باحث ليبي: السراج مطية أردوغان للتمدد داخل البلاد وتقوية الإخوان
عقيل يؤكد أن "تركيا تحاول إحداث أكبر قدر من الخراب لتحقق بعد ذلك مكاسب من استحقاقات إعادة الإعمار التي ستفرض نفسها لاحقا".
أكد الباحث الليبي عز الدين عقيل أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، يعاني من عمق العزلة التي تغرق فيها حكومته غير الشرعية عن محيطها الإقليمي والعربي، وهذا ما كشفت عنه تصريحاته الأخيرة.
وفي مقابلة أجراها مؤخرا مع صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، قال السراج إن "حكومته لم يكن لديها بديل سوى طلب المساعدة العسكرية من تركيا".
وأضاف: "نحن متهمون الآن بإحضار دبابات وطائرات بدون طيار تركية، وبإمكان من يعترض على مذكرة التفاهم الأمني الموقعة مع تركيا اللجوء إلى العدالة الدولية".
واعتبر محللون أن "تصريحات السراج تكشف عن عمق عزلة حكومة الوفاق عن محيطها الإقليمي والعربي لارتهانها إلى مليشيات مسلحة غير متجانسة وخارجة عن القانون".
وأكد المحللون أنه من المنتظر أن تكون حكومة السراج مطية أردوغان من أجل التمدد داخل البلاد وتقوية شوكة التنظيمات الإرهابية بما فيها الإخوان.
وتعقيبا على الموضوع، قال عقيل إن "التصريحات تعكس عزلة السراج وحكومته وحالة الاصطفاف الإقليمي والدولي حول ليبيا".
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية": "واضح جدا أن تركيا أصبحت مصدرا مهما لتزويد المليشيات بالأسلحة التي باتت تدخل البلاد بمرأى ومسمع من أعضاء مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي".
واعتبر أن "ما يحدث حاليا يستبطن تواصل حالة الفوضى وإنهاك الليبيين طمعا في إجبارهم على طلب المساعدة لاستعادة الأمن والاستقرار مقابل تأمين مصالح تلك الدول".
وبخصوص الدور الذي تلعبه أنقرة في المشهد الليبي، اعتبر عقيل أن "تركيا مجرد مقاول تزود مليشيات طرابلس بالسلاح، لإحداث أكبر قدر من الخراب حتى يحقق بعد ذلك مكاسب من استحقاقات إعادة الإعمار العاجلة التي ستفرض نفسها في مراحل لاحقة عبر إسنادها لشركات تركية بكلفة أقل".
دعم بالأسلحة رغم الحظر
"من السر إلى العلن".. هكذا تطور مسار دعم أنقرة لمليشيات السراج بالسلاح والعتاد؛ فبعد أن كانت السفن التركية ترسو سرا بالموانئ الليبية محمّلة بالعتاد، باتت أنقرة تجاهر بهذا الدعم رغم حظر توريد الأسلحة إلى طرابلس بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في 2011.
المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أوضح أن حكومة بلاده "لن تتوانى عن اتخاذ ما يلزم لدعم حكومة الوفاق في ليبيا".
وبمؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أضاف قالن: "سنواصل دعمنا ووقوفنا إلى جانب حكومة (الوفاق)".
تصريحات قالن وغيره من المسؤولين الأتراك تشي بأن دور أنقرة تجاوز مجرد مساندة مليشيات الوفاق، بل باتت طرفا مقاتلا بالنيابة عن الحكومة غير الشرعية.
فبالإضافة إلى الدعم بالأسلحة والطائرات المسيّرة، رغم الحظر المفروض، يقود ضبّاط أتراك المعارك لمنع حفتر من تحرير طرابلس".
ومن هنا، فإن "الجيش الوطني الليبي لم يعد في معركة مع مليشيات الوفاق، وإنما يخوض حربا ضد مخطط تركي لنيل الحصة الأكبر من الكعكة التي تصنعها الفوضى وغياب الأمن والاستقرار، العوامل التي تحرص بشدة على إدامتها من أجل الظفر بأكبر قدر ممكن من الغنائم".
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، كشف مصدر استخباراتي ليبي عن إفشال الجيش الوطني لمخطط تقوده المخابرات التركية لتصفية عدد كبير من ضباطه، إضافة إلى احتلال الهلال النفطي في الشرق بعد السيطرة على الجفرة.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز