خبراء: الهجوم على مؤسسة النفط الليبية حصيلة فشل السراج
الخبراء يعربون عن تخوفهم من شن الإرهابيين هجمات ضد مؤسسات سيادية أخرى مثل البنك المركزي ومؤسسة الاستثمار.
أكد خبراء أن الهجوم الإرهابي الذي طال مؤسسة النفط الليبية هو محصلة فشل سياسي وأمني لرئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.
وشهدت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، الإثنين، تفجيرا انتحاريا تبعه إطلاق نيران من قبل 6 مسلحين يتبعون تنظيم داعش الإرهابي، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين.
وقال الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الإرهابيين استغلوا الفوضى الأمنية المنشرة في العاصمة التي سببتها كثرة المليشيات وتصارعها في شن هجمات إرهابية ضد المؤسسات السيادية، متخوفين من استهداف هذه الجماعات مؤسسات أخرى مثل البنك المركزي ومؤسسة الاستثمار.
فشل سياسي وأمني
باسل الترجمان، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة، أكد أن "الهجوم هو محصلة فشل سياسي أمني وانتشار الفوضى في ليبيا بعد 8 سنوات من سقوط القذافي".
وأكد الترجمان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها طرابلس أعطت الإرهابيين فرصة إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية، متوقعا أن يكون هذا الهجوم مقدمة لعمليات إرهابية متوقعة ضد طرابلس والغرب الليبي.
وشهدت العاصمة الليبية منذ 26 أغسطس/آب الماضي اشتباكات هي الأعنف منذ 7 سنوات، بين مليشيات تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق مثل "ثوار طرابلس" و"الأمن المركزي بوسليم" و"كتيبة النواصي"، وأخرى تابعة لوزارة الدفاع بـ"الوفاق" مثل مليشيا "اللواء السابع" و"اللواء 22".
بعض هذه المليشيات مكلفة من قبل السراج لـ"تأمين طرابلس"، وتتقاضى رواتبها من ميزانية الدولة، رغم أعمال الفوضى التي سببتها في العاصمة الليبية.
وتابع الترجمان أن "اشتباكات طرابلس ثم الهجوم على مؤسسة النفط يؤكد فشل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في استتباب الأمن"، مضيفا أنه (السراج) غير قادر على احتواء الجماعات الإرهابية التي خرجت من رحم التنظيمات الإرهابية (الإخوان، القاعدة، وداعش الإرهابي).
وأضاف: "السراج عاجز عن مواجهة حالة الفوضى التي تنتشر بشكل مخيف على الأرض، ورغم ذلك عين نفسه وزيرا للدفاع"، معتبرا أن الجماعات الإرهابية تمر عبر المليشيات المنتشرة في طرابلس من أجل السيطرة على العاصمة، واعتبارها أحد المناطق التي يسيطرون عليها بعد خسارتها في الشرق الليبي".
وأشار إلى أن "السراج لا يسعى للاتفاق مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لإنشاء تحالف سياسي عسكري أمني لمواجهة الإرهاب"، مستدركا أن "ليبيا في حاجة إلى اتفاق ليبي-ليبي للقضاء على الفوضى ونشر الاستقرار".
كلمة السر في الهجوم
الدكتور المختار الجدال، أستاذ التاريخ السياسي والعضو السابق في المجلس الانتقالي الليبي، اعتبر أن الهجوم على مؤسسة النفط حدث نتيجة الاتفاق الذي توصلت إليه بعثة الأمم المتحدة مع قادة المليشيات.
وأضاف الجدال، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات "ستحرق كل شيء قبل التخلي عن مصالحها"، وهو ما اتضح في استهداف مؤسسة النفط.
وانتقد الجدال عدم وضع المبعوث الأممي غسان سلامة خريطة طريق وآلية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وحل المليشيات قبل التوقيع.
وقال: "الآن كل مليشيا مسيطرة على أي مؤسسة ستحرقها قبل أن تخرج منها.. والقادم البنك المركزي ومؤسسة الاستثمار".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز