انتقادات للصمت الأممي.. خبراء ليبيون: يتعين وقف التدخل التركي
صمت المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة حيال أحداث مدينة غريان لقي استهجانا واسعا وصفه البعض بـ"انحياز كامل لصالح المليشيات".
اعتبر مراقبون وخبراء ليبيون أن صمت المبعوث الأممي إلى ليبيا حيال جرائم المليشيات ضد أفراد الجيش الليبي في غريان يزيد الشكوك حول انحيازه للإرهابيين، واصفين موقف غسان سلامه بأنه "انحياز كامل لصالح المليشيات".
وطالب الخبراء الأمم المتحدة بإدانة التدخلات التركية في الشأن الليبي مع ضرورة ملاحقة الخرق المستمر والعلني لتوريد الأسلحة من جانب نظام رجب أردوغان لتلك المليشيات.
الكيل بمكيالين
وقال عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي: "في كل مرة يثبت المبعوثون الدوليون إلى ليبيا أنهم يكيلون بمكيالين حينما يتعلق الأمر في التعامل مع المليشيات والقوى المتأسلمة، ومدى فظاعة جرائمهم مقابل القوى الوطنية التي تبحث عن حل جذري لمشاكل البلاد".
وتابع التكبالي، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن المبعوث الأممي الحالي غسان سلامة ليس استثناء، مضيفا أنه بعد "سلبية طارق متري وطاقمه المنحاز للمتأسلمين، تأتي فضيحة المبعوث برناردينو ليون وتنصيبه لفايز السراج الذي لم ينتخبه أحد رئيسا لمجلس رئاسي، ما أدخل البلاد في دوامة من العنف والانحطاط".
وأضاف التكبالي "ثم جاءنا مارتن كوبلر الذي كان يحابي المتأسلمين، ويحضن الإرهابي إبراهيم الجضران الذي استولى على المربع النفطي، ويبتسم له بطريقة غبية".
ولفت عضو مجلس النواب الليبي ورئيس لجنة الأموال المنهوبة بالمجلس إلى أن الجرائم التي ارتكبتها عملية "فجر ليبيا" الإرهابية وبقاياها، التابعة لحكومة السراج "لم تهز ضمير أي من هؤلاء المبعوثين الذين يفترض فيهم النزاهة والحياد".
توجه المبعوث الأممي
وشدد التكبالي على أنه "بعد جرائم القتل والذبح وتهريب البشر والسلاح، وتشجيع الدول لمليشيات خارجة على القانون، تأتي جريمة قتل 40 جنديا ومدنيا من الجرحى بدم بارد في غريان، ما شكل خرقا لاتفاقية جنيف ومبادئ الأديان والإنسانية وكل ما هو متعارف عليه بين البشر".
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري نوه، بجرائم المليشيات الإرهابية بقتل مصابي الجيش الوطني بمستشفى غريان بعد سيطرة المليشيات على المدينة الأربعاء.
وقال المسماري إن "تقارير الطب الشرعي في بنغازي أكدت مقتلهم بطلقات نارية في الرأس أو طعن بالسكاكين أو الدهس بالسيارات".
وتابع عضو مجلس النواب الليبي أن" سلامة آثر الصمت المطبق"، معتبرا أنه "لا يريد أن يحرج المليشيات والقوى المتأسلمة في طرابلس إما خوفا وإما طمعا، وفي الحالتين هو توجه لا يليق بمبعوث دولي".
مؤشر إضافي لانحياز البعثة
من جانبه، قال جمال شلوف، الباحث الليبي ورئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات، إن البعثة الأممية تصمت الآن تماما ولم تقم بأى تصريحات حول قتل الجرحى واﻷسرى وهى جريمة حرب".
واعتبر أن ذلك "مؤشر إضافي يؤكد انحياز البعثة الأممية السافر والمقزز والذي وصل إلى غض الطرف عن كل الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المليشيات".
وتساءل رئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات "هل بعد تغاضي البعثة الأممية عن إدانة وجود إرهابيين ومطلوبين دوليين في صفوف المليشيات، فضلا عن إحاطات غسان سلامة المنحازة، هل بقي أي مؤشر لنفي أنه ( سلامة) هو الممثل الخاص للسراج وليس للأمين العام للأمم المتحدة؟!".
مطالبات بإدانة التدخلات التركية
وعلى صعيد متصل اعتبر التكتل المدني الديمقراطي (يتكون من مجموعة من القوي السياسية الليبية) أن صمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن جرائم المليشيات ضد أفراد الجيش الليبي في غريان " لن يزيد إلا الشكوك في انحيازها إلى هذه المجموعات".
واستنكر في بيان بأشد العبارات الأعمال الإجرامية الجبانة التي نفذتها العصابات الإرهابية والمليشيات الإجرامية التابعة لحكومة الوفاق بقتل الجرحى والمصابين بدم بارد، داعية كل الجهات الرسمية والمنظمات الحقوقية والحقوقيين إلى الإسراع في فتح تحقيق فوري في تلك الحادثة البشعة.
وطالبت بتكتل كل الجهات المعنية لإدانة وملاحقة الخرق المستمر والعلني لتوريد الأسلحة لتلك الجماعات والوقوف بحزم وحسم أمام أفعال النظام التركي ومشاركته المباشرة وغير المباشرة في استهداف الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الإرهاب والفوضى.
وحذر التكتل من أن "ذاكرة الشعب الليبي قوية ولن تنسى من أساء إليه، وأن إرادتهم في تحقيق الأمن والاستقرار واستعادة الوطن صلبة وقوية، ولن يثنيها تحالف الإرهاب والمليشيات والفساد ولا أعمال الغدر والخيانة، ولن تتراجع أو تلين".
كما دعا القوى المتحالفة والمستقوية بداعمي الإرهاب الدولي وبالمرتزقة والمستحوذين على أموال الليبيين إلى سرعة تسليم سلاحهم وتجنيب المدنيين والمدن الليبية ويلات القتال وإنهاء حالة الحرب في أسرع وقت ممكن.
ويخوض الجيش الليبي معارك شرسة في تخوم طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان الماضي لتطهير العاصمة من المليشيات وجماعة الإخوان الإرهابية.
ويسيطر الجيش الليبي على نحو 7 محاور للعاصمة، إضافة لتحقيق تقدمات داخل العاصمة، ولكن بخطوات بطيئة؛ حرصا على حياة المدنيين.