الدبيبة في الرباط.. هل يكسر المغرب جدار الأزمة؟
حراك دبلوماسي ليبي تشهده الرباط هذه الفترة، تتوجه زيارة يقوم بها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، اليوم الأحد.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن الدبيبة سيلتقي نظيره المغربي سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، ومسؤولين آخرين.
وستناقش اللقاءات مستجدات الملف الليبي، وسُبل تعزيز التعاون المغربي الليبي.
- أزمة المغرب وإسبانيا.. البرلمان العربي يستنكر تدخل نظيره الأوروبي
- مكتب مكافحة الإرهاب.. اعتراف أممي بدور المغرب الريادي
المصادر نفسها، أكدت أن مجموعة من الملفات مطروحة على أجندة الزيارة، في مقدمتها التعاون بين البلدين، وسبل التأسيس لتعاون أمني وعسكري مع المغرب، بغرض الاستفادة من خبراته لتأهيل وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية.
وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها للدبيبة إلى المغرب منذ تسلمه منصبه في وقت سابق من العام الجاري، وفي أعقاب زيارة سابقة لوزيرة خارجتيه نجلاء المنقوش.
كما تأتي بعد أيام قليلة من زيارة قام بها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى الرباط، والتقى خلالها مسؤولين مغاربة على رأسهم وزير الخارجية.
وفي وقت سابق، دعت وزيرة الخارجية الليبية نظيرها المغربي، لتعزيز التمثيلية الدبلوماسية المغربية لدى ليبيا، بالإضافة إلى إعادة فتح قنصلية المملكة هُناك.
وتشهد الرباط في الآونة الأخيرة دينامية مُتسارعة بشأن الملف الليبي، ففي أقل من شهر زار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي المملكة مرتين.
وتزامنت الزيارة الأولى لعقيلة صالح، مع أخرى لرئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى الليبي خالد المشري، والثانية كانت قبل أيام التقى فيها مسؤولين مغاربة وعلى رأسهم وزير الخارجية.
وفي الوقت الذي كان متوقعاً جُلوس عقيلة والمشري إلى طاولة الحوار بشكل مُباشر، أكد رئيس مجلس النواب في تصريحات صحفية، أنه لن يلتقي المشري إلا في ليبيا.
وقبل أسبوعين تقريباً، حلت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بالرباط، حيث التقت نظيرها المغربي، وتباحثا حول سُبل التعاون بين البلدين، كما ناقشا الأوضاع في البلاد وبالأخص الانتخابات المزمع تنظيمها قريبا.
وتسعى المملكة المغربية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، مع مواكبة تفعيل مخرجات الحوار السياسي الذي شهدته مدينتا بوزنيقة وطنجة المغربيتين، خلال الأشهر الماضية.
كما تبذل المملكة جهوداً دبلوماسية متواصلة لتذويب الخلافات بشأن تقاسم المناصب السيادية المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي الموقع عليه في الصخيرات المغربية عام 2015.
وتشدد المملكة المغربية على أنه لا حل للملف الليبي إلا بين الليبيين أنفسهم، وأن الرباط لا تملك وصفة أو حلاً للملف، ما عدى توفير الجو المناسب للمشاورات مستقلة بين جميع الفرقاء.
وتحل زيارة الدبيبة على المغرب بعد خمسة أيام على انعقاد مؤتمر "برلين 2" تحت إشراف الأمم المتحدة، في العاصمة الألمانية، بهدف إرساء السلام بشكل دائم في هذا البلد بعد عشر سنوات من الفوضى أعقبت سقوط نظام معمر القذافي.