل في احتلال أرض وتغيير ديموغرافي ومسخ هوية المدينة وتهجير سكانها الأصليين.
ولا تزال أزمة مدينة مرزق المهجر أهلها منذ أغسطس/آب عام 2019 "عالقة إلى الآن"، رغم مساعي حلها من الأطراف الليبية المختلفة.
وتعاني المدينة الواقعة قرب الحدود مع تشاد من تهجير قسري لقرابة خمسة آلاف عائلة متفرقة في ربوع البلاد منذ هجوم إرهابيي داعش مدعومين بالمرتزقة التشادية فجر 23 أغسطس/آب 2019، ما أجبر الأهالي على الانسحاب من مناطقهم، بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم علي يد تلك المليشيات الإرهابية.
واعتمد الإرهابيون والمرتزقة على توسيع الشرخ الاجتماعي بين أهالي المدينة ومكون التبو ليسيطروا على المدينة، ليظهر بعدها فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق معلنا "تحرير المدينة" على حد وصفه، في ظل الانقسام السياسي الحاصل حينها.
ويعاني سكان مرزق المهجرين منها من ضنك العيش وقلة الإمكانيات الحياتية وسط تجاهل كبير من الداخل الليبي والمجتمع الدولي لقضيتهم، بحسب شهادات سابقة من المهجرين لـ"العين الإخبارية".
قطار المصالحة
ومنذ بداية العام 2021، يسعى الليبيون برعاية أممية لدعم المصالحة الوطنية من أجل حل الأزمة كإحدى أهم الأولويات، وصولا بالبلاد إلى انتخابات وطنية كان مقررا أن تعقد 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وسعت القبائل الليبية لدعم قطار المصالحة، ووقعت عدة مواثيق للصلح من جانبها أبرزها المصالحة بين قبائل أولاد سليمان والقذاذفة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 والذي تضمن اتفاقا مبدئيا بين القبيلتين في مدينة سبها والمنطقة الجنوبية، وإيقاف الاقتتال الداخلي داخل قبيلة القذاذفة.
الرئاسي والمصالحة
واهتمت الأطراف الليبية بأزمة مدينة مرزق حيث شكل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي لجنة لتقصي الحقائق حول إشكالية تهجير أهالي مدينة مرزق الحدودية، وحل الإشكالات العالقة في المنطقة، وإرساء الأمن والاستقرار فيها.
كما أحال ملف مرزق إلى المفوضية العليا للمصالحة الوطنية للنظر في الحلول الممكنة والعاجلة للأوضاع في المدينة وسكانها المهجرين الذين يعانون من الأوضاع المعيشية المتردية والأخطار الأمنية بالقرب من الحدود الليبية الجنوبية.
ويواصل الجيش الليبي جهوده لتأمين جنوب البلاد، ومحاربة جرائم التهريب عبر الصحراء والخطف والابتزاز وإيقاف المهاجرين بعد سنوات من تغافل الحكومات المتعاقبة في طرابلس.
كما نفذت قوات الجيش الوطني الليبي دوريات مكثفة وطلعات جوية لتأمين الحدود الصحراوية مع دول الجوار الليبي، بالامتداد والظهير الجنوبي والجنوبي الغربي.
وتمكنت القوات المسلحة من القضاء على العديد من الخلايا النشطة التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم داعش الإرهابيين وضبط عدد من كبار القادة في المنطقة الجنوبية الحدودية.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز