بالصور.. السجن مدى الحياة لوالدين عذّبا 12 من أبنائهما في "بيت الرعب"
ديفيد توربين (57 عاماً) وزوجته لويز (50 عاماً) أقرا بالتهم الموجهة إليهما وتشمل التعذيب والاحتجاز في قضية هزت الولايات المتحدة.
قضت محكمة ريفرسايد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الجمعة، بالسجن مدى الحياة على والدين بعد إدانتهما بتعذيب 12 من أطفالهما الـ13 على مدى سنوات.
وأقر ديفيد توربين (57 عاماً) وزوجته لويز (50 عاماً)، اللذين يمكن أن يطلبا إطلاق سراح مبكر بعد 25 عاماً، في فبراير/شباط، بالتهم الـ14 الموجهة إليهما وتشمل التعذيب والاحتجاز في القضية التي هزت الولايات المتحدة.
وتفادى الزوجان تالياً مواجهة مؤلمة مع أطفالهما، لكن اثنين من هؤلاء الأطفال كانا حاضرين في الجلسة لدى النطق بالحكم، كما أدليا بكلمات مؤثرة أبكت الوالدين.
الابنة الكبرى قالت "والداي سرقا منّي حياتي، لكنني استرجعتها. لقد كان ذلك قاسياً، لكنه جعلني أقوى".
وقال أحد الأشقاء: "لا أجد كلمات تكفي لوصف ما خبرناه ونحن نكبر"، مضيفاً "لا تزال كوابيس تراودني أحياناً عن هذه المرحلة كرؤية شقيقاتي مكبلات بسلاسل مثلاً. لكن هذا الأمر بات من الماضي وأنا أحب والديّ وأسامحهما".
وتقدم الزوجان باعتذار لأبنائهما قائلين إن ما فعلاه بهم كان بـ"نية حسنة". وقال ديفيد توربين "لم أكن أريد أن أؤذيهم"، فيما أشارت زوجته إلى أنَّها تحب كل واحد من الأبناء الـ13 الذين تراوح أعمارهم حالياً بين 3 سنوات و30.
وتطرق أحد أبناء الزوجين في رسالة تلاها شخص من خارج الأسرة إلى إيمان العائلة. وقال: "لقد عزلانا عن العالم معتقدَين أن الله سيسدد خطاهما".
واحتجز الزوجان، على مدى سنوات، أبناءهما في البيت الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الأمريكية "منزل الرعب" والواقع في مدينة بيريس الصغيرة على مسافة نحو 100 كيلومتر إلى الشرق من لوس أنجلوس.
وانكشفت هذه المأساة في يناير/كانون الثاني 2018 بعدما نجحت إحدى بنات الزوجين في الإفلات من رقابة الوالدين بعد سنتين من التحضير.
وفضحت الفتاة التي كانت في الـ17 من عمرها أمر والديها من خلال فرارها من نافذة من المنزل. وعند وصول الشرطة إلى المنزل، وجدت بعض الأطفال موثوقين إلى أسرّتهم. وكان جميع الأولاد باستثناء الطفلة الصغرى يعانون من سوء تغذية حاد ومن نسبة عالية من القذارة.
ومن الخارج، كان المنزل يبدو هانئاً كغيره من البيوت العادية في ضواحي كاليفورنيا. وكان الوالدان يدعيان أنَّهما يقدمان لأطفالهما التعليم المنزلي، وهي ممارسة شائعة في الولايات المتحدة.
لكن من الداخل، كان الجو موبوءاً وقذراً لدرجة لا يمكن التنفس وسط انتشار روائح البراز. وبحسب المحققين، لم يكن يُسمح للأطفال المعاقبين بالتوجه إلى المرحاض عندما يكونون موثوقين إلى السرير.
وكان يحق للأطفال الاستحمام مرة في السنة، و"إذا ما شوهد الأطفال يغسلون أيديهم فوق المعصمين، كانا يتهمان باللعب بالماء ويقيدون بالسلاسل"، على ما أوضح المدعي العام عند انكشاف هذه المأساة.
وعندما لم يكونوا مقيدين، كان الضحايا يُحتجزون في غرف مختلفة ولم يكن لهم الحق في اللعب.
وكان على الأطفال الذين يعاني كثير منهم تشوهات ومشكلات صحية بسبب المعاناة التي عاشوها، أن يناموا لـ20 ساعة يومياً بحسب برنامج الوالدين اللذين كانا يوقظانهم حتى في عز الليل لتقديم وجبة الطعام وهي كناية عن سندويتشات بزبدة الفستق ورقائق البطاطا وشطائر بوريتو المكسيكية.
وفي شهادة تليت خلال الجلسة، قال أحد الأبناء الذي بات طالباً حالياً، إنَّه تعلَّم بعد تحريره من "منزل الرعب" قيادة الدراجة الهوائية والسباحة والأكل السليم.