قتيلان في ليلة دامية بـ"الزاوية" الليبية.. واحتجاجات ضد المليشيات
هدوء حذر بمدينة الزاوية، غربي ليبيا، وسط مخاوف أن يكون مؤقتا بعد ليلة دامية حصدت أرواح شخصين وأسفرت عن إصابة آخرين.
اشتباكات مسلحة بين المليشيات التي تعج بها المدينة بالتوازي مع انتفاضة شعبية أطلقها سكان الزاوية منذ أكثر من أسبوعين ضد بطش المليشيات وعنفها المسلح تجاه المدنيين.
ووفق شهود عيان من سكان مدينة الزاوية الليبية لـ"االعين الإخبارية" فإن "الهدوء عاد لمدينة الزاوية بعد اشتباكات وقعت ليلة البارحة، واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى اليوم الجمعة بين عدد من المليشيات".
وأضاف شهود العيان: "المعارك بدأت في منطقة ضي الهلال قبل أن تتوسع إلى مناطق أخرى بينها منطقة قمود وغيرها من المناطق التي هي جميعها مأهولة بالسكان المدنيين".
كانت ليلة قاسية على سكان الزاوية حيث القذائف تتطاير والرصاص كذلك والرعب الكبير، وفق الشهود، الذين أكدوا أن "سبب تلك الاشتباكات هي مشكلة قديمة بين اثنين من قادة المليشيات، وهما مهند سوسي ومحمد السيد".
واعتبروا أنه "رغم الهدوء الذي تشهده المدينة ظهر اليوم فإن جميع السكان في حالة من الخوف أن تعود الاشتباكات من جديد لا سيما أن أطرافها لا تزال موجودة، ولم يتم التوصل لحل بينهم لإنهاء الخلاف الحاصل، إضافة إلى أن توقف وعودة الاشتباكات هو أمر عادة ما تمارسه تلك المليشيات خلال احترابها المتكرر".
وبحسب بيان لجهاز طب الطوارئ الليبي (حكومي)، الجمعة، فإن "الإحصائية المبدئية للحالات والوفيات التي أشرف مركز طب الطوارئ والدعم فرع الغربية عليها هي مقتل رجل واحد"، بينما أعلن جهاز الإسعاف الليبي عن مقتل شخص آخر لتصبح الحصيلة مقتل شخصين.
مركز طب الطوارئ في بيانه أكد أيضا أن "هناك 5 جرحى بينهم طفل وامرأة، كما تم إجلاء 35 حالة غسل من مركز الكُلى الواقع في نطاق الاشتباكات وعدد 25 عائلة تم إجلاؤهم من المنازل".
وتأتي اشتباكات المليشيات في الزاوية رغم ما تشهده المدينة من انتفاضة وصلت لحد إعلان العصيان المدني الخميس قبل الماضي من قبل المحتجين الذين طالبوا بإخراج المليشيات من المدينة.
المحتجون أغلقوا قبل أيام مقر مديرية الأمن ومقر المجلس البلدي للمدينة وأغلقوا أيضا بوابات المدينة وطرقها الرئيسية كانوا غاضبين، نتيجة تردي الوضع الأمني خلال الأشهر الأربعة الماضية، في ظل تسجيل المدينة لاغتيالات يومية، فضلا عن الاشتباكات المتكررة بين المليشيات.
وما فجر تلك الاحتجاجات مؤخرا هو "زيادة سطوة المليشيات هناك واستهتارها بدماء أهالي المدينة، للحد الذي جعل مسلحين أفارقة غير ليبيين يعذبون الشباب، وهو الأمر الذي فضحه مؤخرا مقطع فيديو مصور يُظهر شبابا من المدينة يتعرضون للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى المليشيات في المدينة" بحسب سكان محليين.
والثلاثاء الماضي، أعلن المحتجون في مدينة الزاوية توقف الاحتجاجات بعد أن وعدت السلطات بتنفيذ مطالبهم، وذلك عقب اجتماع عقد بطرابلس حضره رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية وزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة ورئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة ورئيس المخابرات التابع لها بحضور اللجنة العسكرية من ضباط الزاوية والأعيان والقيادات الاجتماعية بالمدينة.
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال منير الزاوي أحد قيادات "تنسيقية حراك تصحيح المسار بالزاوية"، وهو تجمع يشرف على الاحتجاجات ويفاوض المسؤولين باسم أهالي المدينة، إن "كل ما سمعناه من السلطات هو وعود لا نعلم مدى الجدية التي تمثلها"، مؤكدا أنه "قبل شهرين جرى عقد ذات الاجتماع، وقدمت ذات الوعود وشكلت القوة الأمنية المشتركة التي نعدها شريكا في الانفلات الأمني في المدينة".
وأضاف الزاوي: "أزمة الزاوية واضحة، وهي تتمثل في وجود أعداد كبيرة من المليشيات المنفلتة التي منحتها الشرعية الحكومات المتعاقبة وزادت من شرعيتها الحكومة الحالية (حكومة الدبيبة)".
منير الزاوي مضى في القول إنه "في الزاوية هناك مطلوبون دوليون يترأسون أجهزة أمنية مثل البيدجا ومحمد الفار وغيرهما، فكيف سيستقيم الوضع هناك، وهؤلاء موجودون بعلم الحكومة وشرعيتها".
ومنذ ثلاثة أشهر تشهد مدينة الزاوية حالة أمنية مزرية تتمثل في وقوع اغتيالات بشكل شبه يومي دون معرفة الفاعل، كما أن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة بشكل متكرر بين المليشيات هي سبب آخر لتردي الأوضاع الأمنية في المدينة.
وكانت أحدث تلك الاشتباكات التي وقعت يوم الأحد الماضي والتي راح ضحيتها 4 أشخاص، وفق ما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي (حكومي) الذي أعلن أيضا إجلاء 30 عائلة من منطقة الاشتباكات.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg
جزيرة ام اند امز