سرطان الكبد بين الأسباب الثلاثة الأولى للوفاة في 46 دولة
حذر تحليل عالمي جديد من ارتفاع عدد الأشخاص الذين سيتم تشخيصهم أو وفاتهم بمرض سرطان الكبد على مستوى العالم خلال أقل من 20 عاما.
يُطلق على السرطان الذي يبدأ في الكبد سرطان الكبد الأولي، والنوع الأكثر شيوعًا هو سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، وتبدأ بعض الحالات (HCC) على شكل ورم واحد يستمر في النمو بشكل أكبر، وفي وقت متأخر فقط من المرض ينتشر إلى أجزاء أخرى من الكبد، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
بينما يبدو أن النوع الثاني يبدأ في ظهور العديد من العقد السرطانية الصغيرة في جميع أنحاء الكبد، والتي غالبًا ما تظهر عند الأشخاص المصابين بتليف الكبد (تلف الكبد المزمن) وهو النمط الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.
دراسة حديثة عن سرطان الكبد
كشف تحليل عالمي جديد نُشرت نتائجه في مجلة أمراض الكبد بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول، إمكانية أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم أو وفاتهم بسرطان الكبد الأولي سنويًا بأكثر من 55% بحلول عام 2040.
ولتجنب هذه الزيادة، فإن البلدان تحتاج إلى خفض المعدل السنوي للإصابة بسرطان الكبد والوفاة بنسبة 3% على الأقل، وفقا للنتائج المنشورة.
تم تشخيص أكثر من 900 ألف مصاب بسرطان الكبد في عام 2020، وفي الولايات المتحدة يموت نحو 28 ألف شخص من بهذا المرض سنويا.
لتقدير العبء العالمي لهذا المرض والتنبؤ بعدد الحالات والوفيات في عام 2040، سحب الباحثون بيانات عن حالات سرطان الكبد الأولية والوفيات من الوكالة الدولية لبحوث السرطان GLOBOCAN 2020، التي تنتج تقديرات للإصابة بالسرطان والوفيات لـ 36 نوعا السرطان في 185 دولة حول العالم.
وتم تقدير التغيير المتوقع في عدد حالات الإصابة بالسرطان أو الوفيات بحلول عام 2040، باستخدام التوقعات السكّانية من الأمم المتحدة.
وجد المؤلفون أنه في عام 2020 تم تشخيص ما يقدر بـ 905 آلاف و700 شخص بسرطان الكبد وتوفي 830.200 من سرطان الكبد على مستوى العالم.
وهذا يضع سرطان الكبد بين الأسباب الثلاثة الأولى للوفاة بالسرطان في 46 دولة ومن بين الأسباب الخمسة الأولى للوفاة بالسرطان في ما يقرب من 100 دولة، بما في ذلك العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع.
كانت معدلات الإصابة بسرطان الكبد والوفيات الأعلى في شرق آسيا وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وبعد تحليل العدد الحالي للحالات جنبًا إلى جنب مع البيانات السكانية، يتوقع المؤلفون أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فإن العدد السنوي للحالات الجديدة والوفيات الناجمة عن سرطان الكبد سيرتفع بأكثر من 55% على مدار العشرين عامًا المقبلة.
وبالتالي يمكن أن يزداد عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الكبد بما يقرب من نصف مليون شخص بحلول عام 2040.
علقت المؤلفة الكبيرة إيزابيل سورجومارام، حاصلة على درجة الدكتوراه وعضو في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في ليون بفرنسا: "يمكن أن يزداد عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الكبد أو يموتون بسببه سنويًا بما يقرب من 500 ألف حالة أو وفاة بحلول عام 2040 ما لم نحقق انخفاضًا كبيرًا في معدلات سرطان الكبد من خلال الوقاية الأولية".
وأضافت إيزابيل، في بيان: "يتسبب سرطان الكبد في عبء كبير على مستوى العالم كل عام"، مع العلم أنه "يمكن أيضًا الوقاية منه إلى حد كبير إذا تم إعطاء الأولوية لجهود المكافحة".
خفض عدد ضحايا سرطان الكبد
يقدر المؤلفون أن البلدان في جميع أنحاء العالم يجب أن تحقق انخفاضًا سنويًا بنسبة 3% على الأقل في معدلات الإصابة بسرطان الكبد ومعدلات الوفيات من خلال التدابير الوقائية.
ووفقا لموقع everydayhealth، تشمل عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالمرض:
- فيروس التهاب الكبد B
- فيروس التهاب الكبد C
- استهلاك الكحول
- زيادة وزن الجسم
- حالات التمثيل الغذائي بما في ذلك مرض السكري من النوع 2
يقول بسام أسطفان، طبيب أمراض الدم والأورام في كليفلاند كلينك، لم يشارك في الدراسة: "يظل سرطان الكبد مشكلة صحية رئيسية على مستوى العالم، وفي بعض البلدان يكون هو الأول من نوعه في حالات السرطان الجديدة وعدد وفيات السرطان".
ويوضح أن هذه النتائج مهمة لأن سرطان الكبد غالبًا ما يكون مرضًا يمكن الوقاية منه، مضيفا: "حدوثه ووفياته يتبعان عن كثب الانتشار العالمي لأسبابه الأساسية".
لم تعد عدوى التهاب الكبد B وC الناتجة عن نقل الدم مشكلة بعد الآن بفضل الاختبارات الروتينية، ولكن كلاهما يمكن أن ينتقل من خلال تبادل الإبر الملوثة (تعاطي المخدرات)، ويمكن أن ينتقل التهاب الكبد B من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن، كما يقول.
ويضيف: "تتطلب الوقاية من سرطان الكبد وإدارته جهدًا عالميًا وإمكانية وصول جيدة إلى الرعاية الصحية والعلاج، وهو ما قد يمثل تحديًا في العديد من البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بسرطان الكبد".
نصائح للحفاظ على صحة الكبد
قدم مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) النصائح الإضافية التالية للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد:
- قلل من استهلاكك للكحول ويفضل الامتناع.
- حافظ على وزن طبيعي.
- لا تدخن.
- احصل على تطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي ب.
- اخضع لفحص التهاب الكبد سي.